وكالات (الحل) – أكد السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام أن انسحاب القوات الأمريكية، يجب أن يخدم ثلاثة أهداف رئيسة تتمثل بهزيمة «داعش» الإرهابي، ومنع انتصار إيران، وحماية تركيا من خلال حل مشكلة الـ”YPG”/ “PKK” التي أحدثتها بلاده لأنقرة بسوريا.

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده غراهام، اليوم السبت، في  العاصمة أنقرة، بعد لقاءات مكثفة أجراها مع المسؤولين الأتراك، في مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزيري الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار. وفق ما نقلته «الاناضول».

 

وأضاف غراهام: «عندما علمت بخطة تسليح “PYD”/”YPG” من الولايات المتحدة، عرفت جيداً ما يعنيه هذا الأمر بالنسبة لتركيا». منوهاً علينا «حماية تركيا وحل المشكلة التي أحدثناها لها في سوريا».

 

وأحدثت تصريحات السيناتور، ضجة كبرى عند الحليف الكردي في محاربة «داعش»، خاصة بعد تعمّده تمرير تلميحات، في معظم مؤتمره الصحفي التي كانت جميعها محابية لتركيا، مشيراً إلى أن «ترامب وأردوغان تربطهما علاقات خاصة، وأن الرئيس أبلغني في العديد من المرات بمدى تقديره للسيد أردوغان وحبه له».

 

وفيه تناول قرار انسحاب بلاده المرتقب من سوريا، قال: «أفهم الرغبة (لدى إدارة ترامب) في الانسحاب، لكن الانسحاب غير المخطط له سيكون بمثابة فوضى» مبدياً عن تخوفه من ذلك «لقد حذرت الرئيس دونالد ترامب ألا يفعل ما فعله الرئيس السابق باراك أوباما، أيّ ألا يسحب القوات بشكل غير مخطط له».

 

وتضاربت التصريحات الأمريكية، مع قرار الرئيس الأمريكي، الذي أعلن في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، بسحب جنود بلاده من الشمال السوري، البالغ عددهم نحو ألفيّ جندي دون تحديد توقيت لذلك.

 

واعتبر السيناتور قرار تسليح الـ”YPG” في عهد أوباما بمثابة الكابوس لتركيا، قائلاً: «وينبغي على ترامب أن يكون حذراً في الانسحاب، وألا يترك هذه المشكلة في أحضان تركيا» موضحاً أن «الانسحاب قبل الوصول للأهداف المذكورة يمكن أن يؤدي إلى حرب واسعة وجديدة في المنطقة».

 

ولمّح غراهام في هذا السياق، إمكانية السماح لتركيا بدخول سوريا: «في هذه الحالة ستكون تركيا مضطرة لتطهير العناصر (الإرهابية) المسلحة في سوريا. وبعض هذه العناصر من الجماعات التي نسلحها نحن» إشارة إلى حليفه الكردي.

 

وأشار إلى إمكانية إقامة منطقة عازلة في سوريا لتبديد مخاوف تركيا الأمنية، مضيفاً: أن «إنجاح خارطة طريق منبج في الوقت الراهن، هو الشيء الأهم. آمل أن ينسحب ترامب تدريجياً من سوريا بعد القضاء على (داعش)، ويطبق خارطة طريق منبج كإجراء لتعزيز الأمن».

 

وتابع: «وبذلك يتم تطهير منبج من عناصر الـ”YPG”، وتسليم المنطقة لأهلها عبر التعاون مع تركيا. إن لم نفعل ذلك فإن انسحابنا سيشكل مصاعب كبيرة لتركيا». مشدداً أن «تركيا هي حليف وشريك استراتيجي مهم بالنسبة للولايات المتحدة».

 

وكان الرئيس الأمريكي أكد مراراً استعداده لسحب الجنود من سوريا، لكن العديد من أعضاء إدارته عبروا عن وجهة نظر مخالفة في هذه القضية الحساسة. فيما اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية قرار الانسحاب الأميركي المفاجئ من شرقى سوريا حين صدوره «طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين».

 

إعداد: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.