فقدان الروح المعنوية وخسارات متتالية.. حال من تبقى من عناصر داعش في ديرالزور

فقدان الروح المعنوية وخسارات متتالية.. حال من تبقى من عناصر داعش في ديرالزور

حمزة فراتي – ديرالزور

انحسر نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شرق الفرات، ضمن جيوب صغيرة تمثلت بعدد من القرى والبلدات بريف مدينة البوكمال (شرقي #ديرالزور)، عقب الضربات المتلاحقة التى تلقاها التنظيم خلال الأشهر القليلة الماضية، لا سيما بعد إطلاق قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) لحملتها العسكرية المدعومة دولياً من قبل التحالف الدولي في 10 أيلول/سبتمبر الماضي، تحت مسمى حملة “عاصفة الجزيرة” للقضاء على التنظيم وإخراجه بشكل كامل من المنطقة.

حيث فقد التنظيم خلالها مساحات شاسعة من مناطق سيطرته بريف ديرالزور (خط الجزيرة)، فضلا عن المقاتلين والأموال.
ففي 12 ديسمبر/ كانون الأول من هذا العام، سيطرت قسد على مدينة هجين والتي تعد آخر وأهم مدينة كان يسيطر عليها التنظيم في جيوبه الأخيرة، بعد معارك استمرت قرابة الشهر ونصف حيث فقد الأخير خلالها، أهم قاداته وبعض أجنحته الإعلامية أيضاً.

حيث أفادت شبكات محلية ومنها شبكة فرات بوست المعنية بأخبار محافظة ديرالزور، أن “التنظيم خسر عدداً من قيادييه البارزين في المعارك الأخيرة بينه وبين قسد ضمن العملية العسكرية التي أطلقتها الأخيرة ضد التنظيم تحت مسمى (دحر الإرهاب)، بهدف السيطرة على آخر معاقل التنظيم في المنطقة بدعم من التحالف الدولي”.

وأوردت الشبكة أسماء قادة التنظيم الذين قتلوا مؤخراً في المعارك، وأبرزهم “(هارتا دها) الملقب (أبو روميسة البريطاني)، و(ناصر أحمد مثنى) والملقب (أبو المثنى اليمني)”.

وأضافت الشبكة أن “أربعة عناصر أجانب وقياديا سوريا بارزا قتلوا في غارة للتحالف الدولي على بلدة #السوسة في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إضافة إلى قياديين آخرين خلال المعارك على أطراف مدينة هجين في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، وبينهم (طارق الجبارة) الملقب (أبو أدهم الشامي) و(أنور شودري) الذي يشغل الناطق باسم التنظيم في المنطقة”.

وفي ذات السياق، تحدث محمد الجمعة (من سكان مدينة هجين) لموقع الحل، عن مقتل المتحدث الإعلامي باسم التنظيم في المنطقة، قائلا، إن “التنظيم فقد الإعلامي الأول المتحدث باسمه، أبو حمزة التدمري في مطلع الشهر الجاري، وذلك خلال الاشتباكات مع قسد في مدخل المدينة، حيث يعد التدمري “أمير الإعلاميين” للتنظيم في المنطقة وتولى “إمارة” الإعلام لقاطع الفرات فيما سبق، فضلا عن عمله السابق أيضاً بوكالة “أعماق” والتى تمثل الأذرع الإعلامية للتنظيم ومنبره الأول لنقل أخباره إصداراته”.

لافتاً أيضاً إلى أن “التنظيم بات محاصراً في مساحات صغيرة لا تتجاوز 7%من المساحة الكلية لمحافظة ديرالزور، وتتمثل في قرى وبلدات صغيرة بريف مدينة البوكمال، حيث أن فقدانه لمدينة هجين، يعني بذلك تقلص قدرته العسكرية، بكونها الحصن المنيع الذي كان يتمترس بداخله، وبالتالي فإن فقدان المدن يعني فقدان المال، موضحاً ذلك بقوله إن “السيطرة على الأرض والناس وفرض سلطتك المطلقة عليهم، تسيطر بذلك على الإيرادات والأموال أيضاً، وفقدان السيطرة على الأرض يعني بذلك فقدان الوصول إلى هذه الأموال”. وفق وصفه.

ويرى الجمعة أن التنظيم فقد أكثر من 80% من قدرته على كسب المال، فهو الآن في طور الانحدار والتراجع أن صح التعبير.
الروح المعنوية والحماس
م. ح (منشق سابق عن التنظيم من ريف ديرالزور رفض الكشف عن اسمه) يقول، إن “العناصر المتواجدين إلى الآن فقدوا معنوياتهم السابقة، مع مقتل وأسر أهم قادات التنظيم مؤخراً، إلى جانب فرار المئات منهم، والخسارات المتوالية التي قصمت ظهرهم”.

منوهاً إلى أن “التنظيم يحاول أن يوهم أنصاره بأنه لازال ذو قوة وجبروت إلى الآن، من خلال عمليات التسلل التي يقوم بها بين الحين والآخر، مستغلاً ظروف المناخ للقيام بها، إلا أنه فشل حتى في ذلك، فسياسة التنظيم باتت مكشوفة للمرء كافة” وفق تعبيره.

بل أن التنظيم ذاته “بات يجهز مقاتليه نفسياً للرجوع إلى الصحراء وقد بات ذلك جلياً من خلال، نشره المستمر لفيديوهات قتال لهم ضمن البادية على خلاف ما كان يقوم به مسبقاً من بثه لعمليات القتال التي يقوم بها داخل المدن”، على حد قوله.

ولفت العنصر المنشق إلى أن “خسارة التنظيم للأرض والمال والمقاتلين، لا يعني ذلك توقفه عن شن الهجمات باتجاه أهدافه، فكما هو متعارف عن عناصر التنظيم، تمكنهم الكبير من القتال في الصحراء وحرب الشوارع أيضاً، فلم يعد ذلك التنظيم الذي يسيطر على مساحات كبيرة وله نفوذ كبير يمتد من العراق إلى سوريا، بل تحول إلى مجموعات وفلول صغيرة سرعان ما تنسحب من بلدة تجاه الأخرى تحت ضربات التحالف، فقد بات داعش بدون دولة وخلافة، لكن عملياته الانتقامية وخلاياه لاتزال مستمرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.