الاقتتال بين الفصائل… كيف أثر على المدنيين في الشمال السوري؟

الاقتتال بين الفصائل… كيف أثر على المدنيين في الشمال السوري؟

حماة (الحل) – أدى الاقتتال الدائر بين الفصائل في الشمال خلال الأيام القليلة الماضية، إلى التأثير بشكل مباشر على حياة المدنيين وتأمين مستلزماتهم وقضاء حاجياتهم، إضافةً إلى حالة الخوف التي يعيشونها بسبب الاشتباكات وقطع الطرقات وحالة عدم اليقين تجاه المصير الذي ستؤول إليه المنطقة.

تعطّلٌ للأشغال والمخططات

يقول محمد النعسان (من سكان بلدة #قلعة_المضيق بريف #حماة الغربي)، لموقع الحل: “كان من المقرر أن أذهب قبل يومين إلى #مشفى_باب_الهوى في الشمال من أجل تجهيز الأوراق للدخول إلى #تركيا لإجراء عملية في القلب، إلا أنه وبسبب انقطاع الطريق نتيجة الاقتتال لم أستطيع الذهاب وحالتي تزداد خطورة”.

بدوره، يبين غازي الحسين (صاحب محل تجاري في بلدة #كفرنبودة بريف حماة الشمالي)، أنه ونتيجة للاقتتال، لم يستطيع جلب الكثير من البضائع لمحله التجاري من بلدة سرمدا بريف #إدلب الشمالي بسبب الاقتتال وانقطاع الطرق. مشيراً إلى أن طرفي الاقتتال لم يستجيبوا لنداءات المدنيين ومنظمات المجتمع المدني بضرورة تحييد الأهالي والمناطق المأهولة بالسكان عن الاقتتال.

كيف يرى السكان مستقبل المنطقة؟

بعد سيطرة #هيئة_تحرير_الشام (#جبهة_النصرة سابقاً)، على كامل منطقتي سهل الغاب وجبل شحشبو ومعظم قرى ريف إدلب الجنوبي، عقب الاشتباكات التي خاضتها مع #حركة_أحرار_الشام الإسلامية (والتي تشكل نواة الجبهة الوطنية للتحرير)، حاول السكان التنبؤ بما سيحل بالمنطقة بعد تسليمها إدارياً وخدمياً لـ #حكومة_الإنقاذ التابعة للهيئة.

محمد العلي، من سكان إحدى قرى جبل شحشبو، يشير إلى أنّ “تحرير الشام تعمل بما يخدم مصلحة قوات النظام وحليفتها #روسيا، فالجميع يعلم أن الهيئة مصنّفة كمنظمة إرهابية لدى جميع الدول بما يشمل تركيا، وبعد سيطرتها على المنطقة ستتوجه جميع الدول للتدخل في الشمال، بذريعة القضاء على الإرهاب.”، بحسب تعبيره.

بدوره، يرى عاصم الصافي أنه وبسيطرة الهيئة على المنطقة فإنها ستتدخّل بشؤون الناس من لباس وغيره من العادات والتقاليد، الأمر الذي سيؤدي إلى احتقان كبير لدى الأهالي، فتصرفات الهيئة لا تختلف كثيراً عن تصرفات تنظيم الدولة الإسلامية #داعش، عندما كان يسيطر على مدينة #الرقة.

ما مكاسب تحرير الشام من قتال فصائل المعارضة مادياً؟

يوضح الناشط الإعلامي خالد شقلوب، لموقع الحل، أن قتال الهيئة لفصائل المعارضة يجعلها تسيطر على معبرين (قلعة المضيق بريف حماة الغربي والراشدين بريف #حلب )، إضافةً إلى سيطرتها في السابق على معبري (باب الهوى مع تركيا بالشمال ومورك بريف حماة الشمالي الشرقي)، لتسيطر بذلك على أربعة معابر تحقق لها مكاسب مادية كبيرة. لافتاً إلى أنه لا يستبعد فتح معبر قلعة المضيق بعد أيام من سيطرة الهيئة على المنطقة وتسيير الأعمال التجارية والمدنية عبره.

وكانت مصادر من داخل معبر مورك قد أكدت، لموقع الحل، في وقتٍ سابق أن واردات المعبر الذي تسيطر عليه الهيئة تصل شهرياً إلى المليون ونصف المليون دولار، يأتي معظمها من فرض الضرائب على البضائع الداخلة والخارجة عبر المعبر.

وكانت حركة أحرار الشام الإسلامية قد حلّت نفسها، يوم أمس، لصالح هيئة تحرير الشام في منطقتي جبل شحشبو وسهل الغاب بريف حماة الغربي، بعد قتال دام ليومين أسفر عن قتل وجرح عدد غير معروف في صفوف الطرفين، إضافةً إلى أسر ما لا يقل عن عشرة عناصر من أحرار الشام.

يذكر أنّ الهيئة تسعى إلى بسط سيطرتها على كامل مناطق سيطرة المعارضة في الشمال على حساب بقية فصائل المعارضة المسلحة، إذ لم تبقَ سوى مدينتي #أريحا و #معرة_النعمان ومنطقة #جبل_الزاوية بريف إدلب خارجة عن سيطرة الهيئة حتى اليوم، وتشهد هذه المناطق خروج مظاهرات تندد وتعارض دخول الهيئة إليها. إن تمت سيطرة الأخيرة عليها، فسيعني ذلك أن مناطق الشمال جميعها باتت تحت سيطرة الهيئة.

إعداد: هاني خليفة – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.