(الحل) – نشرت شبكات ومواقع إخبارية عدّة، صوراً للقيادي البارز في تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) المدعو (أبو دجانة الزر) الذي قالت إنه قتل مؤخراً في بلدة #الباغوز شرق #دير_الزور، في وقت ما يزال يتحصّن العشرات من عناصر التنظيم في مساحة صغيرة لا تتجاوز 500 متراً في داخل المخيم.

وتضاربت الأنباء حول كيفية مقتله بين تعرضه لغارة من طيران التحالف؛ أو أنه قُتل برصاصة  قناص من قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) التي تحاصر المخيم.

من هو أبو دجانة الزر

يقول محمد السالم (اسم حركي لعنصر منشق عن التنظيم في وقت سابق) لموقع «الحل» إن  «أحمد محمد عبيد الدهام هو الاسم الحقيقي لأبو دجانة الزر وهو من مواليد 1987، وينحدر من قرية #الزر (ريف ديرالزور الشرقي #خط_الجزيرة) شغل مناصب عدّة خلال انضمامه للتنظيم، ومنها  (الأمير العسكري) لما يسمى «ولاية الخير» (ديرالزور) وقائداً عسكرياً عاماً لجميع جبهات المنطقة الشرقية، وكذلك (أميراً للقاطع الشمالي بولاية الفرات)، وبعض المناصب الخاصة الأخرى في التنظيم»، مشيراً إلى أنه «من المساهمين الأوائل في دخول التنظيم إلى المحافظة  في وقت سابق، حيث أوى في منزله العديد من المهاجرين الأجانب في 2013».

ولفت المصدر إلى أن «في أغسطس 2015 قام التنظيم بتكليف الزر ليستلم منصب (أبو سياف التونسي) الذي قتله #التحالف_الدولي،  واعتقل زوجته بإنزال على حقل #العمر_النفطي، حيث شغل  التونسي منصب المسؤول العام عن الموارد المالية في التنظيم».

ووفقاً لتقارير أمريكية سابقة، فأن المدعو  “أبو سياف” هو الاسم الحركي لمواطن تونسي يدعى “طارق بن الطاهر الحرزي” سبق وأن صنفته القوات الأميركية ضمن قائمة المطلوبين دولياً، ووضعت جائزة مالية كبيرة لأي شخص يدلي بمعلومات تفيد بإلقاء القبض عليه، وفي 15 أيار 2015 نفذت قوات المارينز الأمريكية عملية إنزال، استهدفت المدينة السكينة في حقل العمر النفطي، تم خلالها مقتل أبو سياف، وعدد من عناصر التنظيم واقتيدت أم سياف زوجته «نسرين أسعد إبراهيم” أسيرة لدى القوات الأمريكية التي قامت الأخيرة بتسليمها لحكومة كردستان #العراق بعد انتهاء التحقيق معها آنذاك».

 

أكثر وجوه التنظيم دموية

وأشار السالم إلى أن «أبو دجانة  الزر أكثر وجوه التنظيم دموية، حيث كان المسؤول عن أول عملية قطع رؤوس في مدينة #ديرالزور في آواخر 2015 حيث قام بتنفيذها على ضابطين من النظام تم أسرهم آنذاك  بداخل المدينة، حيث قام بقطع رأسيهما، أمام جميع الأهالي المتواجدين، كما قام بإعطاء الساطور لأحد الأطفال، وطلب منه طعن الجثث  انتقاماً لذويه الذين قتلهم طيران النظام» وفق قوله.

وأشار المصدر أيضاً إلى أن «الزر قام بتكفير جميع الفصائل المعارضة للتنظيم في عموم المنطقة، وطالب بقتالهم وقتلهم في بداية مبايعته للتنظيم في أواخر 2013، وكان يتباهى بين أقرانه من العناصر الآخرين أيضاً، بأنه بايع أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي (وفق وصفه)، باليد، وذلك عند تواجد الأخير في ريف #حلب الشمالي آنذاك».

الهوس في قطع الرؤوس

يبدو أن «الزر» كان مهووساً في قطع رؤوس ممن يحاولوا الوقوف في وجه التنظيم، فقد أشرف على إعدام عشرات المدنيين والعناصر بحجة مقاتلة التنظيم بعد أن فرض الأخير سيطرته على عموم المنطقة.

وكشف حسام العلاوي (من ريف ديرالزور الشرقي) لموقع «الحل» عن قيام «الزر بالإشراف على إعدام أربعة من أقربائه لم تتجاوز أعمارهم 16 عاماً، بتهمة قتال التنظيم في #مركدة، حيث تم إعدامهم بفصل رؤوسهم عن أجسادهم على مرأى من عوائلهم في المنطقة، وتم تعليق جثثهم على سور الحديقة العامة في مدينة #الميادين آنذاك، وحذر أبو دجانة  ذوي القتلة من الاقتراب من الجثث أو محاولتهم إنزالها تحت طائلة العقاب والمسؤولية التي قد تصل إلى عقوبة الإعدام أيضاً».

 

إعدام ابن عمي

يقول خالد العيسى (من سكان مدينة ديرالزور) في حديث لموقع «الحل»: «لقد قتل الزر ابن عمي الشاب أمام عيني وأهله، في حي #العمال، بعد أسابيع من اعتقاله وتعذيبه بأبشع الطرق، في سجون التنظيم بالمدينة آنذاك، بتهمة التواصل مع قوات النظام، إذ كانت تهمته باطلة، ولم تكن هنالك أدلة تثبت ذلك، فحجتهم أنه منشق عن جيش النظام ومنظم لإحدى كتائب المعارضة المسلحة في المدينة آنذاك».

وأضاف، «شن الزر، مع عناصره، عملية دهم وتفتيش بحثاً عن المنتسبين السابقين لفصائل المعارضة المسلحة حتى الذين لم يشاركوا بالقتال ضد التنظيم، لأنه كان يكن الكره والحقد عليهم، ومن بينهم أبن عمي، الذي لم يتمكّن من الهرب، ولم يجد مكاناً ليختبئ فيه سوى فوق سطح المنزل تحت خزانات المياه، لكنه كشف واعتقله الدواعش» وفق تعبيره.

وتابع العيسى، بعد أسابيع، نفذ الزر، عملية الإعدام بابن عمي أمامنا وأمام جمع من الناس، بقطع رأسه، ثم قام بتعليقه على  أحد أعمدة الكهرباء في الحي وهدد بإعدام من يقم بإنزاله حتى انتهاء ثلاثة أيام، من بعدها أنزلت جثته من قبل ذويه.

وذكر العيسى، أن مقتل ابن عمي، كان له أثر كبير على نفوس جميع أهالي الحي، لأنه من الأشخاص الطيبين، ولصغر سنه فهو من مواليد 1996، ومتزوج لديه طفلة بعمر ثلاثة أشهر فقط عند إعدامه.

واختتم الشاب، «كان ابن عمي فقير الحال جداً، وانضم لفترة قصيرة لإحدى الكتائب في المدينة، ولم يشارك في أي قتال وسبب انضمامه هو الحالة المادية السيئة وعدم توفر فرص للعمل آنذاك في المدينة، فهو معيل لعائلته (أهله) ولزوجته وطفلته الرضيعة».

وتعتقل قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) بين الحين والآخر، قادة وعناصر من التنظيم، من الذين تسللوا بين العائلات الخارجة من مخيم الباغوز، والهاربين الذين اختبأوا في بعض القرى المجاورة لآخر نقاط سيطرتهم في خط الجزيرة، في الوقت الذي يرفض من بقي من قياداته الأجانب بداخل المخيم ذاته، الاستسلام لـ«قسد» ومواصلة القتال، الذي لم يعد يجدي نفعاً لهم.

 

إعداد: حمزة فراتي – تحرير معتصم الطويل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.