ديرالزور (الحل) – مدرس؟ ممرض أم خياط؟ عامل في مجال توزيع الإعانات؟ لا مشكلة فتنظيم «داعش» يساعدك على بناء المجتمع والنهوض به أياً كان دورك وقدراتك ويمد لك يد العون في مشاكلك، وفقاً لما توحي به إفادات بعض الفارين من عناصر التنظيم.

تنوعت الحجج التي أدلى بها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) ممن سلموا أنفسهم مؤخراً لقوات سوريا الديمقراطية (#قسد) عما كانوا يفعلونه لدى تواجدهم مع التنظيم الذي حوصر في آخر جيب له بريف #دير_الزور_الشرقي، والذين تجاوزت أعدادهم (2000) عنصراً، ظناً بأن ذلك سيكون سبيلهم للخلاص من المحاسبة والقضاء.

كشف مصدر عسكري من «قسد» عن خطة تم وضع أساسها قبل البدء بعمليات تحرير الجيب الأخير لـ«داعش» في المنطقة، لإلقاء القبض على أكبر عدد ممكن من عناصر التنظيم أحياء، من خلال إقناعهم بتسليم أنفسهم بأسلوب جديد هو “إرخاء الحبل” حيث أسهمت هذه الطريقة في تفتيت وتفكيك قوة التنظيم في آخر معاقله، مبيناً أن العقاب سيطول في الواقع جميع عناصر «داعش» الذين يعتقدون بأنهم سيفلتون من المحاسبة والقضاء”.

وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، في حديث لموقع «الحل» إن “تعقيدات معركة تحرير جيب (داعش) الأخير كانت في غاية الصعوبة، لوجود مدنيين لازالوا عالقين وأسرى مدنيين أيضاً، لكننا على يقين بان هزيمة التنظيم بات وشيكة، فالهاربون من عناصره سيعكسون حالة اليأس على العناصر الرافضين للاستسلام في آخر نقاطهم، لذلك أعددنا خطة محكمة لاستغلال الانهيار المعنوي بصفوف من تبقى منهم، ومنحهم فرصة مؤقتة وبالغة الأهمية للهروب والسعي للاندساس بين جموع المدنيين الخارجين”.

ونوه المصدر الى أن “تفتيت قوة التنظيم في معاقله الأخيرة، بدأت من هنا، حيث أن المئات منهم رموا أسلحتهم وحلقوا لحاهم واندسوا بين المدنيين للوصول إلى المخيمات والتي أعدت لهذا الغرض، على أمل الهروب منها فيما بعد”

مبيناً أن خطتهم أثمرت وبرزت نتائجها، من خلال استسلام أعداد كبيرة من عناصر«داعش» مؤخراً، حيث فضل بعضهم الاستسلام بشكل مباشر والقسم الأكبر منهم اندس بين حشود المدنيين النازحين، الأمر الذي أسهم بإضعاف خطوط قتالهم بشكل لافت، ومؤكداً أنه بات في قبضتهم مئات من عناصر داعش غير المسلحين، الذين تم إخراج غالبيتهم وفق خطة (إرخاء الحبل) والتي تهدف إلى “تجنيب المدنيين العالقين الأذى وإلقاء القبض على من تبقى من عناصر التنظيم” وفقاً لتعبيره.

ممرضون وناشطو إغاثة

لدى استجواب البعض من عناصر «داعش» الفارين خلال التحقيق معهم، أجاب غالبيتهم بأجوبة أثارت سخرية ودهشة المحققين، وتركز على أنهم لم يكونوا مقاتلين ولم يشاركوا في أية معركة، وعند سؤالهم عن عملهم مع التنظيم المتهاوي في آخر رقعة له في عموم المنطقة جاءت الأجوبة في غاية الغرابة.

يضيف المصدر ذاته: “كان بعضهم خياطاً والآخر كان ممرضاً والآخر كان متطوعاً في توزيع المعونات، لكن حججهم لا تتناسب مع واقع منطقة لا يتوفر فيها حتى الخبز ولا نقطة طبية صغيرة. من كان مسؤولاً إذاً عن حصار آلاف المدنيين ومنعهم الخروج من وطأة الجوع والقصف والمرض الذي تسبب بموت بعضهم، ومن كان المسؤول عن إعدام عشرات الشبان والرجال بتهم واهية مفاد أغلبها التعامل مع #الكفار و#الملاحدة”؟”

وتابع حديثه قائلاً، إن “وجود المئات من عناصر (داعش) (الأجانب والأنصار) في قبضتنا، أفضى إلى كشف خلايا أخرى لهم، منتشرة في عموم مناطق ريف ديرالزور الشمالي الشرقي (#خط_الجزيرة) تقوم بعمليات اغتيالات واستهداف لعناصر وحواجز «قسد» وغالبية الأحيان يكون ضحايا عملياتها مدنيين أيضاً، كما تم الكشف أيضاً عن مخازن للعبوات والأحزمة الناسفة، كما إن سكان القرى القريبة من جيوب داعش الأخيرة، يرفدوننا بمعلومات بعضها معزز بوثائق من التي نشرها التنظيم سابقاً على شكل فيديوهات او صور فوتوغرافيه لحفلات الاعدامات والرجم وغيرها”.

وأنهى حديثه بالقول “لن ينجو من العدالة أي شخص انتمى لهذا التنظيم الإرهابي وساهم بنشر إجرامه، وتسبب في قتل وتشريد وتغييب آلاف المدنيين”.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.