خروقات وضحايا… هل فشلت تركيا في تنفيذ وعودها بضمان التهدئة في إدلب؟

خروقات وضحايا… هل فشلت تركيا في تنفيذ وعودها بضمان التهدئة في إدلب؟

إدلب (الحل) – ما تزال محافظة #إدلب بأريافها الأربعة تعيش تحت وطأة الخروقات لاتفاقيات التهدئة، التي بقيت حبراً على ورق في #سوتشي وأستانا، حيث تتعرض المحافظة لخروقات يوميّة زادت حدّتها في الأيام العشرة الأخيرة، وتسببت في وقوع عشرات الضحايا وتوقف عجلة العديد من المرافق الحيويّة عن الدوران.

احتجاج شعبي على الدور التركي
“الضامن بحاجة لمن يضمنه” تحت هذا الشعار عبّر أهالي محافظة إدلب عن سخطهم من فشل الدول الضامنة وعلى رأسها #تركيا، بضمان سير اتفاقيات التهدئة في الشمال السوري، حيث خرج العشرات يوم الأحد الماضي بمظاهرة جابت شوارع مدينة إدلب، منددين بالدور التركي إزاء الأوضاع التي تشهدها مدن وبلدات الشمال السوري.

كما نظم ناشطون اعتصاماً مفتوحاً في معبر باب الهوى، لمطالبة الحكومة التركية بالضغط على الجانب الروسي، لوقف هجمات النظام على محافظة إدلب، والالتزام بالاتفاقيات المبرمة التي من شأنها ضمان استقرار المنطقة ووقف الأعمال القتالية والقصف.

“أحمد أبو الخير” أحد المشاركين في اعتصام معبر باب الهوى أكد لموقع «الحل» أن الاعتصام بدأ عصر الخميس، وهو اعتصام مفتوح، لمطالبة تركيا بأخذ دورها كضامن لاتفاقيات التهدئة في الشمال السوري، والضغط على الجانب الروسي لوقف القصف على إدلب.

وأضاف أبو الخير “منذ الإعلان عن اتفاقية نزع السلاح في إدلب والمحافظة تتعرض للقصف، لم نسمع من تركيا سوى التصريحات، نقاط المراقبة تشاهد الخروقات اليوميّة من قوّات النظام دون أي ردّة فعل، الأهالي في إدلب سئموا من التصريحات السياسية والمتاجرة بدمائهم”.

خروقات متصاعدة جنوب إدلب
خروقات النظام تصاعدت وتيرتها خلال الأسبوع الماضي، إذ ركّزت قوّاته قصفها على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، فتعرض مناطق معرّة النعمان وخان شيخون والعديد من القرى المحيطة لقصف مدفعي وصاروخي مكثف خلال الأيام الماضية.

ووثقت فرق الدفاع المدني سقوط نحو ٣٠ مدنيّاً بفعل الخروقات الأخيرة، فيما دفع هذا التصعيد مديرية التربية والتعليم في إدلب، لتعليق الدوام في المدارس والمجمعات التربوية بريف إدلب الجنوبي.

عقدة التفاهمات الدولية
ما يحدث في إدلب لم يعد مرتبطا فقط بالرقعة الجغرافية الخاصة بالمحافظة، حيث أصبحت المنطقة أرض لتصفية الحسابات الدوليّة والدفع بملفات أخرى لمصلحة بعض الدول، ذلك بحسب رأي المحلل السياسي أحمد عوض.

ويقول عوض خلال حديثه لموقع «الحل»: “بالتأكيد النظام لا يقصف إدلب دون علم الجانب الروسي، أستطيع القول إن روسيا تدفع باتجاه قصف إدلب، للضغط على تركيا في ملفات عدّة أبرزها، ملف شرق الفرات، الذي تريد روسيا أن تكون لها حصّة فيه”.

ويؤكد عوض أن المعطيات الميدانيّة تشير إلى رغبة روسيّة شبه علنيّة باستعادة النظام سيطرته على منطقة إدلب، فيما تدفع أنقرة باتجاه إقامة المنطقة الآمنة لتأمين حدودها الجنوبيّة المقابلة للمحافظة، ويقول “الأمور معقدة جداً، والخلافات الدوليّة تنعكس على الأهالي في المحافظة، الذين يدفعون دمائهم لحل تلك التعقيدات، تركيا لم تستطع أن تف بوعودها وتحقق الأمن لأهالي إدلب كما وعدت خلال تصريحاتها”.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيسيان التركي والروسي أعلنا، في أيلول الماضي خلال مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر سوتشي، عن آخر اتفاقية للتهدئة في الشمال السوري، وذلك تحت عنوان “نزع السلاح” في محافظة إدلب، إلا أن الخروقات بدأت بعد ساعات من توقيع الاتفاقية، من قوّات النظام من جهة، ومن هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» سابقاً، التي رفضت الاتفاقية من جهة أخرى.

إعداد: فتحي سليمان – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة