السوريون في لبنان يواجهون حملات عنصرية وسط تجاهل حكومي

السوريون في لبنان يواجهون حملات عنصرية وسط تجاهل حكومي

رصد (الحل) – تصاعدت في الآونة الأخيرة الأعمال العنصرية والحملات العدائية تجاه السوريين في #لبنان، حيث تداول ناشطون عدة مقاطع مصورة يظهر فيها شبان لبنانيون يعتدون على أملاك لاجئين وآخرون يطردونهم من خيامهم، كما شاركت شرطة #بيروت في هذه الاعتداءات بـ “تسببها بمقتل طفل أثناء ملاحقته”.

وكانت مجموعة شبان قد نظمت اعتصاماً في منطقة #عرسال احتجاجاً على ما أسمته “مضاربة السوريين التجارية” وأثناء هذا الاعتصام قام قسم منهم بتكسير عدد من سيارات اللاجئين وتحطيم واجهات المحال التجارية والاعتداء عليها، على الرغم من وجود عناصر من الجيش اللبناني، والذين أوقفوهم بعد تسببهم بأضرار كبيرة، وتم توقيف عدد منهم لأيام ومن ثم تم الإفراج عنهم، ولم يتم تعويض السوريين الذين تكبدوا خسائر مادية.

في حين تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مصور لرجل لبناني يطرد امرأة سورية مع أطفالها من خيمتها لعدم قدرتها على دفع المبلغ الذي طلبه لقاء نصبها الخيمة في أرضه، وهو 70 دولار أمريكي، دون النظر لسوء الأوضاع الجوية التي تصعّب من حياة اللاجئين في المخيمات، وأكدّ الناشطين أنّ أحداً لم يحاسب هذا الرجل، ما يفتح المجال لاعتداءات أكثر، حسب قولهم.

الجهات الرسمية اللبنانية لم تكن خارج هذه الانتهاكات، حيث قال ناشطون إن شرطة تسببت بيروت بمقتل طفل سوري لاجئ يعمل بتلميع الأحذية لإعانة أهله، وذلك بعد مطاردته ودفعه للاختباء في مكان مرتفع في أحد الأبنية قبل أن يقع من ارتفاع ستة طوابق ويفارق الحياة، وقد عللت الشرطة هذه المطاردة بأنّها كانت لأطفال متهمين بسرقة أموال عامة من بعض المرافق والمساجد، نافية أن تكون قد استمرت بملاحقته حتى وقوعه ووفاته، وذلك حسب بيان أصدرته بعد الحادثة.

الناشط حازم القلموني ذكر لموقع الحل أنّ أوضاع السوريين في لبنان باتت صعبة للغاية بسبب المعاملة “العنصرية” من بعض اللبنانيين، وأنّ كثيراً منهم باتوا يفضلون مغادرتها على الرغم من سوء خيار العودة إلى مناطق النظام في سوريا، حيث لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمصيره بعد استقراره في منطقة للنظام.

وأضاف القلموني أنّ الحالة المعيشية المتردية وعدم قدرة السوريين على العمل بشكل مريح أيضاً يدفعهم للعودة، حيث تلقوا تعهدات من لجان المصالحات في مناطقهم بأنّ النظام لن يتعرض لأحد من العائدين، بعد تسوية أوضاعهم.

وقال سالم الحمصي (لاجئ في #عرسال) لموقع الحل إنه أصبح يخاف على نفسه وعلى أسرته في ظل تصاعد الأعمال العنصرية التي ينفذها لبنانيون، حيث لا يستبعد أن تقع اعتداءات منظمة في الفترة القادمة بهدف تخفيض عدد اللاجئين في لبنان. مؤكدا أنّ هناك اعتداءات غير موثقة تقع بحق عمال ومدنيين في مناطق عديدة في لبنان، ويستغل معظم المعتدين ضعف موقف السوري الذي لا يملك القدرة على محاسبتهم، حيث تم ضرب عمال طالبوا بمستحقاتهم في ضواحي بيروت، وطرد آخرين من مساكنهم لأنّ بعض سكان الحي قالوا إنّهم يخشون على أبنائهم أن يتعلموا منهم “عادات سيئة ” تخالف عاداتهم، حسب المصدر.

ما يجب قوله في هذا المقام؛ أن وصف المجتمع اللبناني بكامله بـ«العنصري» لا يعتبر منطقياً؛ بل يصل لدرجة الظلم، خاصة وأننا على يقين أن لبنان ومنذ الحرب الأهلية يعاني من العنصرية داخل مجتمعه، لذلك يجب التفريق بين لبنان كدولة تمارس هذا النهج مع القلة- القليلة- من شعبه الذي لا يرى نفسه إلا ممثلاً لهذا النهج، وبين الغالبية العظمى التي موقفها مغاير تماماً سواءً على مستوى الأفراد أو المنظمات، والتي تدعم اللاجئين وتحميهم دائماً.

منظمات حقوقية اعتبرت أنّ ما يواجه اللاجئين السوريين في لبنان يصنف ضمن “انتهاكات حقوق الإنسان” إلّا أنّه وحتى اليوم مع تصاعد هذه الانتهاكات لم يتم العمل بشكل فعلي لإيقافها أو الحد منها على أقل تقدير، ليبقى اللاجئ في مواجهة ظروف معيشية وجوية ونفسية سيئة للغاية، و”عنصريون” يرون وجوده مضراً بهم ويحاولون التخلص منهم من خلال مضايقات وممارسات قد تهدد حياة هؤلاء، بحسب ناشطين.

في النهاية؛ وعلى الرغم من كل الإساءات التي حصلت، وليس آخرها حادثة الطفل من عائلة «الزعبي» يجب أن تلعب الوسائل الإعلامية دوراً إيجابياً في تقليص حدة الشرخ بين السوريين واللبنانيين، لا أن تزيدها شرخاً، وجود أكثر من مليون لاجئ سوري كبير على دولة بحجم لبنان، ومن الطبيعي أن تحدث منغصات هنا- وهناك- والوحيد الذي يجب انتقاده ومحاسبته وتقديم تقارير للمنظمات الدولية بحقه، الدولة اللبنانية التي لم تقم بواجبها الأخلاقي والقانوني في معالجة أيّة قضية تتعلق باللاجئين السورريين.

إعداد: سليمان مطر – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.