(الحل) حلم الحصول على منزل ملك يبتعد أكثر فأكثر عن المنال، حتى أن استئجاره وسط #دمشق أو في مدن الريف الرئيسية وبسعر منطقي يعتبر من الأمور شبه المستحيلة بحسب استطلاع أجراه موقع “الحل”، لكن بعض التجار “لن يقفوا مكتوفي الأيدي وعقاراتهم جامدة في مكانها”، على حد تعبير البعض منهم.

وفضل بعض النازحين مؤخراً العودة إلى منازلهم المهدمة والمتضررة على أن لا يستمروا بدفع ايجارات شهرية مرتفعة ومنهكة بالنسبة اليهم تذهب لأصحاب العقارات، ماجعل الأخيرين يبحثون عن ابتكار وحلول تناسب الزبائن من النازحين والمقبلين على الزواج وغيرهم ممن تعيقهم الماديات على اقتناء او استئجار منزل، فكانت النتيجة شقق صغيرة بنظام (الاستديو) كما يعرف في بعض الدول وخاصة الخليجية.

وبحسب أحد أصحاب المكاتب العقارية في #جرمانا، فإن “أغلب المباني الحديثة التي انشأت مؤخراً، قسمت على أساس شقق صغيرة لا تزيد مساحتها عن 45 متراً، وهي عبارة عن غرفة وصالون أو غرفة واحدة مع منتفعات، ليكون سعرها مناسباً للزبائن وايجارها أيضاً”.

وتابع “يوجد في جرمانا شقق من هذا النوع تبدأ بسعر 3 ملايين ليرة على العظم، ومكسية بما لايزيد عن 5 ملايين، وتؤجر شهرياً بين 30 – 40 ألف ليرة سورية”، مضيفاً أن “بعض من هذه الشقق يتراوح سعرها بين 8 – 10 ملايين ليرة وايجارها يصل إلى 100 الف شهرياً للمفروشة، حسب المنطقة وطبيعة الفرش والتخديم”.

وأضاف أن “أغلب هذه الشقق تؤجر بدفعات شهرية وليس دفعات لأشهر كثيرة كستة أشهر أو سنة، وهذا يناسب حال المستأجرين المادي أكثر، حيث يعتبر هذا التطور رضوخاً من قبل التجار”.

ولم تنتشر “الاستديوهات” فقط في ريف دمشق، بل بدأت تنتشر بدمشق أيضاً، فقد أكد عمر (ل) وهو أحد أصحاب المكاتب العقارية في المزرعة، أن بعض أصحاب المنازل القديمة والكبيرة، قاموا بتقسيم منازلهم وتأجير غرف مستقلة للطلاب، أو شقة منبثقة عن المنزل الأساسي عبارة عن غرفة وصالون تناسب عائلة صغيرة”.

وتابع “القضية هذه تنتشر وهي أكثر فائدة للطرفين، حيث يتم تأجير الغرفة مع منتفعاتها في عشوائيات دمشق بين 15 – 20 ألف ليرة سورية، والغرفة والصالون بحوالي 50 ألف، وفي قلب المدينة يصل ايجار الغرفة والصالون المفروشة إلى مابين 70 – 80 ألف ليرة سورية، بينما الغرف في باب توما تتراوح بين 40 – 60 ألف ليرة”.

وأضاف “نظام الاستديوهات سوف يكون الطابع العمراني القادم لدمشق ومراكز المدن، فأسعار المنازل حالياً باتت غير معقولة وغير متاحة لأغلب السوريين، وبالتالي، ستكون النتيجة كساداً في سوق العقارات إن لم يتم تحريك السوق بهذا الشكل، وهو نظام متبع في كثير من الدول المتقدمة مثل الإمارات على سبيل المثال”.

وأوضح أن “أغلب من يسكن هذه المنازل هم العرسان الجدد، العائلات الصغيرة المؤلفة من 3 أشخاص، أو الأمهات اللواتي فقدن أزواجهن، الأرامل، بالإضافة للعاملين والعاملات في المدن، والطلاب وهذه الفئات كثيرة”.

ويبدأ سعر المنزل في دمشق من 17 مليون ليرة وتكون مساحته بين 70 – 80 متراً في العشوائيات، ويزيد هذا السعر تصاعدياً ليصل إلى أكثر من 100 مليون ببعض المناطق في المدينة.

إعداد: فتحي أبو سهيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.