خطوات إيرانية للوصول براً إلى الساحل… هل تصطدم بالمطامع الروسية؟

خطوات إيرانية للوصول براً إلى الساحل… هل تصطدم بالمطامع الروسية؟

(الحل) تسعى #إيران لإقامة طريق بري وسكة حديد لربطها مع الساحل السوري، عن طريق العراق، غير أنها قد تصطدم مع المصالح الروسية، وتخطط كذلك لطريق بري يصلها بلبنان عبر #سوريا، في حين تحذر واشنطن وإسرائيل من امتداد النفوذ الإيراني في المنطقة.

ودشّن وزير الطرق الإيراني، (محمد إسلامي)، قبل أيام، مشروع طريق سريع يربط إيران بسوريا عبر العراق.

وذكرت وكالة (فارس) الإيرانية للأنباء، أن الخط جاء لتسهيل حركة #النقل والترانزيت بين الدول الثلاث.

ويبلغ طول المشروع نحو 141 كيلو مترًا باستثمار قدره 1.5 تريليون تومان إيراني، ويشارك فيه القطاع الخاص الإيراني بنسبة 70%، بحسب الوكالة.

وقال وزير الطرق الإيراني، إن “مشروع الطريق السريع من شأنه الربط بين المراقد الشيعية في البلدان الثلاثة، بالإضافة إلى تسهيل حركة الترانزيت، داعيًا القطاع الخاص والبنوك الإيرانية للمساهمة في إتمام المشروع.

طريق طهران – الساحل السوري يتبعه سكة حديد أيضاًّ

جاء مشروع الخط بالتزامن مع سعي إيراني لإنشاء #سكّة_حديد تربط بين طهران والساحل السوري عن طريق العراق أيضاً.

وفي تشرين الثاني الماضي، طلب الرئيس الإيراني (حسن روحاني)، مد سكة حديد من منفذ شلمجه الحدودي إلى مدينة البصرة في #العراق، على أن يمتد إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط في سوريا.

وبالمقابل، أعلن وزير النقل بحكومة النظام، (علي حمود) في شباط الماضي، أن ربط سوريا مع العراق وإيران بسكك الحديد يأتي ضمن أولويات الوزارة.

وقال حمود إن “عملية الربط ستتم عبر منطقة شلمجة الحدودي بين إيران والعراق، وصولًا إلى مدينة البصرة العراقية”.

وأوضح مسؤول النظام، أنّه من الضروري إنشاء 32 كيلو متراً من سكك الحديد في الأراضي العراقية، للاتصال بخط سكك البصرة المرتبطة مع بغداد وكربلاء والكاظمية وشمال العراق، مؤكّداً أن الشبكة المزمع تنفيذها ترتبط مع شبكات آسيا الوسطى المرتبطة بدورها مع سكك الصين وروسيا.

ويوجد سكّة حديد بين سوريا والعراق، ولكنها مخصصة لنقل البضائع، تنطلق من ميناء اللاذقية ثم تمر بمدينة حلب ومنها إلى الموصل وبقية الأراضي العراقية.

وبحسب مساعد مدير شركة سكك الحديد الإيرانية، (مازیار یزداني) فإنه بإنشاء المشروع الإيراني- العراقي، سيكتمل الخط السككي من إيران إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط في سوريا.

الطريق البري من إيران إلى لبنان هو “جائزة كبرى”!

تقول وكالة (أسوشيتد برس) الأمريكية، إن افتتاح إيران طريق بري يربطها بلبنان يُعتبر بمثابة “الجائزة الكبرى” لأن ذلك سوف يسهّل حركة الميليشيات التي تدعمها، إضافة إلى كونه طريقًا تجاريًا بديلًا عن مياه الخليج.

ويقول الصحفي المتخصّص بالشأن الاقتصادي (سمير الطويل) لموقع الحل “إن مشروع الطريق التجاري بين إيران وسوريا بدأ في عام ٢٠٠٨، وكانت غايته الوصول إلى طرطوس من أجل أن تلتف إيران على العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة عليها آنذاك.

وأوضح قائلاً “في عام ٢٠٠٨ طُرح تأسيس خط وصل تجاري يربط ميناء طرطوس ببغداد عن طريق سكك حديد خاصة بنقل البضائع والتصدير والاستيراد وإيران تريد القيام بهذا المشروع طمعاً بثغرة على المتوسّط”.

وأضاف طويل “باختصار، إيران تريد الوصول إلى نافذة استراتيجية على البحر المتوسّط من أجل أن تكون مسيطرة على المنطقة تجارياً وعسكرياً”.

ولفت إلى أن “إيران تسعى لإيجاد ممر بحري خوفاً من المشاكل التي تحدث حالياً مع الولايات المتحدة عند مضيق هرمز والتي قد تتفاقم مستقبلاً”.

هل تتصادم مصالح إيران مع المصالح الروسية على الساحل السوري؟

وأشار الطويل إلى أن “الانتشار الروسي المكثّف في الساحل السوري على البحر المتوسط، يعتبر من أبرز العقبات التي تحول دون قدرة إيران على المضي قدماً بحلم الوصول إلى هذا الشاطئ”.

ويتعزّز ذلك من خلال اعتبار روسيا، أن إيران دولة منافسة في مجال تصدير النفط والغاز والمنتجات المختلفة، وهو ما قد يهدّد المصالح الروسية، وفي نفس الوقت كان هذا الأمر سبباً في تفاقم الخلاف الروسي الإيراني في سوريا، وفق الطويل.

وأوضح أن “إيران قد تصل إلى المتوسّط عن طريق التفاهم مع روسيا، ولكنّه استبعد هذا الأمر، بسبب وجود المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية حليفة الروس، ورغبتها في إبعاد إيران عن الساحل السوري”.

وأضاف أن “السعودية أصلاً هي ضد الوجود الإيراني في سوريا، وتسعى بأي ثمن لإخراج الإيرانيين من المنطقة بشكل عام، لافتاً إلى أن ذلك يشير إلى توافق دولي على منع إيران من الوصول إلى هدفها هذا”.

وأكد الطويل أن معظم الاستكشافات النفطية والاستثمارات في مجال الفوسفات في سوريا، سيطرت عليها روسيا بشكلٍ كامل، لذلك تحاول إيران إيجاد طريقة ما للاستثمار وتحقيق الربح لتعويض الخسائر التي لحقت بها خلال مشاركتها إلى جانب النظام.

ويعتقد الطويل، أنه في حال نجحت إيران بفتح خط إلى البحر المتوسط، فإنّه قد يستخدم لتصدير النفط، أو بهدف استيراد المعدّات العسكرية أو استخدامه لنقل السلع المختلفة.

إعداد: منار حداد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.