معولا على مناطق بعينها.. النظام يحاول إعادة السياحة لريف دمشق

معولا على مناطق بعينها.. النظام يحاول إعادة السياحة لريف دمشق

سليمان مطر – ريف دمشق

تسعى حكومة النظام بشتى الوسائل، لتنشيط حركة السياحة في مناطق سيطرتها، لما تمثله لها من أهمية في تحسين الاقتصاد والصورة الإعلامية التي ستظهر عن هذه المناطق بعد خروج فصائل المعارضة منها، حيث نفذت مؤخرا عددا من المشاريع والإصلاحات التي تُحسن من مظهر كثير من المناطق السياحية.

وعكفت المؤسسات الحكومية على تهيئة كافة الظروف المناسبة لتنشيط السياحة الداخلية في المرحلة الأولى، ومن ثم الانتقال لاستقطاب السياح من الدول الأخرى.

الناشط حسام محمود ذكر لموقع الحل أنّ “حكومة النظام قامت بإصلاحات واسعة في مناطق #الزبداني، #بقين، #مضايا، و #بلودان، وعلى الرغم من أنّ هذه المناطق تعرضت لقصف عنيف من قوات النظام بشتى أنواع الأسلحة، تسبب بدمار معظم أحيائها السكنية خلال فترة سيطرة المعارضة عليها، فقد تحسنت أحياؤها وبناها التحتية بوقت قياسي، بسبب حملات حكومة النظام لإعادة تنشيط السياحة فيها”.

وأضاف المصدر أنّ “وزارة السياحة التابعة لحكومة النظام نظّمت عدة مهرجانات واحتفالات بحضور عدد كبير من الفنانين السوريين وبعض الشخصيات الرياضية والسياسية، لدعم فكرة السياحة الداخلية، والتي تدعم بقوة مشروع اقتصادي كبير في المنطقة أساسه السياحة”، حسب قوله.

وأشار محمود إلى أنّ “حكومة النظام وعلى الرغم من جهودها الكبيرة التي تصب في محاولة إحياء السياحة في المنطقة، إلّا أنّها لم تتمكن من تأمين المنطقة بشكلٍ كامل بسبب وجود عدد كبير من الألغام في سهولها، إضافةً لتفشي الفساد بين المتعهدين والمسؤولين عن ملفات ترحيل الأنقاض وإعادة الإعمار”.

في حين قال الناشط عمار القدسي لموقع الحل أنّ حكومة النظام سهّلت قدوم الإيرانيين والعراقيين إلى مناطق #جنوبي_دمشق، خصوصاً #السيدة_زينب، وذلك تحت بند السياحة الدينية، مؤكداً أنّ أعدادهم فاقت تعداد السكان الأًصليين في المنطقة، وصلاحياتهم مستمدة من الميليشيات المسيطرة على المنطقة، ووجودهم السياحي ما هو إلّا شماعة لتسهيل حياتهم وتوطينهم في المنطقة”، حسب قوله

وأضاف المصدر أنّ المؤسسات الحكومية تعمل بطاقة مرتفعة في هذه المناطق، لجعل منشآتها وخدماتها مميزة عن باقي المناطق في #دمشق وريفها، وذلك حرصاً على استمرار الدخل الاقتصادي الكبير الذي يعود عليها من “السياح الدينيين”.

أما في #الغوطة_الشرقية فقد استفادت حكومة النظام في دعايتها السياحية من بقايا حربها على المدنيين وفصائل المعارضة خلال السنوات الماضية، حيث قامت باستصلاح عشرات الأنفاق، واستخدمتها لأغراض دعائية من خلال عدة فعاليات فنية، أبرزها النحت على الجدران، وتصوير الأنفاق على أنّها آثار يجب الحفاظ عليها كونها تحمل تفاصيل انتصار جيش النظام، بحسب وسائله الإعلامية.

وذكر الناشط محمد أبو البراء أنّ المنطقة لا تعتبر جاذبة سياحياً، لذلك فإنّ الاهتمام الحكومي فيها لا يكاد يتجاوز الواجبات الضرورية وضمن الحد الأدنى، دون تنفيذ أية مشاريع من شأنها رفع سوية المعيشة والخدمات فيها، حيث لا تزال معظم مدنها مليئة بالأنقاض ومخلفات الحرب، وحتى الجثث الموجودة تحت كثير من الأبنية التي دُمرت بالكامل، وكل ذلك لأنّ المنطقة لا تدخل ضمن المخططات السياحية لحكومة النظام، وفق المصدر.

وعلى الرغم من كل هذه الجهود التي يبذلها النظام في تحسين الصورة العامة للمناطق السياحية إلّا أنّ السياحة لم تبدأ فعلياً في سوريا، وذلك بسبب اجتماع أسباب كثيرة تمنع السياح من التفكير في القدوم إلى سوريا والمغامرة بأرواحهم في سبيل دخولها والاستمتاع بالسياحة فيها، حيث أنّ جميع الأرقام القياسية السيئة بما يتعلق بالوضع الأمني وحرية التعبير مسجلة باسم سوريا، بسبب ظروف الحرب التي شهدتها، والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.