تقارير (الحل) – سعى أهالي الغوطة الشرقية بعد تهجيرهم ليكون لهم بصمة أينما حلوا، فنقلوا معهم حرفهم وأعمالهم إلى الشمال السوري.

أبو محمد الخطيب، من مدينة #زملكا في الغوطة الشرقية، افتتح محلاً لبيع الفول والحمص في مدينة عفرين، وقال لموقع الحل “أخرج كل صباح أنا وأبنائي متّجهاً إلى مكان عملي الجديد، فهذه المهنة ورثتها عن والدي، وسأورثها لأولادي، ويكفي أنها تعيل أسرتي حتى لا نكون عالة على أحد”.

وأضاف الخطيب “استطعت خلال فترة قصيرة كسب الزبائن، والتأقلم والتعايش مع الواقع الجديد الذي فرضته ظروف التهجير”.

وأوضح الخطيب “الشعب السوري بطبيعته يحب العمل للحصول على لقمة عيشه بعرق جبينه، وأكثر ما يسعدني إقبال العديد من سكان #عفرين وقراها على المحل، وتناول الفطور الشامي”.

الحلويات الشامية
تتنوع الحلويات في سوريا، ولكل منطقة حلويات خاصة تشتهر بها، وهذا ما دفع أبو أنس حمزة لافتتاح محل للحلويات الدمشقية في إدلب، وقال لموقع الحل، إن “صناعة الحلويات فن، ومع غلاء السكر خلال سنوات الحصار في الغوطة لم أتمكن من ممارسة عملي والتفنن به كما أريد، لكن عندما وصلت إلى الشمال قررت فوراً أن أستأجر محلاً وأفتحه لبيع الحلويات الشامية، ودمجها مع الحلويات الإدلبية”.

وأردف حمزة “افتتحت المحل منذ حوالي خمسة شهور، وله شهرة واسعة، فيتردد عليه سكان #إدلب والغوطة، وحتى المهجرين من مناطق أخرى مثل مضايا وحمص، لذا وجدت أنه من الضروري أن أتفنن بصناعة الحلويات، لتعجب جميع الأذواق، فأهل إدلب مثلاً يفضلون القرفة، بينما لا يفضلها الكثير من أهل الغوطة، وفي الوقت ذاته يفضل البعض الحلويات المليئة بالقطر، بينما يرغب الآخرين بالحلويات خفيفة القطر والسكر”.

ولفت حمزة إلى أن “الوضع المادي سيء بالنسبة للكثير من العائلات، وهذا ما دفعني للبيع بمربح بسيط جداً مقابل كسب العديد من الزبائن، ولدي حلويات غالية ورخيصة، كلها حسب الطلب”.

من جهته قرر أحمد السالم من مدينة حمورية افتتاح محل لبيع الألبان والأجبان والبوظة بمختلف أنواعها وأشكالها في مدينة عفرين بريف حلب، وبيّن لموقع الحل أن “سكان الغوطة غير معتادين على اللبن الشايط الذي يباع في الشمال السوري، مما اضطرهم لتصفية اللبن في منازلهم، لذا قررت التخفيف من معاناتهم وافتتحت محلاً لبيع اللبن الطبيعي وليس الشايط”، مضيفاً “ورثت المهنة عن أجدادي ومستمر بها وسأعلمها لأولادي، كما سأعلمها لأشخاص من ريف حلب وسأتعلم طرقهم، فهناك اختلافات بسيطة بيننا يجب علينا تعلمها كوننا نعيش في منطقة واحدة”.

وأسس التجار المهجرون قسراً إلى الشمال السوري العديد من المجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي، مثل مجموعة «محلات ومنتجات غوطانية في الشمال» على تطبيق التلغرام، وتضم المجموعة نحو 700 عضو، وفي وصف المجموعة كُتب «مجموعة تهتم بنشر كل ما يتعلق من محلات منتجات مشاريع تجارات أهل الغوطة المهجَّرين في الشمال السوري.. الغوطة كالجسد الواحد.. عائدون بإذن الله».

ويقدر عدد سكان الغوطة الشرقية المهجرون قسراً إلى الشمال السوري حوالي 67 ألفاً، بحسب مجلس محافظة ريف دمشق التابع للحكومة المؤقتة.

إعداد: ورد مارديني – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة