مواليد السوريين في تركيا: ما أهمية تسجيلهم؟ وما احتمال حصولهم على الجنسية التركية؟

مواليد السوريين في تركيا: ما أهمية تسجيلهم؟ وما احتمال حصولهم على الجنسية التركية؟

فراس العلي – تركيا

مشكلة تتفاقم مع مرور الوقت، آلاف الأطفال السوريين الذين ولدوا في #تركيا على مر السنوات السابقة لم يتم تسجيلهم لدى دوائر السجل المدني في سوريا الأمر الذي يجعلهم “مكتومي القيد”.

وتتزايد أعداد ولادات السوريين في تركيا مع مرور كل يوم في تركيا، حيث تقول إحصائيات، إن هناك نحو 400 مولود سوري جديد يومياً في تركيا، فيما دعا مسؤولون أتراك إلى منح الجنسية التركية إلى مواليد السوريين بتركيا.

ووسط هذه الأخبار، يتابع أبو عاصم وهو رجل في الأربعين من عمره ويقيم في غازي عنتاب جنوب تركيا، كل ما يتعلق بمصير مواليد السوريين بتركيا وإمكانية منح الجنسية التركية لهم خاصة بعدما رزق بمولود عام 2015.

وقال أثناء حديث لموقع الحل: “الحل الوحيد لضمان مستقبل ابني ومن مثله هو منحهم الجنسية التركية، بعد أن ولد بنحو 20 يوماً استخرجت له الكيملك وأضفت اسمه على دفتر العائلة التركي”.

بالأرقام

منذ أيام استعرض وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أثناء اجتماع في البرلمان التركي، عدد مواليد السوريين في تركيا مؤكداً أنه بلغ 380 ألف مولود، وخاطب أعضاء البرلمان بالقول: “لو يدعمنا البرلمان سنعمل على تجنيس المواليد في تركيا”.

وفي أكتوبر الفائت، قال مدير قسم الهجرة والاندماج التركية، محمد مراد أردوغان، إن “تركيا تشهد يومياً ولادة 395 طفلاً سورياً، وفي ولاية أورفا وحدها يتراوح عدد مواليد السوريين يومياً بين 50 إلى 55 طفلاً سورياً”.

ووفق أردوغان، فإن الشريحة العمرية الأكبر بين اللاجئين السوريين في تركيا هم الأطفال مؤكداً أن الأطفال من عمر يوم إلى 18 سنة يشكلون نسبة 48% من عدد اللاجئين السوريين الإجمالي بتركيا.

وحصل أكثر من 20 ألف طفل سوري على الجنسية التركية من أصل 55 ألف وهو العدد الإجمالي للسوريين الذين نالوا الجنسية وفق تأكيدات أحد أعضاء البرلمان التركي، أتاي أولسو لمواقع إخبارية تركية.

مستقبلهم قانونياً

الآلاف من الأطفال السوريين لم يتم تسجيلهم في دوائر السجل المدني بسوريا، هؤلاء هم مواطنون سوريون في المستقبل لكنهم لن يحصلوا على أدنى حقوقهم في سوريا مثل حق التعليم والصحة وامتلاك اسم والتملك الأموال المنقولة وغير المنقولة والانتخاب والترشح والزواج إضافة لحقوق كثيرة.

الحقوقي أحمد العبد الله علق على الموضوع بالقول: “حقيقة ليس هناك مشكلة كبيرة بالنسبة للمولودين في تركيا إن تم تسجيلهم لدى الدولة فعلى الأقل هناك شيء موثق من دولة ومعترف بهذه الوثائق مستقبلاً، لكن أساس المشكلة الكبيرة تكمن في ولادات السوريين التي حصلت خارج المشافي التركية”.

وأعاد العبد الله السبب إلى أن “جميع ولادات السوريين التي حصلت خارج المشافي التركية سيصبحون معدومي الجنسية في حال لم تمنحها لهم تركيا”.

ودعا في حديثه العائلات السورية إلى استخراج دفتر عائلة تركي وتقييد المواليد الجدد عليه بناء على أوراق المشفى ومديرية الهجرة، معتبراً أن هذا الإجراء يكفل على الأقل حقوق المولود الجديد في النسب والإرث.

ورغم إمكانية أي عائلة سورية مراجعة المشافي الحكومية التركية من أجل إجراء عمليات الولادة إلا أن البعض من العائلات تخشى مراجعتها بسبب عمر الأم الحامل، الذي يقل عن السن القانوني المؤهل للزواج في تركيا ببعض الحالات، حيث تعرض عدة سوريين للمحاكمة والحبس لمدة طويلة بتهمة “الزواج من قاصر”.

آثار وظروف

مع مرور الوقت وازدياد أعداد مواليد السوريين في تركيا، يبدو أن السوريين وخاصة الأطفال منهم متجهين نحو نيل الجنسية التركية حسب ما يرد في تصريحات مسؤولين أتراك.

وتقول الناشطة الإعلامية مرح جاويش: “واضح تماماً أن السوريين سيحصلون على الجنسية التركية وأكثر الأمور التي تجعل من هذا الاحتمال يقيناً هو طول أمد استقرارهم بتركيا وعدم وجود أي أفق يجعلهم يفكرون في العودة إلى سوريا بضوء الظروف الراهنة”.

وتتابع: “عندما يدعم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات دولية عديدة تركيا من أجل خلق برامج اندماج للسوريين كي يتأقلموا مع المجتمع التركي فهذا يعني أن تركيا تتجه بالفعل نحو منح الجنسية للاجئين”.

وعن ولادات السوريين الجدد في تركيا تجيب: “نرى الكثير من الأطفال الذين ولدوا بتركيا لا يعرفون أسماء المدن السورية أو أي شيء يتعلق بسوريا، هؤلاء الأطفال سيكونون في يوم ما قد فقدوا الهوية الوطنية التي تربطهم ببلدهم الأصل وباتوا معتادين على العيش في تركيا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.