شبّان المصالحات «ادفع بالتي هي أحسن» أو الفرز للمناطق الساخنة

شبّان المصالحات «ادفع بالتي هي أحسن» أو الفرز للمناطق الساخنة

ريف دمشق (الحل) – تضاعفت أعداد الملتحقين بجيش النظام السوري، من #دمشق وريفها في الفترة الأخيرة، وذلك بعد سيطرته على جميع المناطق فيها، وإصدار وزارة الدفاع التابعة لحكومة النظام، قوانين خاصة بمعاقبة كل شخص يتخلّف عن الخدمة العسكرية بمبالغ مالية وعقوبات بالسجن، إضافةً للتهديدات بمداهمة المدن والبلدات، واعتقال كل من لا يلتحق بشكل طوعي مع جيش النظام، وإرساله للمناطق الساخنة.

عصام زين الدين (أحد المطلوبين للاحتياط في #الغوطة_الغربية) ذكر لموقع «الحل» أنّه وبعد وصول قوائم جديدة بأسماء المطلوبين للخدمة الاحتياطية مع النظام، لم يعد أمام المطلوبين خيارات كما كان في السابق، حين كانت بعض الفصائل المسيطرة على الغوطة ملجأ للعديد من الشباب، وهم الآن باتوا أمام خيارين في غاية الصعوبة، الأول الجلوس وانتظار اعتقال النظام لهم دون الاستطاعة القيام بأيّ رد فعل؛ أو المغامرة بالالتحاق مع النظام وانتظار مصيره المجهول، لا سيما وأنّ الأوضاع الأمنية لم تستتب بشكلٍ كامل في أيّة منطقة في سوريا، وقد يتم سحبهم لأيّة منطقة ساخنة، مخالفاً بذلك وعوده ببقائهم في مناطقهم حسب المصالحات التي تمت.

وكشف «زين الدين» خلال حديثه، أنّ نسبة كبيرة من الشبّان المطلوبين فضّلوا الالتحاق مع النظام على المكوث في منازلهم، إذ أنّ عناصر النظام وأجهزته الأمنية باتوا قادرين على اعتقالهم من داخل المدن دون صعوبات، مشدداً أن المجتمع المحلي يرفض فكرة المواجهة مع النظام مرة أخرى، بسبب ما شهدته البلاد من أحداث صعبة خلال السنوات الثماني الماضية، بشكل عام، والغوطة بكل مناطقها بشكل خاص، حسب قوله.

وفي مشهد لم نراه منذ انضمام مدن الغوطة وبلداتها للاحتجاجات الشعبية العارمة التي اجتاحت البلاد، يقوم الشباب بالتجمع بشكل يومي في مناطقهم والانطلاق إلى شُعب التجنيد بتنسيق مسبق مع لجان المصالحة، وضباط من النظام، من أجل تسهيل تنقلهم للوصول إلى القطع العسكرية التي تستقبلهم قبل فرزهم الأولي، حسب شهادات بعض الشبان الملتحقين وأهاليهم.
وبحسب الناشط علي الشامي، فإنّ قوات النظام خصصت نقاط عدّة لتجمعات الملتحقين في العاصمة، مؤكداً أنّهم يعاملونهم معاملة سيئة، إذ يقوم الضباط بجمع عشرات الشبان في مكان ضيق وغير لائق، مع تلقيّ مزيد من الشتائم وبعض الكلمات النابية، إضافةً لعدم تقديم الحاجيات الضرورية، حيث يتم توزيع غطاءين لكل عنصر (واحدة تستخدم كفراش والأخرى غطاء) على الرغم من الأحوال الجوية السيئة التي تسود المنطقة هذه الأيام.

وأضاف «الشامي» أنّه وبحسب أحد أقربائه الذي التحق مؤخراً بالخدمة العسكرية خوفاً من الاعتقال، فإنّ المعاملة السيئة تستمر لأشهر، كما أنّه لا يوجد أيّة عناية بنوعية الطعام المقدم لهم، ناهيك عن انعدام النظافة الشخصية، حيث أكدّ أنّ بعض القطع العسكرية خصصت لها دورة مياه واحدة لكل 100 عنصر، أي ما يشبه دورات الموجودة في المعتقلات.
أما حسين الجناوي (شقيق أحد الملتحقين بجيش النظام) فقد ذكر لموقع «الحل» أنّ هناك نسبة كبيرة من الشبّان تلتحق بشكل طوعي، إذ أنّ قسماً منهم يعتبر أنّ هذا الالتحاق واجبٌ وطني يجب تنفيذه، وقالها دون أيّ خوف أو حساب لأحد؛ في حين يرى القسم الآخر أنّه لا مفر من هذا الأمر، فما سيذهب إليه اليوم طواعيةً قد يأتيه غداً قسراً، ولذلك فقد اختاروا الالتحاق دون «شرشحة وتشحيط»، حسب قوله.

ولعل أبرز ما يؤرق المطلوبين للخدمة العسكرية، المكان الذي سيتم فرزهم إليه، حيث تقوم قوات النظام بفرزهم إلى مناطق مشتعلة، أبرزها #إدلب، و #دير_الزور، و #درعا، وقد تم تسجيل أسماء قتلى من الملتحقين حديثاً بالنظام في بعض هذه المناطق، بسبب تعرضهم لهجمات عديدة من فصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
وأفاد مصدر خاص لـ«الحل» من المتطوعين مع النظام (رفض التصريح عن اسمه) أنّ «الفرز يكون عشوائياً بنسب قليلة، وضباط النظام باتوا يستغلون خوف المدنيين من الفرز إلى نقاط مشتعلة، وبدأوا باشتراط مبالغ مالية كبيرة كتسعيرة لتحسين منطقة الفرز، ونقل من يرغب إلى منطقة آمنة نوعاً ما مقارنة مع المناطق الساخنة، أو إحالته إلى ما يعرف بالخدمات الثابتة عن طريق تقديم تقارير طبية مزورة، تجنبه الخروج في مهام قتالية.

وأضاف المصدر، أنّ هذه «العمليات التي ينفذها ضباط النظام، لابتزاز الملتحقين به لا تخلو من (النصب)، إذ تم تسجيل عشرات الحالات من الذين دفعوا مبالغ مالية لضباط النظام، ولم يتم نقلهم إلى مناطق آمنة، ليتهرب الضباط بعد ذلك من ذويهم، ويهددونهم برفع شكاوى ضد أبنائهم في حال استمروا بمطالبتهم بالأموال التي تم دفعها».
وتبقى كلمة «احتياط» و «متخلف عن الخدمة» سبباً في تأزم أوضاع الكثير من الشباب السوري، الاقتصادية والمعيشية وحتى النفسية، كما أنّها أفرغت شوارع العاصمة من شبابها ورجالها، ولم تبق فيها سوى النساء والأطفال والعجائز، الأمر الذي لاقى سخطاً شعبياً من الموالين قبل المعارضين؛ مما أُجبر النظام بإصدار قوانين خاصة بالخدمة والاحتياط خلال الأسبوع الجاري، لعبت دوراً بتهدئة الشارع لأجل غير مسمى!

إعداد: سليمان مطر – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة