«متخاذل ومتهاون»… البغدادي يشعل الخلاف بين عناصره المحاصرين في الباغوز

«متخاذل ومتهاون»… البغدادي يشعل الخلاف بين عناصره المحاصرين في الباغوز

ديرالزور (الحل) – ازدادت حدة الاحتقان مؤخراً بين من تبقى من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) المحاصرين في مخيم #الباعوز بريف #دير_الزور_الشرقي، وخاصة الأجانب منهم، لأن زعيمهم «البغدادي» لم يتواجد معهم في آخر معقل لهم في عموم المنطقة، إذ وانقسم العناصر بين مدافع ومبرر لغيابه، ومشكك ومتهم له بتهاونه وتخاذله بتركهم لمواجهة مصيرهم لوحدهم.

وكشف مصدر من مناطق التنظيم رفض الكشف عن اسمه، لموقع «الحل» عن خلافات عارمة بين العناصر المتبقين، وتطورها لإطلاق نار وسقوط قتلى أيضاً، قائلاً: «إن الخلاف بدأ بمطالبة عناصر أجانب من بعض قادتهم معرفة مكان زعيم التنظيم، وسبب عدم تواجده معهم في هذه اللحظات العصيبة، ليكون الرد باتهامهم بالعمالة للتحالف الدولي».

وأضاف أن «الخلاف تطور إلى إطلاق نار، أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة أحد القادة بجروح بليغة، إذ شهد المخيم حالة توتر شديدة بين العوائل المدنية التي ما تزال محاصرة في المخيم على خلفية هذه المشادات».

ولفت المصدر إلى أن قياديا آخر من الجنسية المغربية، فتح النار على ستة عناصر آخرين، بعد شتمهم لزعيم التنظيم ووصفه بالمهزوم، ما أدى لمقتل ثلاثة منهم، منوهاً إلى أن حملة إعدامات مستمرة نفذت أيضاً بحق عشرات من العناصر، سواء الأجانب أو الأنصار، على خلفية تشكيكهم وتخوينهم لزعيمهم، إذ أن غالبية الإعدامات نفذت سراً كي لا يفضح التنظيم الخلافات القائمة بين قادته وعناصره الذين يمرون في حالة رعب شديد بسبب خسائرهم الفادحة بتقدم قوات سوريا الديمقراطية (#قسد)، التي اقتربت من دحر التنظيم في آخر جيب له في سوريا.

من جانبها كشفت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أيضاً وفق تقريراً لها، أن عناصر التنظيم يشعرون بـ«غضب وخيبة أمل عميقة»، لأن زعيمهم، أبو بكر البغدادي، اختفى في الصحراء بدلًا من المشاركة في المعركة الأخيرة للتنظيم، في بلدة الباغوز بمحافظة دير الزور شمال شرق سوريا.

ووفقاً للتقرير الذي نشرته، فإن مقاتلين من التنظيم سلموا أنفسهم لـ«قسد» أعربوا عن غضبهم من زعيم التنظيم، بينما تقترب القوات المتقدمة من الجزء الأخير من أراضي «داعش» وهي منطقة تبلغ مساحتها نحو نصف ميل مربع (1.295 كم2) في وادي الفرات.

وبحسب الصحيفة، فقد كشفت المقابلات التي أجريت مع عناصر التنظيم، وزعماء محليين ومقاتلين ومسؤولين غربيين (لم تسمهم) عن شعور بـ«خيبة أمل داخلية عميقة» من شخصية «الخليفة المزعوم»، أسفرت عن انشقاقات داخل التنظيم. ونقلت عن محمد علي، وهو كندي من عناصر التنظيم أسرته «قسد» قوله، إنه يختبئ (البغدادي) في مكان ما والناس غاضبون.

من جهته، قال «عمر» الذي اكتفى بذكر اسمه الأول (منشق عن التنظيم بريف ديرالزور) لموقع «الحل» إن الأوضاع التي وصل إليها من تبقى من عناصر التنظيم في مخيم الباغوز، «ستظهر المزيد من الخلافات والانقسامات فيما بينهم»، موضحاً أن «غالبية العناصر الرافضة للاستسلام، تنحدر من دول عدة وأيديولوجيات مختلفة، وتم جمعهم تحت سقف (داعش)».

وتابع أنه «قبيل انتهاء معركة #هجين، تم تصفية أكثر من 25 عنصراً، منهم أمراء عسكريين، بتهمة التشكيك بزعامة البغدادي، ومطالبتهم بزعيم آخر يتواجد معهم على أرض الواقع، وفق قوله.

وانهى حديثه قائلاً: إن «خلايا التنظيم ما تزال تنشط في منطقة البادية (#شامية) ومثلث (حميمة، الميادين، والبوكمال)، وينطلق في هجماته من منطقة تعرف بـ(صحراء الحماد) في وسط البادية، ضد مناطق سيطرة النظام والمليشيات الموالية له في عموم المنطقة».

إعداد: علي الحسين – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.