طول المسافات وانعدام المواصلات ومخاطر الطريق.. رحلة تلاميذ ريف ديرالزور الشرقي للوصول للمدارس

طول المسافات وانعدام المواصلات ومخاطر الطريق.. رحلة تلاميذ ريف ديرالزور الشرقي للوصول للمدارس

حمزة فراتي – ديرالزور

يعاني تلاميذ المدارس الابتدائية في قرى وبلدات بريف #ديرالزور الشرقي (#خط_الجزيرة) الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (#قسد)، للوصول إلى المدارس في منطقتهم، وخاصة مع تناقص خدمات المواصلات العامة وعدم وجود طرق ممهدة في المنطقة، بالإضافة إلى تباعد المسافات بين المدارس وقرى وبلدات التلاميذ.

فعلى سبيل المثال يتعين على تلاميذ بلدة #الحجنة الإنتقال لمسافة حوالى سبعة كيلو مترات للوصول إلى مدرسة في بلدة #الصور، والحل الوحيد أمامهم هو انتظار سيارة عابرة لأحد المدنيين، أو قطع المسافة مشياً على الأقدام.
يقول سليمان عبدالقادر(والد أحد التلاميذ من بلدة الحجنة) لموقع الحل، إن “معاناة التنقل لا تقتصر على تلاميذ بلدتنا فحسب، فالحال واحدة في معظم القرى والبلدات المجاورة، وتزداد هذه المعاناة بحلول فصل الشتاء، حيث يعتمد غالبية التلاميذ على المشي لعدم توفر المواصلات، فيما يعتمد من يكون لديه سيارة خاصة أو وسيلة نقل ما، على إيصال أطفاله إلى المدرسة”.

أما طلاب مدرسة النملية فلهم أيضا نصيبهم من المعاناة، حيث ينتظرون وسائل نقل خاصة لأهالي القرية والغير مخصصة لحمل المواطنين (سيارات نقل خضار أو أسمنت أو سيارة نفط) للتوجه إلى المدرسة في #ناحية البصيرة، وبعضهم يضطر إلى الغياب بسبب صعوبة المواصلات وعدم توفرها بشكل دوري، وعلى الطالب الاستيقاظ مبكرًا للحاق بحافلات أهالي القرية للوصول إلى المدرسة، وفق قوله.

لافتاً إلى أن معاناة التلاميذ لا تتوقف على وصولهم إلى المدرسة فحسب، بل تتعداها للمدرسة ذاتها، فغالبية المدارس قد تعرضت للقصف فيما مضى، ولا تتوافر مقاعد دراسية ولا حتى أبواب أو نوافذ أو دورات للمياه، حيث يفترش الطلاب الأرض،و يقوم المدرسون بإعطاء دروس شفهية لعدم وجود السبورة، معتمدين على خبراتهم التدريسية عوضاً عن المناهج الدراسية الغير متوفرة”.

تسرب مدرسي سببه غياب النقل
يقول يوسف الخالي (مدرس من بلدة #ماشخ) لموقع الحل، إن “مشاكل تنقل التلاميذ ووصولهم إلى المدرسة تضاعفت بشكل كبير مع دخول فصل الشتاء، حيث لا تتوافر مدارس في كافة البلدات والقرى البعيدة عن مراكز المدن والنواحي الكبيرة، فنسبة كبيرة من تلاميذها يضطرون يومياً إلى قطع أكثر من15كم مشياً على الأقدام. وتتضاعف معاناتهم خاصة مع تساقط الأمطار في غالب الأحيان، كما أن سوء الطرقات تسبب بحوادث راح ضحيتها عدد من الأطفال أثناء ذهابهم إلى المدرسة، كان آخرها حادث مرور على طريق الصور – البصيرة، راح ضحيته ثلاثة تلاميذ، بسبب انقلاب سيارة نقل بضائع كانوا على متنها”.

وأضاف المصدر أن “التعليم في المنطقة لم يحض بالاهتمام المرجو من قبل لجنة التربية التابعة للمجلس المدني في قسد، حيث اقتصر دورها على إخضاع المدرسين لدورة خاصة في بداية العام الدراسي، دون تنفيذ إي إصلاح وتطوير للواقع التعليمي المتدني في المنطقة، وبعض البوادر الخجولة كتوزيع القليل من القرطاسية على الأطفال في بعض الأحيان”. وفق وصفه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.