(الحل) – فقد تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) بريقه وجاذبيته التي تغنى بها عناصره ومؤيديه على مدى أربعة عقود متتالية، بعد الهزائم الأخيرة التي عصفت به في #دير_الزور، من قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) على الأرض وطيران #التحالف_الدولي  من الجو، ليحاصر من بقى من عناصره وخاصة الأجانب في مخيم صغير لا تتعدى مساحته 500 متراً في أقاصي شرق المحافظة، حيث يبحث هؤلاء عن ملاذ لهم بخيارات محدودة ومخاطر تظل محتملة كل جديد.

وعن تعداد مقاتلي «داعش» الأجانب في صفوف التنظيم نشرت “BBC” البريطانية تقريراً لها عن ذلك، وأعداد من قتل منهم خلال السنوات السابقة كاشفة أنّ «هؤلاء بدؤوا بالسفر إلى #العراق عام 2003، خلال الغزو الأمريكي للعراق الذي أطاح بنظام الرئيس العراقي الأسبق #صدام_حسين، وذلك للانضمام إلى تنظيم القاعدة الذي شكّل نواة أساسية لتنظيم داعش».

وأوضح التقرير أنّ «الكثيرين من هؤلاء ذهبوا إلى سوريا، إبّان اندلاع الحرب فيها عام 2011، في حين أنّ عددهم ارتفع بشكلٍ كبير عام 2014، بعد سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من سوريا والعراق».

وكانت الأمم المتحدة كشفت أنّ «أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي من 110 دول، كانوا قد سافروا إلى سوريا والعراق  للانضمام إلى الجماعات الإرهابية».

ووفقاً  لـ”BBC”، فإنّ «المركز الدولي لدراسة التطرف (ICSR) في كلية كينغز كوليدج – لندن، أجرى دراسة في تموز/يوليو 2018، استناداً إلى بيانات رسمية وأكاديمية وبيانات أخرى، وتوصّل إلى أن 41490 شخصاً (32809 رجال – 4761 امرأة – 4640 طفلاً)، أتوا من 80 دولة إلى العراق وسوريا».

وفنّد الباحثون أرقام المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى «داعش» تبعاً للمناطق التي أتوا منها، وهي على النحو التالي:

– الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: 18852 مقاتلاً.

– أوروبا الشرقية: 7525 مقاتلاً.

– آسيا الوسطى: 5665 مقاتلاً.

– #أوربا_الغربية: 5904 مقاتلين.

– شرق آسيا: 1010 مقاتلين.

– جنوب شرق آسيا: 1063 مقاتلاً.

– المملكة المتحدة: 850 مقاتلاً

– الأمريكيتان، أستراليا، نيوزيلندا: 735 مقاتلاً.

– جنوب آسيا: 447.

– جنوب الصحراء الأفريقية: 244 مقاتلاً.

 

عدد القتلى من العناصر الأجانب لدى التنظيم

يتوقع التحالف الدولي، أن الأغلبية العظمى من مسلحيّ التنظيم قد ماتوا؛ أو اعتقلوا، بيد أنه يرفض تقديم عدد محدد للقتلى من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم، وفقاً لـ “BBC”.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن «هناك اعتقاد بوجود 1000 مقاتل أجنبي آخر من جنسيات مختلفة غير محدّدة في العراق».

وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي «أم آي 5» في أكتوبر/تشرين الأول 2017 أن «أكثر من 130 بريطانيًا ممن سافروا إلى سوريا والعراق للقتال مع التنظيم قد قتلوا».

 

ماذا عن المعتقلين منهم في سوريا؟

وفي 18 شباط/فبراير قال عبد الكريم عمر المسؤول في قوات سوريا الديموقراطية (#قسد)، إن «نحو 800 مقاتل أجنبي في صفوف تنظيم الدولة من نحو 50 دولة هم الآن قيد الاعتقال لدى هذه القوات» مضيفاً أن «ما لا يقل عن 700 امرأة و1500 طفل محتجزون في معسكرات إيواء».

ولفت عمر إلى أنه «حددت هويات عدد قليل من المعتقلين لدى «قسد» وكان الشافعي الشيخ وإليكساندا كوتي من بين ستة بريطانيين من بين المعتقلين الذين حددت أسماءهم. ويعتقد أن هذين الشخصين كانا عضوين في فرقة إعدام تابعة لتنظيم الدولة عرفت باسم «الخنافس»، وتعد مسؤولة عن إعدام ما لا يقل عن 27 من الرهائن الغربيين.

ومن بين الأجانب الذين فروا من القتال حول قرية #الباغوز أيضاً، هي المراهقة البريطانية #شيماء_بيجوم، التي كانت تبلغ من العمر 15 عاماً عندما هربت من منزلها للانضمام إلى «داعش» حيث سحبت الحكومة البريطانية الجنسية منها.

وشدد عمر على أن قوات سوريا الديمقراطية تريد أن يُرحل هؤلاء إلى بلدانهم، محذراً من أنهم «قنبلة موقوتة».

 

هل عاد أي من هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم؟

خلص باحثون في المركز الدولي لدراسات التطرف إلى أن ما لا يقل عن 7,366 من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم قد عادوا أدراجهم إلى بلادهم، بينهم 256 امرأة وقرابة 1,180 طفلاً.

وحتى يونيو/حزيران 2018، عاد 3,906 مقاتلين أجانب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى بلادهم، و 1,765 إلى أوروبا الغربية، و784 إلى أوروبا الشرقية، و338 إلى آسيا الوسطى، و308 إلى جنوب شرقي آسيا، و156 إلى جنوبي آسيا، و97 إلى الأمريكيتين وأستراليا ونيوزلاندا، و12 مقاتلا إلى جنوب الصحراء الكبرى.

وحسب تقرير المركز، فقد تأكدت عودة امرأتين وأربعة أطفال فقط من بين 425 شخصا من هؤلاء عادوا إلى المملكة المتحدة، بحسب تقرير المركز. وقد عبرت الأمم المتحدة عن خشيتها من أن ينشط هؤلاء العائدين مجددًا بعد إطلاق سراحهم. وقالت إن النساء المتطرفات والأطفال الذين تعرضوا للصدمة قد يشكلون خطرا أيضا.

 

وعن مصير من تبقى من عناصر «داعش» الأنصار

يقول  ص. ع (منشق عن التنظيم) رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية،  في حديثاً لموقع «الحل»، إن: «التقدم السريع الذي حققته (قسد) على حساب (داعش) خلال الأشهر القليلة الماضية، بسيطرتها على كافة جيوب التنظيم الأخيرة، دفع بعدد لا بأس به من عناصر التنظيم المحليين، إلى إعادة حساباتهم وإيجاد طرق للخلاص والنجاة، حيث تمكن عدد منهم من الخروج من المنطقة والوصول إلى #تركيا، وقسماً آخراً انضم إلى فصائل #درع_الفرات لوجود صلات قرابة بينهم وبين قادة وعناصر للأخيرة ما سهل لهم ذلك، بينما قسم آخر انضم للمليشيات الموالية للنظام».

وأضاف المنشق أن «المقاتلين الأجانب ممن أرادوا الفرار مؤخراً من المنطقة، يجدون صعوبة بالغة في ذلك لاختلاف اللغات والثقافات والأشكال، وأيضا للقسوة التي عرف بها كثير منهم وتمنع إمكانية التعاطف معهم».

منوهاً إلى إن «أوضاع المقاتلين الأجانب أخطر بكثير من العناصر المحليين، فالأنصار يمكن إدماجهم أو اندماجهم واختفاؤهم وسط مجتمعاتهم، حيث فرض على نسبة منهم الانضمام إلى #داعش بالإكراه أو لتحاشي خطره كونهم دخلوا في قتاله قبيل سيطرته على المنطقة وقسم آخراً أجبرته الحاجة المادية على الانضمام له، فالتنظيم  احتكر كافة مجالات العمل والحياة في عموم المنطقة لصالحه وجعلها تحت سلطته». لافتاً إلى أن «أعداد كبيرة منهم تجاوزت 500عنصراً قتلهم التنظيم بتهم محاولة الفرار من أرض الخلافة على مدى السنوات القليلة الماضية» وفق قوله.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: معتصم الطويل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.