تركيا (الحل) – يتزايد عدد اللاجئين السوريين المقيمين في #تركيا مع مرور الوقت، وهذا ما تثبته الأرقام الواردة ضمن تصريحات المسؤولين الأتراك التي تنتشر بين وسائل الإعلام التركية بشكل متواصل، ففي شهر كانون الأول الفائت، أكد وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن عدد السوريين وصل إلى ثلاثة ملايين و611 ألفاً و834 سورياً، ولم يمر إلا قرابة الشهر حتى ذكر في إحدى تصريحاته أن عدد السوريين بلغ ثلاثة ملايين و632 ألفاً و622 سورياً.

ومع انتشار السوريين في مختلف أنحاء تركيا، بدأت ردود الأفعال من جانب المواطنين الأتراك تظهر في العديد من الحوادث التي تحولت من مشكلة فردية إلى شجار جماعي “تركي-سوري”، حيث وقعت العديد من الحوادث في العديد من الولايات التركية خلال السنوات الفائتة.

وأدت هذه الحوادث إلى انقسام الأتراك بين مؤيد ومعارض للوجود السوري، بالتزامن مع بدء بعض الأحزاب المعارضة استغلال ملف السوريين أثناء الحملات الانتخابية من أجل جمع أصوات المعارضين للوجود السوري.

وفي آخر حادثة حصلت في إحدى أحياء ولاية #إسطنبول (إسنيورت) عندما تحرش شبان أتراك بفتاة سورية كانت بطريقها إلى صالة أفراح لحضور عرس سوري، ليتدخل سوريون من أهل الحفل ويبرحوا الأتراك ضرباً، فعاد الأتراك وأحضروا عدداً من الشبان لتتوسع دائرة الشجار بين الطرفين.

وهاجم الأتراك صالة الأفراح كما أقدموا على تكسير عدد من واجهات المحال السورية المنتشرة في الحي حتى تدخلت الشرطة التركية وفضت الشجار، لتعتقل فيما بعد ثلاثة سوريين وينقل ثلاثة أتراك للمشفى، ومع مرور الوقت عاد الهدوء إلى الحي.

دراسة حديثة

في أوائل الشهر الحالي، صدرت دراسة عن مركز دراسة السياسات الاجتماعية الميدانية في تركيا، وبنيت على عدة استطلاعات رأي في كل من ولايات #عنتاب وكيليس وأورفا، وتناولت مواضيع اندماج السوريين بالمجتمع التركي وكيف هي علاقتهم مع الأتراك.

وحسب نتائج الاستطلاع فإن 71% من الأتراك المستطلعة آراؤهم لا يقبلوا أن يعيشوا أو يعملوا مع سوريين، بينما نصف المتجاوبين مع الاستطلاع أبدوا عدم ارتياحهم عند السكن في نفس البناء مع سوريين، فيما قال النصف الآخر منهم، إنه لا توجد أية مشكلة عندما يسكن السوريون معهم في البناء ذاته.

وأجريت الاستطلاعات في كانون الأول الماضي ضمن الولايات الثلاثة، وشملت 120 سورياً بالإضافة لإجراء مقابلات مع 300 مواطناً تركياً يعيشون في أحياء مختلفة بهذه الولايات، حيث جاوب كل شخص على أسئلة عدّة أثناء إعداد المقابلة معه.

وتروي «كفاء» وهي إحدى اللاجئات السوريات قصة حصلت معها أثناء البحث عن منزل للإيجار في عنتاب، حيث تقول لموقع «الحل»: “قبل أن أجد منزلاً كنت ابحث عن منزل للإيجار بسعر مناسب، وجدت العديد منها إلا أنني لم أتمكن من استئجارها بسبب عدم تقبل صاحب المكتب لاستئجاري المنزل كوني سورية”.

وتضيف، تحدثت مع صاحب المكتب العقاري التركي باللغة التركية، ولم يعرف بالبداية أنني سورية وأريد المنزل لي، وبعد أن عرف ذلك قال إن صاحب المنزل لا يريد تأجير المنزل لسوريين.

إيجاباً وسلباً

ينظر الأتراك إلى وجود السوريين من وجهات مختلفة، فالبعض منهم يبدي موقفه بناء على الدافع الإنساني ويؤيد وجود السوريين بتركيا بداعي أنه لا يوجد فرق بين إنسان وإنسان مهما كانت جنسيته، بينما ينتقد أتراك آخرين وجود السوريين بتركيا مصدقين ما يروى من إشاعات تنتشر بمواقع التواصل الاجتماعي عن اللاجئين السوريين.

محمود أوزان أحد الشبان الأتراك المقيمين في ولاية عنتاب، يقول خلال حديث معه: “السوريون إخوتنا لكننا نتمنى أن يحافظوا قليلاً على الهدوء، يوجد عائلات سورية في المبنى الذي أسكنه، أسمع أصواتهم مرتفعة دائماً وأظن أن هذه العادة موجودة لدى الكثيرين منهم بينما هي مصدر إزعاج لنا”.

ويتابع، لا شك أن وجودهم أثر على سوق العمل سلباً فالوظائف كانت في السابق متوفرة أكثر من الآن حتى الأجر اليومي كان مرتفعاً بينما اليوم هناك سوريين يعملون بأجر يومي قليل جداً وهذا ما أثر علينا كعمال.

من جانبه يقول نجم الدين أوزداغ وهو مواطن تركي يقطن بالولاية ذاتها حول رأيه بوجود السوريين بتركيا: “أتمنى من الحكومة التركية حسم موضوع السوريين، إما توطينهم ليتحملوا التزاماتهم ويحصلوا على حقوقهم مثلهم مثلنا أو يتم إعادتهم إلى سوريا”.

ويضيف، اللاجئون السوريون يحصلون على مساعدات أما الأتراك فلا يحصلون عليها وبعضهم يحصل على رواتب شهرية دون فعل أي شيء، وهذا ما يثير انتقادات الأتراك وغضبهم تجاه تعامل الحكومة مع الوجود السوري.

تقرير: فراس العلي – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.