انقسامات في صفوف داعش.. والاستسلام خيار معظم العناصر المحليين

انقسامات في صفوف داعش.. والاستسلام خيار معظم العناصر المحليين

ديرالزور (الحل) – يعيش تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في جيوبه الأخيرة بريف #ديرالزور الشرقي، أقصى حالات التخبط والفوضى، بالتزامن مع تضييق الخناق عليه مؤخراً من قبل قوات سوريا الديمقراطية (#قسد).

وقد بدا ذلك جلياً من خلال الانشقاقات الكبيرة في صفوفه وانقسام عناصره المتبقين إلى مجموعتين، الأولى وتضم عناصر مهاجرين من جنسيات متعددة، يرغبون بمتابعة القتال وعدم الاستسلام، أما المجموعة الأخرى فتضم المقاتلين المحليين من أبناء المنطقة وبعض العناصر العراقيين أيضاً، والذي يفضل غالبيتهم الاستسلام وعدم متابعة القتال.

وقالت مصادر مقربة من التنظيم في ريف ديرالزور الشرقي لموقع الحل، إن التنظيم يعيش حالة من التخبط داخل صفوفه، حيث بدأت نتائجها تظهر من خلال الانقسامات المتزايدة بين ما تبقى من عناصره بعد خسارته لمدينة #هجين وقسم كبير من بلدة #الشعفة، حيث يصر غالبية المقاتلين الأجانب على متابعة القتال وعدم الاستسلام، ويدير هؤلاء “أبو مهاجر الأوزبكي”، بينما يفضل غالبية المقاتلين المحليين وضمنهم مقاتلين عراقيين، التوقف عن القتال، لأنه لن يجد نفعاً مع التقدم السريع لقسد وسيطرتها على أهم المعاقل في المنطقة”.

وأضافت المصادر أن “ما زاد من سوء وضع التنظيم، مقتل عدد كبير من قادته وإعلامييه، مؤخراً، سواء عبر الاغتيالات أو الاشتباكات ، إلى جانب هروب بعضهم واستسلام بعضهم الآخر، حيث أن الفجوة بين ما تبقى من قاداته، ازدادت أيضاً خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة ذلك، لتطال الانقسامات قيادات أساسية في صفوفه، حيث شملت من يطلق عليهم لقب “الشرعيين”، وكذلك “العلماء” الذين يعدون من الركائز الأساسية للتنظيم”.

ولعل أكبر الأدلة على حالة الانقسام داخل صفوف التنظيم، فيما يتعلق بالفتاوى والقرارات الصادرة، كان قرار السماح بخروج المدنيين من مناطقه مؤخراً مقابل دفع مبالغ مالية عبر وسطاء لهم، حيث يعد أبو محمد الدوماني (شرعي في التنظيم) من أبرز “ضحاياه”، الذي اعتقل بتهمة تهريب قادة وعناصر إلى خارج مناطق داعش، مستغلا خروج أعداد كبيرة من المدنيين، في الوقت الذي لاتزال فيه المعارك بين التنظيم وقسد على أشدها في المنطقة”، وفق المصادر ذاتها.

ويقول خليل الصلاح (من مدينة هجين) لموقع الحل، إن “قيام التنظيم بتعين أمراء عسكريين جدد لجبهات القتال الأخيرة، جاء بسبب مقتل عدد كبير من قاداته خلال المعارك الأخيرة التي دارت في مدينة هجين ونواحيها، وكذلك بسبب تقاعس بعض قاداته وهروبهم من المعارك”.

بينما أرجع ث.ع (من ريف دير الزور ومنشق سابق عن التنظيم ) رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، خطوة التنظيم الأخيرة حول تعيين قادة جدد، لمقتل أكثر من 150 عنصراً من داعش خلال الأسابيع القليلة الماضية في جيوبه الأخيرة، ضمنهم قادة وأمراء “مهمين”، إلى جانب الانقسامات والنزاعات المتصاعدة فيما بينهم، واستهداف بعضهم من قبل التحالف”.

واشار المصدر إلى أن “طيران التحالف استهدف جليبب الفرنسي (أحد أمراء التنظيم العسكرين من أصول مغربية) وثلاثة من مرافقيه في منطقة 24 بداخل بلدة الشعفة ، مما أدى إلى مقتلهم، وسبق ذلك مقتل المدعو أبو الحارث الأنصاري (شرعي في التنظيم) أثناء توجهه بسيارته من بلدة الشعفة إلى قرية #السوسة، بصاررخ موجه من قبل التحالف أيضاً”.

بدورها أصدرت قسد قبل أيام قليلة بياناً، أعلنت فيه اعتقال قواتها لخمسة عناصر أجانب ينتمون لتنظيم داعش في محيط الجيب المتبقي للتنظيم بريف ديرالزور الشرقي، و جاء بالبيان الذي نشره المركز الإعلامي لقسد، “تمكّنت قوّاتنا في 30 كانون الأوّل 2018 من اعتقال خمسة عناصر إرهابيّة أجانب، من جنسيّات أمريكيّة، إيرلنديّة وباكستانيّة”. و هم : 1 – وارن كريستوفر كلارك والملقّب بـ(أبو محمّد الأمريكيّ) من ولاية هيوستن – الولايات المتّحدة الأمريكيّة . 2 –الكسندر روزماتوفيتش من مدينة دوبلن – إيرلندا . 3 –زيد عبد الحميد والملقّب بـ (أبو زيد الأمريكيّ ) من الولايات المتّحدة الأمريكيّة . 4 – فاضل الرحمن جاد والملقّب بـ (أبو إنعام المهاجر) من مدينة لاهور – باكستان. 5 – عبد العظيم راتشوت والملقّب بـ (أبو عمر الباكستانيّ)من مدينة سيالكوت – باكستان.

إعداد حمزة فراتي – تحرير رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.