كيف عملت تحرير الشام على إفراغ إدلب من الناشطين والكوادر الإنسانيّة

كيف عملت تحرير الشام على إفراغ إدلب من الناشطين والكوادر الإنسانيّة

إدلب (الحل) – تعصف حالة من التوتر والخوف في أوساط الناشطين السوريين في الشمال السوري في مختلف المجالات، وذلك بسبب الفلتان الأمني الذي تشهده المنطقة منذ عدّة أشهر من جهة، وسيطرة #هيئة_تحرير_الشام التي بدأت تلاحق الناشطين من جهة أخرى.

فعمليّات الخطف والاغتيال التي استهدفت عشرات الناشطين والأطباء خلال الأشهر الماضية، ساهمت بهجرة الكثير منهم إلى مناطق درع الفرات بريف #حلب الشمالي الشرقي، أو إلى الخروج خارج البلاد باتجاه الأراضي التركية.

“لم نعد نأمن على أرواحنا حتى في المناطق الني نعتبرها محررة”، بهذا الكلام بدأ الناشط الإعلامي ماهر أبو زيد حديثه عن المخاطر التي بات يتعرض لها خلال وجوده في محافظة إدلب ومناطق ريف حلب الغربي، ويؤكد بأن الخطف وعمليّات الاغتيال باتت تؤرق النشطاء وتدفعهم إلى التفكير بترك تلك المناطق والهجرة خارجها.

ويضيف أبو زيد خلال حديثه لموقع الحل أن أحد عوائل الناشطين اضطرت لدفع مبلغ وصل إلى ٨٠ ألف دولار، إلى إحدى عصابات الخطف في إدلب مقابل الإفراج عن ابنهم الذي يعمل كناشط صحفي مع إحدى القنوات التلفزيونية، وقد فضل عدم الكشف عن هويّته، ويقول “العديد من زملائنا تعرضوا للخطف من قبل مجهولين ملثمين، ليس فقط الإعلاميين، الأطباء وموظفو المنظمات، جميع الناشطين أصبحوا عرضة للخطف في ظل الفلتان الأمني الذي تعيشه المنطقة”.

ويؤكد أبو زيد أن الجهات الأمنية لم تبد أي تعاون في سبيل حماية الناشطين في مناطقها قائلاً “جميع الجهات الأمنية تقاعست عن حمايتنا، وأخص بالذكر هيئة تحرير الشام وهي القوة الأكبر في المنطقة، هنالك شكوك أنها كانت تدير العديد من عصابات الخطف، لتطلب أموال طائلة من الناشطين والأطباء للمساهمة في تمويلها”.

ويشير أبو زيد أنه لم يكن يستطيع التحدث لوسائل الإعلام عن المخاطر التي تعترض الناشطين لولا وصوله إلى عفرين مع العديد من زملائه بعد أن قرروا ترك محافظة إدلب، وذلك خشية من ملاحقة هيئة تحرير الشام التي بدأت بملاحقة الناشطين بشكل مباشر.

فسيطرة هيئة تحرير الشام على المناطق الممتدة من ريف حلب الغربي إلى ريف حماة الشمالي مروراً بمحافظة إدلب، زادت من أرق الناشطين والعاملين بالمنظمات المدنية والمجال الطبّي، حيث عمدت الهيئة إلى التضييق على عمل المنظمات وإغلاق بعضها وملاحقة كوادرها، فضلاً عن ملاحقة الصحفيين والناشطين الذين سبق لهم وأن عملوا في “المؤسسات الثوريّة” أو مع فصائل المعارضة.

ولم تتوقف هيئة تحرير الشام عند ملاحقة الناشطين واعتقالهم والتحقيق معهم، بل وصل بها الأمر في بعض المناطق إلى نفيهم وتهجيرهم قسراً خارج مدنهم وقراهم، حيث أصدرت عشرات المذكرات بحق ناشطين وإعلاميين في مدينة دارة عزّة بريف حلب الغربي، وداهمت العديد من منازلهم محذرةً إياهم من البقاء في المدينة، بعد سيطرتها عليها.

سياسة تضييق وتهجير تتعمد هيئة تحرير الشام اتباعها، بعد بسط سيطرتها على مناطق الشمال السوري بحق الناشطين، يقول الناشط أحمد صبّاغ “تحرير الشام لا تريد الناشطين في مناطقها، الناشطون يفضحون ممارساتها بحق الأهالي، والجميع يعلم مدى تأثير هؤلاء، لا سيما الإعلاميين منهم، على الشارع، والهيئة مصرة على المضي بإدلب إلى طريق الهلاك”، وفق وصفه.

إعداد: فتحي سليمان – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.