ديرالزور (الحل) – تختلف معركة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) في جيبه الأخير بـ #ريف_ديرالزور الشرقي، عن بقية المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) ضد التنظيم، حيث يتحصن الأخير بوجود مئات المدنيين الذين ما يزالوا عالقين تحت قبضته، ما جعل منهم دروعاً بشرية، وعائقاً في حسم معركة إنهاء «داعش» الأخيرة.

وأفادت مصادر عسكرية مقربة من (قسد)، لموقع «الحل»، بأن ما أخر سير المعارك بين «قسد» وما تبقى من عناصر «داعش» في جيوبهم الأخيرة في المنطقة، خلال الأيام القليلة الفائتة، هو تواجد مئات المدنيين في القرى المسيطر عليها من قبل الأخير، حيث تتجنب «قسد» المغامرة واقتحام المناطق المتبقية بالقوة، خوفاً من كلفة بشرية عالية يدفع ثمنها مئات المدنيين العالقين.

وفي ظل الواقع الميداني وشراسة القتال بين الطرفين، أضافت المصادر، بأن «قسد تسعى للضغط على التنظيم لتسليم المناطق من دون قتال، لضمان خروج أكبر قدر ممكن من المدنيين العالقين».

ونفت المصادر ذاتها وجود أيّ اتفاق في هذه المنطقة بين (قسد، وداعش)، يقضي بخروج آمن للأخير مقابل شروط متفق عليها ومنها تسليم #الأب_باولو”، في الوقت الذي تستغل في بعض والمواقع والصفحات الإعلامية، هدوء المعارك في المنطقة، لتنسبه لاتفاق بين (قسد، وداعش).

وهذا ما نفاه أيضاً المتحدث باسم #مجلس_سوريا_الديمقراطية (#مسد) ، #أمجد_عثمان، في حديث خاص لموقع «الحل» بأنه “لا صحة للأنباء المتداولة بشأن وجود مفاوضات مع التنظيم بشأن الأب باولو” مشيراً أنه «وبالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية (ذراع مسد العسكري)، فهي مهتمة جداً بموضوع المعتقلين لدى التنظيم، وتحاول بشتى السبل إنقاذ حياة جميع المعتقلين لدى «داعش» دون استثناء”.

شهادات ناجين من قرية الباغوز
وقال يونس المحيمد الصالح (أحد الناجين من قرية #الباغوز) لموقع «الحل» إن: “خروج المدنيين من قبضة (داعش) خطير جداً فقد يكلفك حياتك، لأن الأخير يقوم بإطلاق الرصاص المباشر على أيّة محاولة للهرب، دون التفريق بين النساء والأطفال وكبار السن”، لافتا إلى “عدم توفر المواد الغذائية والطبية وندرة مياه الشرب، وأعداد المدنيين العالقين تقدر بالمئات دون وجود إحصائية دقيقة لهم، وضمنهم أيضاً جرحى وأصحاب أمراض مزمنة”.

وقالت خديجة الجاسر (ناجية من قرية الباغوز) لموقع «الحل» إن: “زوجي أصيب بطلقة في قدمه، وأصيبت ابنتي البالغة من العمر 11 عاماً هي الأخرى في قدمها، أثناء قطعنا لآخر نقطة يرصدها قناصة التنظيم في القرية، والتي تفنك بأي شخص يحاول الهرب من المنطقة، أو يثبت تورطه في التواصل مع (قسد) فجميع من تبقى من المدنيين يتوقون للخروج من الموت الذي يتربص بهم من كل فج وصوب، حيث لا حال لهم ولا قوة سوى انتظار الفرج بالتحرير”.

وقال مصطفى بالي المسؤول الإعلامي لـ«قسد» في حديث لـ«رويترز» إن “استطعنا بفترة زمنية قصيرة إخراج المدنيين أو عزلهم، اعتقد أن الأيام القليلة القادمة ستشهد نهاية التنظيم الإرهابي على المستوى العسكري في هذه المنطقة”، وفق وصفه.

إعداد: خمزة فراتي – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.