سيريتل… كيف تحكمت في سوق اتصالات الموبايل بسوريا وتلاعبت في القوانين؟

سيريتل… كيف تحكمت في سوق اتصالات الموبايل بسوريا وتلاعبت في القوانين؟

(الحل) – حققت شركة (سيريتل) السورية للاتصالات عام 2018، أرباحاً أكثر بنسبة نحو 40% مقارنة بأرباح عام 2017، ويطرح ذلك عدة تساؤلات حول تلك الشركة، التي لم تلاحقها أية انتقادات من داخل #سوريا، قبل اندلاع الثورة السورية، في 2011، باعتبار أن مالكها هو (رامي مخلوف) ابن خال رئيس النظام (بشار الأسد).

ودفعت الأرباح اللافتة للشركة خلال العام الأخير، المحللين والباحثين لاقتصاديين إلى البحث عما وراء ذلك الفائض من الأرباح، وفيما إذا كان رامي مخلوف يتحايل على القانون #التجاري السوري.

ورصد موقع “الحل” في هذا التقرير أبرز الثغرات القانونية التي ربما استخدمتها (#سيريتل) لتحقيق تلك الأرباح، وذلك من خلال التلاعب بالأصول والأسهم الخاصة بالشركة.

سيريتل تتلاعب بالقانون التجاري ووزارة الاتصالات في حكومة النظام

وقال الباحث والخبير الاقتصادي (يونس الكريم) لموقع الحل عن “سيريتل زادت أرباحها من خلال التلاعب بالقوانين السورية في أربع اتجاهات”.

وأوضح الكريم، أن “سيريتل بدأت عملها من خلال عقد الآجار الاستثماري، وعندما انتهى العقد بين الشركة والدولة، وافق مجلس الشعب على بيعها حق استخدام #الاتصالات الخليوية واستثمارها من جديد”.

وتابع أنه “عندما بدأت سيريتل عملها في خدمة الاتصالات الخليوية في سوريا، كان ذلك مقابل حصولها على حق الامتياز بهذه الخدمة، على أن تدفع الشركة جزء من أرباحها إلى وزارة الاتصالات، ولكنّها كانت تدفع جزءً ضئيلاً جداً من أرباحها للوزارة بحجّة أن تقنيات مد الشبكة الخليوية تكلفتها عالية جداً”.

كما أنّها اتبعت مبدأ الغش ضد الدولة، من خلال استئجار أصول #الشركة من الدولة بدلاً من دفع ثمن هذه الأصول وشرائها، وفق الكريم.

ولفت إلى أن “كل معدّات الشركة بما في ذلك الأبراج باهظة الثمن كانت سيريتل تستأجرها، علماً أن المفروض عليها عند تقييم أصول الشركة أن تشتري الأبراج والأفرع وتستثمرهم وتعيدهم للدولة صالحين للاستخدام، إذ يمنع القانون وزارة الاتصالات من دفع آجارات الأصول المرتفعة لشركة خاصة وهذا مثّل أو غش مالي قامت به الشركة بحق الدولة”.

وحيدة في السوق والشركة الثانية مجرد غطاء قانوني!

وقال الخبير والباحث الاقتصادي (يونس الكريم) إن “سيرياتل حصلت على حق الامتياز بأنّها الشركة الوحيدة المسموح لها البقاء في مجال الاتصالات الخليوية في السوق السورية”.

وأوضح أنه “منذ تأسيس سيريتل تأسّست معها شركة إم تي إن وكان الهدف من ذلك الإيحاء للجمهور بأن هناك منافسة لأن #القانون السوري يمنع أي شركة خاصة من الاحتكار ويحصر الاحتكار بمؤسّسات الدولة فقط، ولكن الحقيقة هي أن ملاك سيريتل هم ذاتهم ملاك إم تي إن والدليل هو وجود أسهم متبادلة بين الشركتين”.

كما يمنع القانون السوري أن يتجاوز سعر السهم في شركةٍ ما الـ 100 ليرة سورية، وهذا لم ينطبق على شركة سيريتل، إذ بلغت القيمة الدفترية للسهم 3965 ليرة، كما أّن هناك ما يزيد عن ستة آلاف مساهم بالشركة وغير معروفة هوياتهم جميعاً، وفق الكريم.

وأوضح أنه “حتى عندما طرح اسم الشركة على الاكتتاب العام في سوق الأوراق المالية، لم يكن معروفاً أسماء المساهمين ولازالت الحصص حتى الآن مبهمة، وهذه الإشكالية القانونية تُعتبر وجهاً من أوجه الاحتيال”.

وفي العاشر من كانون الثاني 2019، بدأ التداول على أسهم سيريتل بسعر 8 آلاف ليرة للسهم، وذلك بعدما حصلت الشركة على الموافقة النهائية لإدراج أسهمها ضمن السوق النظامية.‎

إيرادات بلغت 184.1 مليار ليرة في عام واحد وحكومة النظام لها حصتها!

وارتفعت أرباح شركة (سيريَتل موبايل تيليكوم) في 2018 بـنسبة 39.44% لتصل إلى نحو 58.5 مليار ليرة سورية، مقارنة بـ 41.9 مليار ليرة في عام 2017، بحسب بيانات نشرتها الشركة في وسائل إعلام محلية.

وبلغت إيرادات الشركة خلال 2018 نحو 184.1 مليار ليرة بارتفاع 11.22% عن 2017 التي وصلت إيراداتها إلى 165.5 مليار ليرة، وحصلت حكومة النظام على 41.1 مليار ليرة من هذه الإيرادات، وفقاً لبيانات (هيئة الأوراق المالية) في سوريا.

وبلغت حصة سهم الشركة من الأرباح 1,746 ليرة وهي تعادل أكثر من 17 ضعف قيمته الإسمية البالغة 100 ليرة، بينما حقق السهم في 2017 ربح بقيمة 1,242 ليرة.

وبلغت القيمة الدفترية للسهم في الشركة 3,965.66 ليرة كما هي في نهاية 2018، ويبلغ رأسمال الشركة 3.35 مليارات ليرة، وعدد الأسهم المصدرة 33.5 مليون سهم، فيما بلغ عدد المساهمين 6,319 مساهماً، وعدد المؤسسين 5.

ماذا تعرف عن سيرياتل؟

سيريتل واحدة من شركتي اتصال خليوي موجودة في سوريا، وتعود ملكيتها إلى (رامي مخلوف) ابن خال (بشار الأسد)، وساهمت بدعم النظام من خلال قطاع الاتصالات خلال السنوات الماضية.

تأسّست سيريتل عام 2000 كشركة اتصالات “رائدة” في سوريا برأسمال 3.350 مليار ليرة سورية، لتنضم إليها شركة “إم تي إن” التي يقال إن مالكها الحقيقي هو النائب في البرلمان اللبناني (نجيب ميقاتي).

يملك سيريتل بشكلٍ اسمي 6308 شخصاً، ولكن هوية المالكين غير معروفة، فجل ما هو متاح عن الشركة هو أن المساهم الرئيسي في تأسيسها هي شركة “راماك للمشاريع التنموية والإنسانية”، التي تُعتبر أقدم وأهم شركات رامي مخلوف، والتي تتفرّع عنها الكثير من الشركات في مجالات مختلفة.

ويترأس مخلوف، مجلس إدارة شركة (راماك للمشاريع التنموية والإنسانية) بنسبة 40% من رأسمال الشركة.

وفي منتصف تشرين الأول 2018، حصلت الشركة على الموافقة الأولية لإدراج اسهمها ضمن سوق دمشق، تلتها “شركة MTN” بالحصول على الموافقة الأولية نهاية تشرين الثاني 2018.

واستطاعت “شركة سيريتل” في 2015 الحصول على ترخيص تشغيل الخليوي في سوريا لعشرين سنة قادمة، وتضمن الترخيص شرط الإدراج خلال 3 سنوات من تاريخ توقيع العقد.

إعداد: منار حداد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.