نينوى- محمد الجبوري

في الوقت الذي تشهد مدينة #الموصل دماراً في الكثير من البنى التحتية عقب استعادتها من قبضة تنظيم #داعش، تحاول فعاليات شبابية وجمعيات مدنية العمل جاهدة لإحياء روح المواطنة للمدينة، من خلال إعادة افتتاح المقاهي القديمة، وتفعيل النشاطات الثقافية.

مشروع راديو كافيه (On FM) هو أول مشروعٍ في #العراق تبلورت فكرته بعدما اجتمعت أفكار مجموعة شباب عراقيين في سبيل تأسيس منصةٍ إعلامية لإيصال صوتهم، معتمدين على إمكانياتهم المادية والمهنية المتواضعة.

يقول المدير التنفيذي للمشروع، غدير أحمد، لـ “الحل العراق”، إن «مشروع Radio Cafee One FM، بدأ كحلمٍ صغير عندما كنت أعيش في بلجيكا وصديق لي يعيش في النرويج أثناء سيطرة داعش على مدينة الموصل».

استوديو الإذاعة المعزول بجدرانٍ من الزجاج

ويؤكّد، أحمد، «تبلورت الفكرة في تأسيس إذاعة تبث من داخل مدينة الموصل، لأن جميع وسائل الإعلام المحلية التي تهتم بمدينة الموصل ومحافظة #نينوى، تبث برامجها من خارج المحافظة، بعد عودتي وصديقي إلى المدينة، جددنا تواصلنا مع زملاء إعلاميين كنا نعمل سوياً أثناء اقتحام داعش المنطقة، واتفقنا على إطلاق الإذاعة».

في شباط 2018، كانت بداية أول إذاعةٍ مستقلة تبث من مدينة الموصل وبفكرٍ شبابي يسعى لإرساء مفاهيم السلام والتعايش السلمي بين كافة مكونات المجتمع ونبذ التطرف والعنف ودعم فئة الشباب عن طريق مجموعة من البرامج التي تبث عبر الأثير.

يضيف المدير التنفيذي للمشروع، «عمل معنا مجموعة من الشباب الإعلاميين بصورة تطوعية وبأجور رمزية، دعماً منهم وإيماناً بأهداف الإذاعة، وبعد مرور عام تقريباً، بدأنا في التفكير بإيجاد تمويلٍ خاص، بهدف ديمومة واستمرارية العمل والحفاظ على استقلاليتنا».

راديو كافيه On FM

البحث عن  الدعم والتمويل، دفعت بهؤلاء الشبان إلى خوض تجربةٍ أكثر إثارة، بعد أن اتفقوا على افتتاح مقهى يحتوي ضمنها استديو إذاعي كامل.

يقول مدير المشروع، «قرّرنا القيام بمغامرةٍ وفكرةٍ لم تكن مطروحة في أي مكان في العراق،  لذا جاءت فكرة افتتاح مقهى يتضمن بداخله استوديو وغرفة تحكم، على أن تكون جدران الاستوديو والكونترول محاطة بالزجاج لعزلها عن زبائن المقهى».

يُضيف، «بدأنا بالعمل مدة /8/ أشهر وأنشئنا أول راديو كافية في العراق والمنطقة وأطلقنا عليه اسم ((Radio Cafee One FM وتم تصميم الديكور دون الرجوع لأي من مهندسي الديكور، بسبب رغبتنا بإضفاء العديد من الأفكار التي تعكس توجهاتنا من خلال الإشارات التاريخية والفنية والوجودية التي تشمل المنطقة».

جزء من ديكور راديو كافيه

وتبث الإذاعة الشبابية، مختلف البرامج المنوّعة، إضافةً إلى ميزة التفاعل المباشر مع الجمهور الموجود داخل الكافية والحصول على آراءه وجهاً لوجه، فضلاً عن مشاركة زبائن الكافية بالحوارات والمواضيع المختلفة المطروحة.

ويوضح مدير المشروع، «قمنا بإنجاز فكرةٍ لأول مرة تحث بهذا الاسلوب، وذلك من خلال ردود الأفعال من جانب الإعلاميين والوفود التي زارتنا من دولٍ أخرى والذين أبدوا إعجابهم واندهاشهم بهذه الفكرة ودمج الإعلام بالترفيه والعمل التجاري والحفاظ على أهداف وتوجهات الراديو بشكل مستقل من خلال الاكتفاء الذاتي».

وبعد عامٍ على البث التجريبي، من المُقرّر أن يتم الإعلان الرسمي عن إطلاق المشروع نهاية فبراير شباط الجاري.


تحرير- فريد إدوار

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة