بغداد- وسام البازي

مَرّت أكثر من /24/ ساعة على حادثة اغتيال الروائي العراقي والصحافي #علاء_مشذوب، بالقرب من داره في حي ميثم التمار بمدينة #كربلاء، ولم تُعلن الأجهزة الأمنية عن نتائج التحقيق في الحادثة حتى الآن، عدا عن تلقي جسد الراحل ثلاث عشرة رصاصة، ليفتح ملف المشذوب ملف القلق الشعبي والثقافي من عودة مسلسل اغتيال الفنانين والكتّاب والمثقفين في العراق، بخاصة وأن البلاد قد شهدت عام 2018 الماضي، أحداثاً مروّعة شكّلت رعباً جماهيرياً بعد استهداف شخصيات مثل الممثل “#كرار_نوشي” وخبيرة التجميل “#رفيف_الياسري” ووصيفة ملكة جمال العراق “#تارة_فارس”، إضافةً لصاحبة مركز تجميل شهير في بغداد “#رشا_الحسن”، والصحفي #سامر_شكارة الذي كان يعمل مساعد مصور في مكتب قناة “الحرة” الأميركية، والناشطة #سعاد_العلي في #البصرة.

في السياق، أفاد ضابط في جهاز الأمن الوطني، بأن “التحقيق جارٍ بقضية مشذوب، لكن في الحقيقة، لم نتمكّن من الحصول على تسجيلات الكاميرات المنزلية التي من المُفترض قد صوّرت الواقعة، مؤكداً في حديثٍ مع موقع “الحل العراق”، أن “الأجهزة الأمنية تعمل حالياً على معرفة مصادر الرصاصات وأنواع الأسلحة المستخدمة، من أجل الوصول إلى أطراف خيوط تدل على الجناة”.

مشذوب، “راح ضحية افكاره الرافضة للنفوذ الإيراني في مدينة كربلاء، ذات الطابع الديني المهم للمذهب الشيعي خصوصاً أن في المدينة ضريحي (الحسين والعباس) أولاد الإمام علي بن أبي طالب، وانتقاده المستمر لسلوكيات كان يجدها دخيلة على مجتمعه المسالم، فضلاً عن دعواته للتظاهر في كربلاء رفضاً لسياسات الحكومة المحلية”، بحسب عضو اتحاد أدباء وكتاب كربلاء #حسين_العسكري.

الروائي العراقي علاء مشذوب- أرشيف غوغل

وقال العسكري، وهو صديق للمغدور مشذوب لـ”الحل العراق”، إن “أعضاء الاتحاد كانوا يُحذّرون مشذوب دائماً، من الحديث بالسياسة ونقدِ بعض المظاهر الدينية في المدينة، وتردّي الواقع الحكومي”، مبيناً أن “المغدور كان قد تلقّى كثير من التهديدات عبر صفحته في (فيسبوك)، لكنه كان يرد على الذين يهددونه بسخرية واستخفاف كبيرين، إلى أن تلقى الراحل ثلاث عشرة رصاصة”.

ولفت إلى أن “قضية معرفة هوية القتلة، لا يمكن التنبؤ بها، ولا تزال القوات الأمنية من أجهزة الشرطة في كربلاء، إضافةً إلى جهازي الاستخبارات والجيش، يعملان على معرفة ملابسات الحادثة، لكن بطبيعة الحال، نتخوّف من تحويل القضية (ضد مجهول) كما حدث مع ناشطين قُتِلوا غدراً”.

مضيفاً أن “مشذوب كان مصدر قلقٍ للسلطات المحلية وبعض الفصائل المسلحة في المدينة، وكان كثير الانتقاد للنفوذ الإيراني ورجال الدين الإيرانيين وأبرزهم روح الله خامنئي، وهناك من يتحدث عن التشابه الذي وقع بين تدوينة كتبها الراحل عن بقاء خامنئي في العراق لمدة ثلاثة عشر عاماً وبين عدد الرصاصات التي تلقاها المغدور، وقد تكون مصادفة، أو متعمدة، بصراحة لا أحد يعلم”.

من جهتها، طالبت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار في مجلس النواب، “الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية المختصة بإجراء التحقيقات السريعة في قضية مشذوب”. وقالت في بيان إن “على الجهود الاستخباري ووزارة الداخلية والأمن الوطني وجميع الأجهزة المساندة الأخرى، الحفاظ على أرواح المواطنين خصوصاً العلماء والمثقفين الذين يعدون الواجهة الحضارية للبلد”.

برلمانيون عراقيون تفاعلوا مع الحادثة، منهم رئيس تحالف “تمدن” فائق الشيخ علي، الذي قال في تغريدة عبر “تويتر”، إن “الدكتور علاء مشذوب لا أعرفه ولم اقرأ له، والخلل فيَّ أنا لابتعادي جزئيا عن عالم الكتب”، مؤكداً أن “الرصاصات الـ(13) التي توشّح بها صدره، ستجعلني أتوشّح بقراءة (13) كتاباً من إصداراته”.

من جانبه، أشار عضو مجلس النواب علي البديري، إلى أن “هناك قلق سياسي وشعبي من عودة مسلسل الاغتيالات التي تستهدف الشخصيات العامة، لا سيما وأن الدولة العراقية لغاية الآن لم تنجح في حصر السلاح بيدها فقط، إذ تسيطر الميليشيات على سلاح كثير، والعشائر أيضاً، ولا يخلو بيت عراقي من قطعة سلاح”، مبيناً لموقع “الحل العراق” أن “عدم تمكن الأجهزة الأمنية من الوصول إلى معرفة القتلة ومحاسبتهم، يعني أننا أمام كارثة كبيرة، وإثبات حقيقي بفشل هذه الجهود الأمنية في تحقيق الأمن للمواطنين”.

ووُلد الروائي علاء مشذوب عام 1968، وهو أستاذ بكلية الفنون الجميلة، وله مجموعة كتب منها “كتاب الجسد صورة سرد، وموجز تاريخ كربلاء الثقافي، وآدم سامي مور”، وألّف روايات مثل “#شيخوخة_بغداد، #مدن_الهلاك، #الشاهدان، #باب_الخان، #جريمة_في_فيسبوك، #انتهازيون_ولكن، #حمام_اليهودي، و#شارع_أسود”.

وصنّف مؤشر السلام العالمي الأخير العراق على أنه من أخطر بلدان العالم بعد سورية وأفغانستان وجنوب السودان.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.