رصد (الحل) – تواجه دول أوربية عدّة مشكلة كبيرة في عودة مواطنيها الجهاديين الذين انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) في سوريا والعراق، وخصوصاً الأطفال، مع إعلان السقوط الوشيك للتنظيم في آخر نقطة يسيطر عليها بريف #دير_الزور_الشرقي وهي مخيم #الباغوز.

ونشر التلفزيون الألماني “DW” تقريراً ذكر فيه أن «ما لا يقل عن 1050 من الجهاديين الألمان سافروا إلى سوريا والعراق منذ عام 2013، فيما تقدر نسبة العائدين منهم بنحو الثلث، يتواجد حالياً في كل من سوريا والعراق حوالي 270 امرأة وطفلاً يحملون الجنسية الألمانية غالبيتهن لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين بالنسبة للنساء، وأما غالبية الأطفال لم  تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات».

وأوضح نبيل يعقوب، الناشط في المجتمع المدني وخبير شؤون الهجرة والتطرف في #ألمانيا،  في حوار مع “DW” عربية أن «أطفال الجهاديين، كما جميع الأطفال في العالم، لا يتحملون مسؤولية أفعال أبائهم وأمهاتهم، والواجب يقضي بحمايتهم برسم سياسة اجتماعية تضمن لهم الرعاية والاندماج، فقد يكونوا عرضة لاضطرابات نفسية بسبب ما عاشوه في مناطق الحروب».

وأضاف أنه «لابد من الاهتمام بإدماج هؤلاء الأطفال وآبائهم وأمهاتهم الذين قد يكونوا شاركوا في أعمال عنف غير إنسانية. عملية الإدماج يجب أن تتم بصبر ولكن أيضاً بحزم».

وعن معضلة أطفال الجهاديين الألمان؟

دعا #هربرت_رويل، وزير داخلية ولاية شمال الراين وستفاليا، لتقديم دعم ورعاية خاصة بمجرد عودتهم إلى ألمانيا. وأوضح الوزير في تصريح لمجموعة «فونكة» الإعلامية الخميس، 21 شباط/فبراير 2019 بالقول: «حينما يعود الأطفال الذين تطرفوا، فإن ذلك يضع الساسة في بلادنا أمام تحديات كبيرة». ويذكر أن لهربرت رويل تجربة غنية اكتسبها بتدبيره لبرامج إعادة إدماج الجهاديين السابقين.

من جانبها نشرت صحيفة «برلينر مورغنبوست» مقالاً تحليلياً في عددها الصادر قبل أمس، تناولت فيه معضلة ما سماها «الأطفال القنبلة» وروت فيه قصة «ياسمين آو» من مدينة #هامبورغ، التي اختارت طريق الجهاد بعدما التحقت بشريك حياتها الجديد آنذاك في سوريا، برفقة ابنها جبريل (تسع سنوات) الذي أجبر على قضاء أربع سنوات تحت إمرة تنظيم «داعش» أربع سنوات من غسل الدماغ من قبل «دولة الخلافة» بعنفها وبطشها الأيديولوجي. وبعدما اندثر الوهم والسراب وفشل المشروع الإرهابي، عادوا من جديد إلى ألمانيا واضعين المجتمع في حيرة وأمام تحديات غير مسبوقة، وفق التقرير.

وطالبت منظمات حقوقية ومنها منظمة «أنقذوا الأطفال» البريطانية،  بحماية الأطفال الفارين من مناطق سيطرة التنظيم الأخيرة، وأشارت إلى إن أكثر من 2500 طفل أجنبي من 30 دولة، يتوزعون حالياً على ثلاثة مخيمات للنازحين في شمال شرق سوريا.

وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» قبل أمس، نقلاً عن المنظمة البريطانية ذاتها، مطالبتها المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن الأطفال، موضحة أن «نصف هؤلاء الأطفال فروا منذ مطلع العام الجاري من آخر معاقل تنظيم (داعش) الإرهابي في شرق سوريا».

وفي تقريراً لصحيفة «واشنطن بوست» تحت عنوان «آباؤهم انضموا إلى تنظيم الدولة ونشأوا في الخلافة فهل يمكنهم العودة إلى الوطن؟». لفت التقرير إلى أن «حكومات فرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول الأوروبية، التي انجذب أعداد كبيرة من أبنائها نحو تنظيم الدولة، عندما توسعت مناطقه في العراق وسوريا، تواجه امتحانا فيما يتعلق بالمقاتلين الذين أسروا في المعارك الأخيرة، وكذلك أبناؤهم وزوجاتهم»، مشيراً إلى أن «معظم الدول تناقش موضوع الأطفال الصغار، الذين لا تتجاوز أعمارهم السادسة وحجم المسؤولية عنهم، وتناقش المحاكم فيما إن كان حق الجنسية يمتد للأطفال في حال عاد الأب أو الأم إلى أوطانهم».

وينقل التقرير عن وزير العدل البلجيكي كوين غينز أيضاً، قوله في رد على تغريدات ترامب، إن «بلاده على اتصال مع فرنسا وبريطانيا وهولندا؛ لمناقشة تداعيات عودة المقاتلين من سوريا».

تتقاعس الدول الأوروبية حتى تاريخه، في إجراءات عودة مواطنيها المنضمين لتنظيم «داعش» على الرغم من مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية من الجميع التحرّك، وإيجاد حل لهذه المشكلة، ومهما تم اعتبار أطفال المتشددين «ضحايا» آبائهم، لكنهم في الوقت ذاته مصدر تهديد، لأنهم عاشوا تفاصيل حياة قادة التنظيم الإرهابي بكل تفاصيلها من بطش وعنف وتنكيل، مما يعني أن إعادة دمجهم في المجتمعات الأوروبية ستكون في غاية الصعوبة، ومع ذلك من حق الإدارة الذاتية التخلص منهم وإرسالهم إلى بلدانهم.

 

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: معتصم الطويل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.