وكالات (الحل) – نشرت شبكة راديو وتلفزيون لوكسمبورغ “RTL” تقريراً تناول حال الإيزيديات اللواتي تم استعبادهنّ جنسياً في ظل حكم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). فقد تم تحرير العديد من المدنيين هذا الأسبوع من نير حكم تنظيم «داعش» في سوريا. ومن بين هؤلاء، كان هناك العديد من الفتيات الإيزيديات اللواتي تم بيعهن للجهاديين كعبيد للجنس. وقد أعطت البعض منهن شهادات مؤثرة بهذا الخصوص لـ RTL.

ففي هذا الأسبوع تم إخلاء ثالث دفعة من منطقة الباغوز، آخر معاقل تنظيم «داعش» في سوريا. إذ تم إحصاء أربعين شاحنة محمّلة بالرجال والنساء والأطفال وهي تغادر قرية الباغوز الواقعة شرق سوريا نحو نقاط التفتيش ليتم بعدها نقل هؤلاء الناس إلى أحد المخيمات.

ومن بين الناجيات اللواتي يرتدين النقاب الكامل، كان هناك الكثير من الإيزيديات اللواتي كنّ مستعبدات من قبل الجهاديين منذ سنوات عدّة. وفي لقاءٍ مع “RTL” تروي إحداهنّ واسمها عفرين (تم تغيير الاسم) قصة حياتها خلال خمس سنوات من الجحيم. فقد تم اختطافها وبيعها ومن ثم اغتصابها لتصبح بعد ذلك عبدةً تُباع وتُشترى. وبذلك عاشت عفرين سنوات من الذل والهوان في الموصل والرقة قبل أن يتم نقلها إلى الباغوز.

وتسترسل «عفرين» لتقول بحزن: “في الشارع، الناس كلهم كانوا يعرفون أننا عبيد. وقد يتم بيعك مرات عدّة في اليوم الواحد من قبل جهاديين مختلفين. فقد كان يتم بيعنا لأي سبب وبأي ثمن. وأحياناً كانوا يشتروننا بعشرة دولارات، ومن ثم يصطحبوننا إلى صالون التجميل كي يزينوننا ليبيعونا بعدها بثمنٍ أغلى”. وعن معاملة النساء الجهاديات لهنّ، تؤكد هذه الشابة بأنهنّ “كنّ الأسوأ” في المعاملة والعنف ضدّ المستعبدات.

وإلى جانب «عفرين» جلست فتاة في العاشرة من عمرها واسمها عديّة (تم تغيير الاسم) تبدو على وجهها الكدمات بشكلٍ واضح، وقد أبدت رغبتها بالحديث. وعند سؤالها عمّا شهدته، تروي هذه الطفلة معاناتها، فتقول: “كنت عبدةً أيضاً”. وتضيف: “كنت أنظف المنزل والمطبخ والحمامات، كما كنت أغسل الصحون. لقد عاملوني بشكلٍ سيءٍ جداً، فكنت أقضي بعض الأيام دون أكل وكنت أذهب إلى النوم ومعدتي فارغة. وعندما كنت أمرض لم يكونوا يهتموا لأمري ولم يحاولوا مساعدتي. فحياتي وموتي عندهم سواء”.

وعديّة اليوم، لم تعد تعلم كم عمرها! لقد فقدت معنى الوقت، لكنها فقدت أيضاً كل براءتها وطفولتها. وفي انتظار أن تجد والديها في العراق، ليس أمام هذه الطفلة سوى التسلية بالنظر إلى الرسوم المتحركة على هاتفٍ في يدها.

تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.