ديرالزور (الحل) – مع اقتراب نهاية تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) في آخر معاقله بريف #دير_الزور_الشرقي، وانحصاره في بضعة أمتار متمثلة بمزارع ممتدة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، يتصاعد التساؤل بشأن مصير من يأبى الاستسلام منهم، والذي قدر عددهم وفق مدنيين فروا مؤخراً من قرى #الباغوز و#السفافنة، نحو 500 عنصراً، غالبيتهم من الأجانب.

وعلى الرغم من أن إنهاء وجود التنظيم في شرق الفرات بات وشيكا، مع التقدم السريع لـ«قسد» وسيطرتها على غالبية الجيوب التي كانت تحت سيطرته، إلى جانب عمليات الاستسلام المتكررة لعناصر «داعش» وتسليم أنفسهم لها، حيث نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن “قرابة 240 عنصراً للتنظيم ضمنهم أجانب من جنسيات مختلفة، سلموا أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية في 13 الشهر الجاري، حيث عُدت من أكبر عمليات الاستسلام التي جرت في منطقة شرق الفرات على الإطلاق”.

وفي تصريح للرئيس الأمريكي (دونالد #ترامب) من البيت الأبيض قال: “لدينا الكثير من الإعلانات العظيمة التي لها علاقة بسوريا، ونجاحنا في القضاء على الخلافة، والتي سيتم الإعلان عنها خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة”.
وأيًا كان عددهم، وأيًا كانت المدة التي سيستغرقها إعلان إنهاء التنظيم، فأمام عناصره أربع سيناريوهات، إما الانتشار في مجموعات صغيرة في أرجاء المنطقة، بانتظار إعادة التجميع في قواعد خلفية، أو الهروب إلى العراق، وهذا الاحتمال ضعيف مع سيطرة #القوات_العراقية وضبطها لحدودها مع سوريا، أو التوجه إلى البادية السورية، وهو الاحتمال الأكثر وروداً، كون خلاياه تنشط في هذه المنطقة، والاحتمال الأخير العودة إلى بلدانهم التي انطلقوا منها.

إعادة الانتشار داخل المنطقة
ربما ينتشر عناصر «داعش» المتبقين ضمن مجموعات متفرقة في أنحاء ريف دير الزور، فعادة ما تلجأ الجماعات المتشددة في حرب العصابات إلى التفرق ضمن مجموعات صغيرة، عندما تهاجمها قوة أكبر منها بكثير في معاقلها الرئيسة، ثم تعيد تجميع قواتها في معاقل أخرى.
لكن «داعش» في مثل هذه الحالة مختلف قليلاً، وعادة ما تهرب عناصره في رتل من العربات المسلحة، تسبقه سيارات انتحاريين لفتح ثغرات بين صفوف القوات التي تحاصرهم، وقد نجح بذلك في ليبيا في 2016 على الرغم من خسارته لأعداد كبيرة من عناصره، لكن أخفق به في العراق وأخيراً في سوريا أيضاً.
وتحدثت مصادر عسكرية مقربة من «قسد»، لموقع «الحل» أن ” عناصر (داعش) حاولوا مرارًا كسر الحصار المفروض عليهم ، عبر شن هجمات ”مفاجئة“ على مواقع لـ(قسد) في المنطقة، مستغلين ظروف المناخ في كل مرة، لكنهم أخفقوا لوجود مئات من المقاتلين المدعومين من طيران #التحالف_الدولي بانتظارهم”.

الانتقال إلى الجوار العراقي
ش. ع (منشق سابق عن التنظيم) رفض الكشف عن اسمه، تحدث لموقع «الحل» قائلاً: إن “التنظيم يضع خطط للانسحاب والهروب من أيّة منطقة يسيطر عليها منذ اللحظات الأولى لدخولها فهو يحسب لكل شيء على المدى البعيد” وفق تعبيره.
وأضاف أن “داعش، ومنذ اليوم التالي لانسحابه من مدينة #الرقة (عاصمة خلافته المزعومة مسبقاً) باتجاه ريف ديرالزور الشرقي (#خط_الجزيرة)، فكر في كيفية الهروب في حال و وصول «قسد» لآخر جيوبه، لاسيما أن لديه سوابق مماثلة في العراق، مثل انسحابه من #تكريت” مشيراً إلى أن ”تكتيك (داعش) في الهروب هو عبر شبكة أنفاق أنشأها، ويمتد بعضها حتى مناطق قريبة من الحدود العراقية، كما أن قياداته من الصف الثالث والرابع غير معروفة، ويمكنها التسرّب وسط المدنيين والنازحين”
ويستفيد التنظيم، في هذا السيناريو، جزءًا مهمًا من عناصره المتبقيين هم من العراق، ومنهم عناصر مختصين في التهريب عبر الحدود ، ما يسهل عليهم التنقل في حال اعتمدوا هذه الطريقة”.

عودة الأجانب إلى بلدانهم
أحد الخيارات المطروحة أمام عناصر «داعش» الأجانب الرافضين للاستلام ، هو العودة إلى بلدانهم التي انطلقوا منها، ورغم أن المسألة تبدو نظريا شبه مستحيلة، إلا أن أعدادًا غير بسيطة تمكنت بالفعل من الوصول إلى بلدانهم، وفق المنشق.
ولفت إلى أن “غالبية العناصر الأجانب قد تم تسهيل دخولهم إلى #تركيا من بعض قيادات الفصائل المدعومة من قبل الأخيرة والمسيطرة على معظم الحدود #السورية_التركية، بعد قبضهم مبالغ مالية طائلة تجاوزت 30 ألف دولار عن العنصر الواحد، ويستفيد عناصر «داعش» وفق المصدر ذاته، من “صعوبة التعرف على هوياتهم، خاصة أن دخولهم لسوريا تم بطريقة غير شرعية، فهم بالتالي خارج المراقبة”.

الفرار إلى البادية السورية
قد يختار عناصر «داعش» الهروب إلى مناطق صحراوية شاسعة أو جبلية وعرة، حيث يفضل غالبيتهم التوجه إلى البادية السورية في شمال مدينة السخنة وصولاً إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، حيث تعد هذه المنطقة مرتعاً لخلايا التنظيم المتبقية ونقطة انطلاق لتنفيذ غالبية عملياته المتكررة ضد النظام والمليشيات الموالية له، وفق المصدر ذاته.

واختتم حديثه بأن “من تبقى من عناصر (داعش) قد يجبرون على تغيير خططهم من حرب ”شبه نظامية“ (تخلط بين الحرب النظامية وحرب العصابات) تعتمد على محاولة التمسك بأرض المعركة، إلى حرب عصابات محضة، تعتمد على الكرّ والفرّ دون السعي إلى السيطرة على الأرض، والهدف منها إضعاف وإرباك خصومهم على المدى الطويل”.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.