في جيوب سيطرته الأخيرة.. داعش يستخدم المدنيين كدروع بشرية

في جيوب سيطرته الأخيرة.. داعش يستخدم المدنيين كدروع بشرية

ديرالزور (الحل) – أصبح المدنيون المحاصرون في الجيوب الأخيرة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في أقاصي شرق مدينة #ديرالزور، أداة استغلال يتحكم بها الأخير، من خلال منعهم من الخروج من المنطقة، التي باتت تعيش أشد لحظات الحصار في ظل احتدام المعارك التي يخوضها “داعش” مع قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) وخساراته المتتالية أمامها، بل تعدى ذلك ليمنعهم الخروج حتى من منازلهم في لحظات القصف التي يعيشونها بشكل شبه يومي.

يقول يوسف شعبان 62 عاماً (نازح من بلدة أبو الحسن) لموقع الحل، إن “التنظيم يشدد على الأهالي المتواجدين ضمن جيوب سيطرته الأخيرة بشكل دقيق جداً، ففي الوقت الذي سيطرت فيه قسد على كامل مدينة هجين، وباتت على مقربة من النواحي التابعة لها، قام التنظيم بتحريك أكثر من 300 أسرة من ناحيتي أبو الحسن والبوخاطر، باتجاه بلدة #الشعفة التي لازالت تحت سيطرته الكاملة والتي تفصلها عدة كيلومترات عن مدينة هجين، والتي تعد الأكثر عرضة لخطر القصف الجوي والمدفعي”، لافتاً إلى أن “التنظيم قام بتوجيه بعض العائلات باتجاه مبان كانوا قد استخدمها كمقار لعناصره في الأشهر القليلة الماضية في البلدة ذاتها”.

وقالت ميساء الحسبات 42 عاماً (نازحة من بلدة البوخاطر) لموقع الحل، إن “المدنيين العالقين في جيوب التنظيم الأخيرة، لا حول لهم ولا قوة، ولا يستطيع أيا منهم الاعتراض على شيء، لأن الثمن سيكلفهم حياتهم، فمن يمانع المكوث في المباني التي حددها التنظيم له والتي تكون عرضة للقصف الجوي غالباً، سيتعرض للاعتقال والتعذيب الذي يصل إلى درجة القتل والإعدام في معظم الأحيان” على حد تعبيرها.

وأفادت شبكات محلية معنية بنقل أخبار محافظة ديرالزور ومنها “فرات بوست”، بقيام التنظيم بمنع الأهالي من النوم في العراء والأماكن المفتوحة ضمن مناطقه، وإجبارهم على البقاء داخل المنازل وعدم الخروج منها إلا للضرورة القسوة (لقضاء بعض احتياجاتهم).

يقول رياض الخليف 36 عاماً (نازح من مدينة هجين) لموقع الحل، إن “غالبية المدنيين يلجؤون للنوم في خيام قاموا بنصبها في أماكن مفتوحة على أطراف المدينة أو في العراء ، لتجنب القصف الجوي، حيث منع التنظيم ذلك مؤخراً، في كافة البلدات التي يسيطر عليها، ليضمن انتشار عناصره بين جموع الأهالي بعد إخلائهم لمقارهم”.

وأضاف الخليف إلى أن “التنظيم عمد إلى تطوّيق بلدة الشعفة بشكل كامل ونشر عدة قناصات على النقاط العالية بداخلها، وقتل كل من يتم رصده محاولاً الهرب، كما قام بزرع مئات الألغام والمفخخات في الأراضي الزراعية والممرات التي قد يستخدمها الأهالي للهروب، ما تسبب قتل وجرح عدد من المدنيين أثناء محاولتهم الفرار عبرها، وكان آخرهم مقتل رجل وزوجته ونجاة طفلهم الرضيع بواسطة شخص آخر كان على مقربة منهم في منتصف الشهر الجاري”.

وختم المصدر حديثه، قائلاً ، إن “التنظيم أعدم أكثر من 13 شخصاً خلال الشهرين الماضيين، بتهمة تهريب المدنيين خارج مناطق سيطرته، كما قام باعتقال عشرات الأشخاص بتهمة محاولة الفرار ولايزال مصيرهم مجهولاً إلى الآن”.

إعداد حمزة فراتي – تحرير رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.