مصير مجهول ينتظر عناصر داعش الأجانب المحتجزين… وترامب يطالب بإعادتهم لبلدانهم

مصير مجهول ينتظر عناصر داعش الأجانب المحتجزين… وترامب يطالب بإعادتهم لبلدانهم

(الحل) – لم ينته الأمر بتمكن قوات سويا الديمقراطية (#قسد) من السيطرة على آخر جيوب تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) بريف دير الزور الشرقي والذي بات محاصراً في مخيم صغير لا تتجاوز مساحته 500 متراً في أطراف قرية #الباغوز (شرقي البوكمال)، بل أصبح العبء مضاعفاً عليها بالتزامن مع ازدياد أسرى مسلحي التنظيم المتشدد في سجونها ولا سيما الأجانب الذين لا ترغب دولهم باسترجاعهم.

هدد الرئيس الأمريكي #دونالد_ترامب عبر تغريدة نشرها في “التويتر” قبل أمس، مفادها إن “عدم السماح بعودة المئات من عناصر «داعش» الأوروبيين إلى بلادهم له تبعات خطيرة قد تضطر واشنطن لإطلاق سراحهم”.

وطالب ترامب كلاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودولا أوروبية أخرى بالسماح بعودة أكثر من 800 عنصراً من «داعش» يحملون جنسيات أوروبية اعتقلوا في سوريا” ولفت إلى أن “الخلافة المزعومة التي أعلنها التنظيم على وشك السقوط”.

حيث ردت ألمانيا بفتور على طلب ترامب باستعادتها لمواطنيها المنتميين للتنظيم من خلال تصريح لمتحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية، أمس الأحد، جاء فيه “مبدئياً كل المواطنين الألمان ومن يشتبه بأنه قاتل إلى جانب ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية له الحق في العودة، ولكن ذلك مشروط بالسماح لمسؤولين من القنصلية بزيارة المشتبه بهم”.

وقالت إن “العراق أبدى اهتماما بمحاكمة بعض مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من ألمانيا، لكن في سوريا لا يمكن للحكومة الألمانية ضمان الواجبات القانونية والقنصلية التي يتعين القيام بها تجاه المواطنين الألمان المسجونين بسبب الصراع المسلح هناك”.

وفي تصريح سابق للرئيس المشترك لهيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة #عبدالكريم_عمر، مع «بي بي سي»، قال إن بعض الدول الأوروبية ” ترفض تسلُم مواطنيها الذين حاربوا مع التنظيم في سوريا والعراق، رغم النداءات المتكررة لهم باقتناص الفرصة الذهبية ومحاكمة المنتمين للتنظيم، إلا أنهم لم يحركوا ساكناً”.

وأضاف عمر:” لا تقتصر حملة مواجهة الإرهاب على محاربتهم بالسلاح فحسب، بل حل هذه المسألة الخطيرة أيضاً ومن أولويات مكافحة الإرهاب وعليهم العمل معنا لحل مشكلاتهم، فلا نستطيع تحمل الأعباء وحدنا، حبث تطلب منا الدول الرافضة لتسلم مواطنيها أن نتصرف، لكننا لن نأخذ القرار والمسؤولية لوحدنا”.

وعن أماكن وجود الأسرى لديهم وتعدادهم يقول:” بحسب احصائيات أجرتها مؤسسات الإدارة الذاتية لأعداد أسرى التنظيم في أواخر يوليو/تموز 2018، تجاوز عدد الجهاديين الـ 500 عنصر، بينما يبلغ عدد النساء 550 امرأة، أما الأطفال فتجاوز عددهم 1200 طفل، وهذه الأعداد في تصاعد لأن الحملة ضد التنظيم لم تنتهِ بعد”.

وتابع حديثه قائلاً إن :” هذه الأعداد الكبيرة من الأسرى موزعة في ثلاثة مخيمات، لكنها موجودة جميعها في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وهي مخيم #روج و#الهول و#عين_عيسى”.

موضحاً أن “هؤلاء يشكلون عبئاً كبيراً على إدارتنا، ولسنا قادرين على تحمل الأعباء ، وخاصة أن دولهم لا ترغب في تسلمهم، ونحن في هيئة العلاقات الخارجية لمقاطعة الجزيرة على تواصل مع الدول التي لها أسرى من التنظيم لدينا، يجب أن يتعاونوا معنا، فليست لدينا موارد كافية لإعاشتهم”.

ولفت العمر إلى أن “الادارة الذاتية ستقدم المقاتلين السوريين إلى المحاكمة، لكنها لن تحاكم الأجانب كما لن تعدم أحدا لأنها لا تطبق عقوبة الإعدام”.

وحذر من أن “استمرار وجود مقاتلين أجانب في منطقة غير مستقرة من العالم، يشكل خطراً على المجتمع الدولي بأكمله لأنهم قد يستغلون أي فترة جديدة من الفوضى للفرار”.

وقال، “لن نحاكم أي (داعشي) وسنحاول قدر المستطاع عن طريق ديبلوماسيتنا وعن طريق الإعلام… الضغط على الحكومات كي تقوم بواجبها في استلام مواطنيها”.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر وصفها بالموثوقة، خروج 4000 عنصراً من جيب التنظيم الأخير بريف ديرالزور الشرقي، منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، القسم الغالب منهم من الجنسية العراقية، حيث اندس غالبيتهم ضمن المدنيين النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الفرار من تحت قبضة التنظيم، حيث تم نقلهم جميعاً إلى المخيمات المذكورة سابقاً (الهول وعين عيسى وروج).

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.