أكثر من 60 إصابة في المخيم الواحد.. اللشمانيا والجرب همّ جديد للنازحين في ريف ديرالزور

أكثر من 60 إصابة في المخيم الواحد.. اللشمانيا والجرب همّ جديد للنازحين في ريف ديرالزور

حمزة فراتي – ديرالزور

تنتشر الأمراض الجلدية، وخاصة اللشمانيا والجرب، في مخيمات النزوح المنتشرة في ريفي #ديرالزور الشرقي والغربي (جزيرة)، بشكل مضاعف خلال الأشهر القليلة الماضية، ويعود سببها لمشكلات عدة، أهمها عدم توفر المياه النظيفة وتراكم القمامة والافتقار للرعاية الطبية الازمة للوقاية من العدوات والآفات.

يقول سليمان الحنان أحد القاطنين في مخيم عشوائي بالقرب من بلدة #ذيبان) لموقع الحل، “لجأنا إلى هذا المخيم بعد أن نزحنا من مناطقنا لاحتدام المعارك بها بين قسد وتنظيم #داعش، منذ قرابة الأربعة أشهر ، ومنذ ذلك الحين لم نتلق أي خدمات، لا يوجد حمامات أو مياه لنحافظ على نظافتنا الشخصية، والمساعدات الإنسانية شحيحة، ولا توجد جهة مسؤولة عن ترحيل القمامة وتوفير المبيدات الحشرية، إلى جانب عدم تواجد نقطة طبية في المخيم أيضاً”،

ويضيف: ” تزورنا في غالب الأحيان بعض الشخصيات التابعة للمجلس المدني التابع لقسد، حيث يكتفون بالوعود في كل مرة، دون تنفيذ لأي منها”.

وبحسب الحنان فإن “هناك أكثر من 60 إصابة بمرض اللشمانيا في المخيم الذي يتواجد فيه، وغالبيتهم من الأطفال دون سن 15 سنة، معتبرا أن “انتشار المستنقعات المائية الناتجة عن تجمع مياه الأمطار بالقرب من الخيام، له تأثير كبير أيضاً في انتشار هذه الأمراض” وفق قوله.

تقول أم عمر (أحد القاطنات في المخيم ذاته) لموقع الحل، “أطفالي الثلاثة مصابون باللشمانيا، وليس لدي القدرة المادية لمتابعة علاجهم، فأقرب نقطة طبية تبعد عني مسافة 18 كم، وتكلفة الطريق للوصول إليها، إلى جانب جلسات العلاج المطولة لثلاثة أطفال، يتطلب الكثير من المال وانا لأملك شيئاً منه”، وفق تعبيرها.

وقال مثنى العلي (طبيب في ريف ديرالزور الغربي) لموقع الحل، إنه “لوحظ وجود إصابات بالجرب في المخيمات المنتشرة في غالبية المنطقة، إلى جانب تفاقم حالات الإصابة بمرض اللشمانيا في تلك المخيمات (مخيم #هجين ومخيمات ذيبان ومخسم #أبو_خشب والمخيمات المنتشرة بالقرب من بلدة #الطيانة وغيرها من المخيمات الأخرى) حيث تجد تلك الأمراض في المخيمات بيئة خصبة لانتشارها وتضاعفها”.

وأوضح الطبيب أن “الإصابة تحدث من خلال لسعة أنثى ذبابة الرمل، التي تحدث حبة في جسم الإنسان مكان اللسعة، وأحيانا تمتد فترة العلاج لسنة كاملة حتى يتشافى المريض منها، حيث تأخذ شكل حبة صغيرة ثم تصبح على شكل بركاني، وتأخذ اللون الأحمر وتتوسع إذا أهملت ولم تعالج، ويبقى مكانها على شكل ندبة”.

ويواجه المدنيون المتواجدون في المخميات من صعوبة في الحد من انتشار هذه الأمراض، نتيجة غياب المنظمات الصحية الدولية، وغياب أي دور للمنظمات الفاعلة في المنطقة، عن القيام بعمليات رش الخيام بالمبيدات الحشرية ونقل القمامة من جانب الخيم، وفق العلي.

تجار يستغلون حاجة المصابين لبيعهم العلاج
وفي هذا الصدد يقول توفيق الملاح ً (صيدلي بريف ديرالزور الشرقي) لموقع الحل، إن “الحاجة الماسة للدواء، في ظل فقدان الأدوية الخاصة لمكافحة تلك الأمراض والحد من انتشارها، دفع بتجار الآزمات لاستغلال ذلك، حيث قام بعض الصيادلة أو من يدعون أنهم كذلكن بتركيب خلطات طبية يصل سعر الواحدة منها قرابة 2000 ليرة سورية، وغالبا ما تزيد وضع المريض سوءا، مستغلين غياب الرقابة الطبية والقانونية عن المنطقة”.
واختتم المصدر بالقول إن “عشرات الإصابات بمرض اللشمانيا تسجل يومياً في مخيمات النزوح، والأعداد في تزايد مستمر، مع عدم وجود اللقاحات اللازمة لمكافحة هذا الوباء، وبات احتمال انتقاله لعموم سكان المنطقة كبير جداً ، في حال لم تتم مكافحته والحد من انتشاره بأسرع وقت ممكن”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.