بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا: هل تقترب إيران من تحقيق حلم “الكاريدور” للمتوسط؟

بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا: هل تقترب إيران من تحقيق حلم “الكاريدور” للمتوسط؟

منار حداد – الحل

في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، سحبت #الولايات_المتحدة قواتها من #العراق وسلّمت البلاد بشكل كامل إلى #إيران، التي باتت تهيمن بشكل تام على العراق.

اليوم بعد عدّة سنوات من ذلك، تعلن الولايات المتحدة سحب قواتها من منطقة مفتوحة جغرافياً أمام القوات الإيرانية في سوريا للسيطرة عليها، وفتح “الكاريدور” الإيراني المعهود، الذي يربط طهران بالبحر المتوسط.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل فترة، عن سحب كامل القوات الأمريكية من شرق سوريا، وذلك بعد القضاء على تنظيم داعش.

ولكن الوقائع على الأرض السورية تختلف عمّا كانت في العراق، ولا سيما مع تضارب المصالح الإيرانية مع المصالح الروسية من جهة أولى، والإسرائيلية من جهةٍ ثانية، والخليجية التي بدأت بالعودة إلى سوريا من بوابة النظام من جهةٍ ثالثة، فهل تستطيع إيران فتح هذا “الكاريدور”؟

ما هو الكاريدور الإيراني؟

منذ أن وطّأت إيران نفوذها في سوريا، بدأت وسائل الإعلام الإيرانية والباحثين الإيرانيين يتحدّثون عن حلمهم بإنشاء طريق برّي آمن يقع بالكامل تحت سيطرة إيران، ويمتد هذا الطريق من العاصمة الإيرانية طهران إلى العاصمة العراقية بغداد برّاً، ثم العاصمة السورية دمشق، ومنها إلى بيروت والبحر المتوسّط.

يساعد إيران على تحقيق هذا الحلم، هيمنتها شبه الكاملة على العراق، وأجزاء من سوريا، ووجود حليفها الاستراتيجي في لبنان وهو حزب الله.

لكن هذا الطريق يُصدم بالمصالح الأمريكية في شرق سوريا، وذلك منذ تأسيس قاعدة التنف العسكرية في البادية السورية، ودعم قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، ما جعل هذه المنطقة تشكّل العصا التي وُضعت في عجلة تشكيل هذا الطريق.

مصالح الروس

يعتبر الباحث والخبير الأردني، المتخصّص بالشأن الإيراني نبيل العتوم، أن إيران “بالتأكيد سوف تستفيد من الانسحاب الأمريكي من شرق الفرات، لأنّها موجودة في ٣٧ منطقة اساسية داخل سوريا وتسعى لإعادة نشر ميليشياتها البالغ عددهم ٣٤ ميليشيا في البلاد”.

وقال العتوم لموقع الحل: “لا شك المناطق التي انسحبت منها القوات الأمريكية هي مناطق مهمّة بالنسبة لإيران التي تلجأ لاستراتيجية ملئ الفراغ العسكري لتحسين أوراقها التفاوضية مع الروس”.

وأضاف العتوم، أن الروس بدؤوا يتحدثون عن انسحاب القوات والميلشيات عن الأراضي السورية، وهذا الانسحاب قصد فيه بوتين أنه يشمل الميليشيات الايرانية.

وأوضح الباحث، أن الدعوة الروسية للانسحاب “لم تعجب الإيرانيين كونهم مراهنون على قضية مهمة وهي أن السماء لروسيا والأرض لإيران وميليشياتها التي تستطيع أن تفرض ما تريد”.

ولكن العتوم يوضّح أن إنشاء هذا الممر البري بات اليوم فكرة خيالية قائلاً: “إن سعي إيران لبناء امبراطورية عظمى بحلول ٢٠ عاماً والانتقال لما يسمى بفكرة العبور إلى المتوسّط، أصبحت صعبة المنال، حتى مع خروج القوات الامريكية، لأن هذا الخروج يعني رفع الغطاء الأمريكي عن بناء إيران لمجالها الحيوي، وذلك بسبب وجود قوات أمريكية بكثافة في العراق وهذه القوات تستطيع توجيه ضربات للقوات الإيرانية بسهولة”.

وأشار العتوم إلى انّه حتى في حال تعدت إيران خطوط اللعبة السياسية المرسومة لها “لن تقف أمريكا مكتوفة الأيدي لانها تملك قوات مدججة بجميع أنواع السلاح بالعراق تستطيع توجيه ضربات مباشرة ضد الجانب الإيراني”.

٢٣٠٠ عسكري أمريكي لا يخلقون تأثيراً

من جهته أوضح المحلّل العسكري العقيد حاتم الراوي، أن الانسحاب الأمريكي من شرق الفرات “هو انسحاب إعلامي”، مؤكّداً أن “الولايات المتحدة لديها في شرق الفرات فقط ٢٣٠٠ عسكري وهي تسطير على المنطقة باسمها لا بقوّاتها”.

وقال الراوي لموقع الحل: “خلال معركة الفلوجة استقدمت الولايات المتحدة ٢٥٠ ألف عسكري مدجّجين بكل أنواع الأسلحة وهذا يُعتبر وجوداً عسكرياً حقيقياً”.

وأوضح الراوي أن الولايات المتحدة شيّدت قاعدتين عسكريتين ارتكازيتين على الحدود السورية العراقية بعد ساعات من إعلانها انسحاب قواتها من شرق سوريا، عدا عن المفارز الموزّعة في تلك المنطقة”. مؤكّداً أن إحدى القاعدتين تقع في منطقة بين معبر القائم ومدينة البوكمال، وهذه المنطقة هامة جداً بالنسبة لإيران لأنّها تسيطر على غربها من البوكمال وشرقها من الداخل العراقي ولكن النقاط الأمريكية منعت فتح الطريق بشكل كامل.

واعتبر أن الولايات المتّحدة حتى قبل إعلان انسحابها من سوريا “كرّرت تأكيدها على عدم السماح بالتمدّد الإيراني في تلك المنطقة”. مضيفاً أن إيران “ليس لديها أي تواجد في شرق الفرات، وهي من قبل إعلان الانسحاب الأمريكي بدأت بالتقلّص في سوريا، بسبب الحصار الأمريكي والقصف الإسرائيلي، فضلاً عن نشر الولايات المتحدة ٦٣ قطعة حربية في المناطق المحيطة بإيران، وبدأت بنصب صواريخ الباتريوت في دول الخليج وإسرائيل تحسّباً لأي هجوم صاروخي إيراني”، بحسب قوله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة