حمص (الحل) – لا يكف النظام السوري عن محاولات الترويج لصيغة المصالحات كحلٍ مثالي لإدارة المناطق التي كانت قد خرجت عن سيطرته، داعماً محاولات الترويج بوعود الاستقرار الأمني وإعادة حالة الأمان إلى هذه المناطق وبنفوذ شخصياتٍ من وجهاء هذه المناطق أحياناً.

ولكن هشاشة هذه الوعود سرعان ما تتبدى لدى أول اختبارٍ لها، ومنطقة المصالحات في ريف #حمص الشمالي هي أحد الأمثلة، إذ تشهد المنطقة حالات اعتقالات وعدم استقرار أمني، على الرغم من سيطرة قوات النظام عليها.

59 طفلاً معتقلاً!

في حادثة تعتبر الأولى من نوعها منذ سيطرة قوات النظام على المنطقة، اعتقلت الأخيرة أكثر من 50 طفلاً من مدارسهم ومنازل أهاليهم في مدينة #الرستن، خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب قصاصات ورقية كُتبت عليها عبارات مناهضة للنظام السوري ومؤيدة لبعض فصائل المعارضة المسلحة، كـ #حركة_أحرار_الشام الإسلامية وغيرها، وذلك بحسب مصادر محلية (فضلت عدم كشف هويتها لضروراتٍ أمنية)، لـ “الحل السوري”.

وأوضحت المصادر أن قوات النظام داهمت بسياراتٍ عسكرية #المدارس بشكلٍ عشوائي واعتقلت #الأطفال لتعود في اليوم التالي وتداهم منازل المدنيين بحثاً عن أطفال، ليصبح مجموع الأطفال المعتقلين حتى اليوم 59 طفلاً مجهولي المصير تتراوح أعمارهم بين الـ 13 و16 عاماً، حيث تم اقتيادهم بدايةً إلى #فرع_الجوية. مما يعيد الأذهان إلى بداية اندلاع الاحتجاجات في #سورية في آذار 2011، عندما انطلقت من #درعا واعتقلت قوات النظام الأطفال حينها بسبب كتابات مناهضة للنظام على الجدران.

انتشرت حالة من الخوف بين أهالي الرستن لعدم معرفتهم مصير أبنائهم، في حين لم يتجرؤوا على الذهاب والسؤال عن الأطفال خوفاً من الاعتقال، ليبقوا حيارى على أبنائهم الذين اعتقلتهم قوات النظام من على مقاعد الدراسة.

وتأتي خطوة اعتقال الأطفال هذه كإضافة إلى الممارسات الاعتيادية لقوات النظام بحق فئاتٍ أخرى من الأهالي مثل حملات اعتقال الشبان والرجال ممن يتجاوز عمرهم الـ 18 عاماً، لسوقهم لـ #خدمة_العلم والاحتياط، كما تعتقل عناصر سابقين بـ #الجيش_الحر، أو ممن كانوا يعملون مع منظمات المجتمع المدني كـ #الدفاع_المدني.

يشار إلى أن قوات النظام أعلنت سيطرتها على كامل ريفي حمص الشمالي و #حماة الجنوبي في أيار العام الماضي، بعد الاتفاق الذي جرى بين #هيئة_التفاوض عن الريفين و #وفد_روسي، وخروج من لا يرغب بـ #التسوية مع النظام باتجاه مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في الشمال. في حين يعاني من بقي تحت سيطرة النظام من ظروف إنسانية ومعيشية صعبة، فضلاً عن خطر الاعتقال والاختطاف، بحسب سكان من المنطقة.

إعداد: هاني خليفة – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.