إعلام “محور الممانعة” – الجزء الأول: وسائل إعلام حزب الله الرسمية

إعلام “محور الممانعة” – الجزء الأول: وسائل إعلام حزب الله الرسمية

لبنان (الحل) – لا ينفصل دور #حزب_الله في #لبنان والدعاية الإيرانية لما يسمى “محور الصمود والتصدي” أو “محور الممانعة” عن الأدوات الإعلامية لهذا الدور، الذي تقوم به بطرق مباشرة أو غير مباشرة وسائل إعلامية تقليدية متصلة مباشرة بالحزب أو محسوبة عليه.

الوسائل الإعلامية الرسمية للحزب تتمثل في إذاعة النور وتلفزيون المنار وموقع العهد الإخباري، وتعود ملكية هذه الوسائل رسمياً إلى المجموعة اللبنانية للإعلام ش. م. ل. التي يعتقد أنها مملوكة بالكامل لحزب الله، ولكن بحسب تقرير صدر مؤخراً عن وسائل الإعلام في لبنان عن مراسلون بلا حدود ومؤسسة سمير قصير، تبدو البيانات المتعلقة بملكية المجموعة اللبنانية للإعلام غير متاحة للعموم، وترفض المؤسسة الإعلامية نشر بياناتها أو لا تجيب على طلب النفاذ لها أو لا وجود لسجلات متاحة للعموم كالسجل التجاري.

يضم مجلس إدارة المجموعة اللبنانية للإعلام “كبار مسؤولي حزب الله فقط بمن فيهم عضوان سابقان في البرلمان عبد الله قصير ومحمد حيدر” ولكن توزع أسهم الملكية بين أعضاء مجلس الإدارة غير واضح أو معلن حتى في وثيقة السجل التجاري لوزارة العدل اللبنانية.

إذاعة النور تأسست سنة 1988، ويديرها اليوم يوسف الزين ويرأس تحريرها عباس شقير، حصلت على رخصتها سنة 1999، وتبث من بيروت على مدى الـ 24 ساعة عبر 3 موجات قصير FM مغطية أغلب الأراضي اللبنانية وشمال فلسطين وجزء من الساحل السوري، كما تبث عبر موقعها على شبكة الإنترنت منذ شباط 2006، مقدمة الأخبار والحوارات والتغطيات السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية وفق المنظور الخاص بحزب الله. ونسبة متابعتها لدى متابعي الإذاعات في لبنان هي 7.1% بحسب إحصائيات العام 2017.

أما موقع العهد الإخباري فبدأ أصلاً كجريدة أسبوعية تنطق بلسان حال حزب الله لتتحول لاحقاً إلى موقع إلكتروني شامل كما يصف نفسه بحلول سنة 1999. ليس له الكثير من المتابعين إلا أنه يبقى الموقع الإعلامي الرسمي لحزب الله على شبكة الإنترنت.

تلفزيون المنار، الأداة الإعلامية الرسمية المحلية الأبرز لحزب الله الذي يديره حالياً إبراهيم فرحات، ويدير الأخبار علي حايك، تأسس سنة 1991 وبدأ بالبث الأرضي من الهرمل في البقاع الشمالي، ثم نال رخصته سنة 1998، لينطلق البث الفضائي سنة 2000 بإرسال منفصل عاد ليتوحد مع الأرضي سنة 2006. ونسبة متابعته لدى متابعي التلفزيونات في لبنان هي 6.4% بحسب إحصائيات العام 2018.

واجهت المحطة صعوبات عديدة في بثها الفضائي عبر الأقمار الصناعية الأوروبية لأسباب تتعلق بالمضمون والمحتوى اللذان تطلقهما المحطة والذي يخالف قواعد البث التلفزيوني الفضائي في أوروبا، كما قامت شركة #عربسات سنة 2015 بحجب قناة المنار من أقمارها الصناعية لأسباب تتعلق أيضاً بالمحتوى الذي تبثه القناة، دون إغفال الدور الخليجي والسعودي تحديداً في الدفع نحو هذه الخطوة لما للمحطة وحزب الله من خلفها من دور في التحريض ضد #السعودية ، وما للسعودية من نفوذ على عربسات.

يذكر في هذا السياق أن محطة بث عربسات كانت قد نُقِلت قبلاً من لبنان إلى الأردن نتيجة للصراع الحاصل على المحتوى التي تبثه محطات كالميادين، والذي يمثل السياسة الإيرانية ويهاجم الدول الخليجية دون قدرة الدولة اللبنانية المنقسمة، والتي ينعم فيها حزب الله بدور كبير على إتخاذ إجراءات بحق الميادين أو غيرها بهذا الخصوص.

إحدى أهم المحطات في مسيرة إذاعة النور وتلفزيون المنار كانت خلال حرب تموز حيث نفذت كل وسيلة إعلامية بدورها بثاً مباشراً من ساحة المعركة وتغطية فعالة لوقائع الحرب من وجهة نظر حزب الله، واستطاعت الحفاظ على البث المتواصل حتى بعد قيام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف مباني تضم مكاتب واستديوهات إذاعة النور وتلفزيون المنار في حارة حريك ضمن ضاحية بيروت الجنوبية، إذ توقف البث لدقائق قبل أن يعود من مكان غير معروف، مما يؤكد استعداد الحزب السابق للحظة مماثلة وتوفيره للبديل الجاهز للعمل في أي لحظة.

مما يلاحظ في سياق تحليل أداء وسائل حزب الله الإعلامية أن نسبة متابعة الجمهور لها تبدو متدنية لا تصل حتى إلى 8%، أي أقل حتى من نصف الجمهور المفترض للحزب في لبنان، ولكن هذه الأمر يمكن تفسيره بسهولة برده إلى عدة عوامل: أولها أن المضمون الذي يقدم في هذه الوسائل ليس ترفيهياً أو مناسباً لمعايير اليوم إذ تتفوق أغلب المحطات اللبنانية الأخرى على محطات حزب الله. وثانيها أن وفرة المحطات الفضائية الأكثر احترافاً من ضمن نفس الخط السياسي تجعل المتابع الموالي للحزب يتحول عن المنار والنور لغيرها كالعالم والميادين… وثالث العوامل هي معرفة المتابعين بمن فيهم الموالون لحزب الله أن المحطة مسيسة وموجهة وبالتالي أن أخبارها وتحليلاتها ليست دائماً دقيقة وموضوعية، مما يجعلهم يتابعون محطاتٍ أخرى ليصلوا إلى المعلومة الدقيقة التي يريدون.

وفي السياق نفسه، يمكن لمن يبحر في تفاصيل محتوى موقع العهد وإذاعة النور وتلفزيون المنار أن يكتشف عالماً مختلفاً لا يعرفه أغلب اللبنانيون، بل أن جزءاً كبيراً منهم لا يتصور أنه موجود أصلاً، حيث الشعارات الدينية السياسية المرتبطة بولاية الفقيه والنظام الإيراني وثورته الإسلامية، وثقافة المقاومة وترويج الاستشهاد في وجه “العدو الإسرائيلي والخطر الجهادي التكفيري في سوريا”، والإعداد للجهاد وللإنخراط في النمط المقاوم لحزب الله حتى للأطفال من خلال برامج خاصة موجهة لهم، تخاطب حواسهم وعقولهم في عملية غسل مبكر للدماغ، قد تجعل من الممكن فهم ما نراه من أداء لعناصر حزب الله وخطابهم، سواء في لبنان ضد خصومهم السياسيين أو في سوريا ضد الشعب السوري وثورته.

تقرير: رجا أمين – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة