إذا سيطرت الشبيحة… الجريمة كابوس يومي تعيشه أحياء حلب الشرقية

إذا سيطرت الشبيحة… الجريمة كابوس يومي تعيشه أحياء حلب الشرقية

حلب (الحل) – تعيش مدينة #حلب منذ أشهر، حالة من الفلتان الأمني هي الأسوأ منذ فرض قوّات النظام سيطرتها على كامل أحياء المدينة وإخراج فصائل المعارضة، إلى جانب الآلاف من سكّانها خارج أحيائها الشرقيّة.

فلا يكاد يمر أسبوع دون توثيق ما لا يقل عن أربع جرائم، تتنوع بين الخطف والقتل واغتصاب الأطفال، الأمر الذي روّع أهالي المدينة، لا سيما مع ارتفاع وتيرته خلال الأسابيع القليلة الماضية.

“استطعت توثيق أكثر من ١١ جريمة مروّعة في حلب خلال شباط الماضي” يقول حسن أبو الخل وهو اسم مستعار لناشط حقوقي يعمل في مدينة حلب، ويؤكد بأن المدينة تعيش حالة من الفلتان الأمني هي الأسوأ منذ سنوات، في ظل إطلاق يد #الشبّيحة والميليشيات المتعددة المتمركزة في حلب.

ويضيف «أبو الخل» خلال حديثه لموقع «الحل» أن جرائم الخطف والابتزاز انتشرت بكثرة خلال الشهرين الماضيين ويقول: «في الأسبوع الأول من شباط فُقد طفل في حي صلاح الدين، وعثر عليه بعد أيام مقتولاً في الحي، وأكدت لنا مصادر طبيّة أن الطفل تعرّض لاعتداء جنسي قبل أن يتم قتله ورمي جثته».

ورصد الناشط الحقوقي مع العديد من زملائه تعرّض الأهالي في عدد من أحياء مدينة حلب لعمليّات ابتزاز من قبل الحواجز الأمنيّة المنتشرة في المدينة، إذ وثّق تعرّض عشرات المواطنين في حي الحمدانيّة للابتزاز من الحواجز، ومنع من دخول الحي إلا بعد دفع إتاوة لتلك الحواجز.

كذلك فرضت بعض الميليشيات التي تتبع لمجموعات الشبّيحة في مدينة حلب، إتاوات على معظم المحال التجاريّة والباعة المتجولّين، لا سيما في الأحياء الشرقية من المدينة، والتي تمكن النظام من استعادة سيطرته عليها من قبضة فصائل المعارضة منذ أكثر من عامين.

الانفلات الأمني الذي تعيشه المدينة وتلك الجرائم، تجري في حين تكتفي الجهات الأمنيّة بالمشاهدة، فلا تحرّك ساكناً إزاء التجاوزات التي ترتكبها الميليشيات المختلفة في المدينة، ما أثار غضب الأهالي.

وفي الشهر الماضي، أقدمت مجموعة من لواء «الباقر» التابع لميليشيات «الشبّيحة» في عشيرة “آل برّي”، على قتل ضابط في الشرطة برتبة رائد، وذلك خلال مداهمة أحد المطلوبين من «شبّيحة» “آل برّي” ومحاولة اعتقاله بتهمة اغتصاب طفلة في حي باب النيرب، حيث جرت اشتباكات بين الجانبين قتل على إثرها الضابط دون اعتقال المتّهم باغتصاب الطفلة، ودون أي ردّة فعل من قوّات النظام على مقتل الضابط.

كل جرائم القتل والخطف والاعتداء على الأطفال، يضاف إليها عشرات جرائم السرقة التي تجري في مختلف أحياء المدينة، الاتهامات دائماً ما توجه لمجموعات الشبّيحة الذي يستغلون وجود مئات المنازل في المدينة، الخالية من الشبان ليقتحموها بحجة المداهمة والتفتيش ويسرقون ما يمكن سرقته.

موقع «الحل» رصد تعليقات أهالي مدينة حلب، على أخبار مدينتهم المتعلقة بالحوادث الأمنية، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبّر المئات من أهالي المدينة، عن غضبهم وسخطهم من تلك الأوضاع، كما ندد موالون للنظام بعدم تدخل الجهات الأمنيّة وأفرع الأمن لكبح تسلّط مجموعات الشبّيحة.

وبرأي الناشط السياسي أحمد الكرم (ناشط مهجّر من مدينة حلب)، فإن سبب انتشار الجرائم هو بالتأكيد كثرة الميليشيات المسلّحة في المدينة، ويضيف: «برأيي أيضاً أن سبب الفلتان الأمني، هو الأوضاع الاقتصاديّة المتدهورة للمواطنين في حلب، ذلك ما قد يدفع الكثير إلى اللجوء إلى الجريمة والسرقة للحصول على دخل، معظم من يعيشون في حلب هم تحت خط الفقر، النظام عمد إلى إغلاق عشرات المصانع والمحال التجارية في حلب، بدعوى مخالفة القانون، دون تأمين البدائل لمئات العاطلين عن العمل».

إعداد: فتحي سليمان – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.