ديرالزور (الحل) – باتت قضايا الفساد داخل المنظومة التعلمية في جامعات ومعاهد مدينة #ديرالزور، واضحة للعيان، التي بالنهاية جزء من منظومة الفساد الكبير في مختلف المؤسسات التعليمية السورية، إذ وصلت لدرجة تزوير وإصدار مصدقات تخرّج من مسؤولين في الجامعة، مقابل مبالغ مالية كبيرة.

ونقلت مواقع موالية للنظام ومنها #«جريدة_الفرات»، أن «عمليات التزوير والتلاعب داخل جامعة الفرات، تمت برشاوى كبيرة، قدمت لموظفين في كلية الحقوق، تم على إثرها تزوير سجلات بعض الطلاب، حيث نال عدد كبير منهم مصدقات تخرّج، دون إكمال الامتحانات».

يقول «يوسف» اسم مستعار لأحد الطلاب في جامعة الفرات، لموقع «الحل»، إن «رئاسة الجامعة أصدرت في أيلول/2018 قراراً بإيقاف عميد كلية الحقوق السابق، غسان إسماعيل الياسين عن العمل لمدة ثلاثة أشهر نتيجة تجاوزات ومخالفات منسوبة إليه، بناءً على تقرير إيقاف مقدم من عضو الهيئة التدريسية المكلف بالتحقيق في أمور المخالفات، المدعو، وليد العكل، والمستند على شهادات عدد من طلاب الجامعة». مضيفاً أن «رئاسة الجامعة، أصدرت قراراً جديداً بالتوازي مع القرار السابق، بإحالة الياسين إلى المجلس التأديبي الخاص بأعضاء الهيئة التدريسية لمحاكمته عن المخالفات (الجسيمة) التي ارتكبها، خصوصاً في عملية تصحيح الأوراق الامتحانية للطلاب، حيث حصل العديد منهم على علامات لا يستحقونها، مقابل دفعهم مبالغ مالية كبيرة»، وفق قوله.

واشار المصدر إلى أن «العميد المذكور، استغل أوضاع الطلاب أثناء فترة الحصار التي عاشتها أحياء المدينة المأهولة خلال السنوات الخمس الماضية، من خلال إصدار مصدقات تخرّج مزورة وبيعهم إياها بمبالغ وصلت لـ 800 #ألف_ليرة سورية، حيث تم عزله من عمادة الكلية فيما بعد، لكثرة الشكاوى المقدمة ضده من طلاب الكلية، إلا أنه استمر بالتزوير واستغلال الطلاب، إلى أن تم إيقافه عن العمل كليا».

ولم يقتصر الفساد على كلية الحقوق فحسب، بل تعداه ليصل لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، إذ تم إيقاف ثلاثة أساتذة عن العمل لمدة أربعة أشهر أيضاً، وإحالتهم إلى مجالس التأديب، بتهمة التلاعب بدرجات الامتحانات.

وفي حديثه لموقع «الحل»، بيّن (ي.ن) أحد المقربين من رئاسة جامعة الفرات، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، بأن «سبب إيقافهم، يعود لوجود مخالفات وتلاعب في عدد من المقررات الامتحانية بعد ورود شكاوى عدّة من الطلاب بحقهم، حيث تم تشكيل لجنة سرية تتبع لرئاسة الجامعة، لمتابعة واقع الامتحانات في كلية الآداب والعلوم الإنسانية»، لافتا إلى أن «اللجنة كشفت عن وجود خلل ومخالفة امتحانية، أثناء تدقيقها لعدد من أوراق الامتحان الخاصة بطلاب كلية الآداب سابقاً، تم اختيارها بشكل عشوائي، وبذلك ضبطت نقصا في الدرجات لبعض الطلاب مع وجود زيادة في نتائج بعضهم الآخر».

وأكد المصدر أنه «تم ضبط عملية تزوير أخرى في كلية الزراعة بأكثر من دفتر امتحاني، مع زيادة في علامات بعض الطلاب من 20 إلى 55 درجة، بعد كشف الأمر من اللجنة ذاتها»، منوهاً إلى «إيقاف أستاذين جامعيين في كلية الرياضيات عن التدريس لمدة ثلاثة أشهر، بسبب اشتباه في تسريبهما أسئلة امتحانية» وفق قوله.

وقال (م.ر) أحد الطلاب في المعهد التجاري، لموقع «الحل»، إن «حالات التلاعب والتزوير بدرجات الطلاب ومصدقات تخرجهم، بات مكشوفة للعلن مؤخراً، حيث خصصت لجنة تتبع لرئاسة كلية الاقتصاد، في أكتوبر/2018، حملة تفتيش لمراجعة الأوراق الامتحانية والتدقيق في نتائج امتحانية سابقة في المعهد، على غرار ما حصل بالكليات المذكورة أعلاه».

وأكد الطالب أن «بعض الطلبة من أعضاء الهيئة الإدراية، شركاء في عمليات التلاعب والتزوير، حيث تم توقيف عدد منهم إلى جانب موظف في قسم الامتحانات أيضاً».

وسبق أن شهد معهد المراقبين الفنيين، ضبطًا لحالات فساد كان آخرها في نهاية شهر أبريل /2018، بينما أحيل أحد أساتذة المعهد إلى مجلس تأديبي بتهمة بيع الأسئلة الامتحانية للطلاب».

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: رجا سليم