أصوات من إدلب: لهذا يستسهل الإعلام وصف محافظتنا بـ«الحاضنة للإرهاب»

أصوات من إدلب: لهذا يستسهل الإعلام وصف محافظتنا بـ«الحاضنة للإرهاب»

إدلب (الحل) – تذهب رهام وحّود (اسم مستعار لطالبة جامعيّة في إدلب) في كل صباح إلى جامعتها في أحد فروع «جامعة إدلب» مرتدية ملابس غير التي اعتادت ارتدائها قبل سنوات، وتدخل إلى كليّتها بعد تعرضها للتفتيش للتأكد من أنها لا تضع أيّ نوع من أنواع الزينة أو «الميك أب».

عمدت إدارة جامعة إدلب خلال الفترة الأخيرة إلى فرض قيود على طالبات وموظفات الجامعة، وذلك في إطار المضايقات التي تمارسها «حكومة الإنقاذ» على أهالي محافظة إدلب، إضافة إلى فرض سيطرتها على المؤسسات الخدميّة والمرافق الحيويّة كافة، ضاربة بقبضة هيئة تحرير الشام العسكريّة، بعد سيطرة الأخيرة على كامل المحافظة.

ومنذ تمدد «حكومة الإنقاذ» في الشمال السوري، أصبحت محافظة إدلب تصوّر في كثير من المناسبات على أنها المنطقة «الحاضنة للإرهاب»، وفق الصورة المتناقلة عبر وسائل الإعلام، لا سيما مع سيطرة التنظيمات الإرهابيّة على المنطقة ونقصد هنا هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقاً»، وسعي تلك التنظيمات إلى إنهاء وجود الفصائل العسكريّة «المعتدلة» والمؤسسات المدنيّة.

بيد أن أهالي محافظة إدلب، بدأوا بالتذمّر من تحكّم هيئة تحرير الشام في مفاصل الحياة في المنطقة، ويرى الناشط الميداني «سامر أبو النور» أن من تظاهر ضد تمدد تحرير الشام في معرة النعمان وغيرها من المناطق وحمل السلاح بوجه مجموعات الهيئة لا يمكن أن يكون حاضنة شعبيّة لهم.

ويضيف «أبو النور» خلال حديثه لموقع «الحل» أنه من الإجحاف القول إن هيئة تحرير الشام ما تزال تمتلك حاضنة شعبيّة في إدلب ويقول «حكومة الإنقاذ لا تستطيع تنفيذ قرار لها، إلا بالاستعانة بسطوة الهيئة العسكريّة، هذا دليل على أن الأهالي غير متقبلين لحكم الهيئة لهم».

ويرى الناشط «أبو النور» أن سيطرة الهيئة على المنابر الإعلاميّة في إدلب، إضافة إلى تضييقها على عمل الصحفيين والوسائل الإعلاميّة، «ساهم بنقل صورة مغايرة عن الواقع لطريقة تعايش أهالي إدلب مع حكم هيئة تحرير الشام وحكومتها»، مضيفاً أن ما يحصل عكس ذلك تماماً؛ لا بل وينفيه أيضاً، لأن الهيئة «تعتمد طريقة فرض القرارات والتدخل الدائم بحياة الناس، كما وضعت نفسها كأحد أسباب تعرّض المناطق السكنيّة للقصف، بعد رفضها لاتفاقيات التهدئة وتعمّد خرقها في المنطقة».

إلا أن رفض أهالي محافظة إدلب، لا يتعدى التذمّر والتعبير عن عدم الرضى، فالواقع يوضح أنه وما إن فرضت هيئة تحرير الشام على مناطق الشمال السوري، حتى بدأت الحركات والمظاهرات المناهضة للهيئة بالتراجع، وبدا المشهد يظهر بأن الأهالي بدأوا بالتعايش مع الواقع المفروض.

وعن ذلك يقول الصحفي والكاتب محمود ذكور إن: «أهالي محافظة إدلب لا يريدون الذهاب بمدينتهم نحو المجهول، فكثير من أهالي المدينة يفكرون بأن بديل هيئة تحرير الشام قد تكون قوّات النظام والميليشيات الإيرانيّة، ذلك ما يضعهم أمام خيارين لا يريدون اختيار أحدهما».

ويدعم «ذكور» رأيه بالإشارة إلى الوضع في مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي فيقول: «البديل التركي ليس بالأفضل، هنالك في مناطق (درع الفرات)، نشاهد الهيمنة التركية الواسعة على المجالس المحلية والهيئات المدنية، وأجهزة الشرطة العسكرية والمدنية، وسعي أنقرة لتوفير الخدمات لا يبرر سلب القرار السوري».

إذن، قلة الخيارات أمام مستقبل محافظة إدلب، هو العنوان الذي يدور حوله قرار الأهالي في إدلب، ذلك ما أكدته أيضاً «رهام» في حديث سابق مع موقع «الحل» بشأن فرض قيود على طالبات الجامعة عندما قالت: «ليست المرة الأولى التي تضيّق بها إدارة الجامعة على الطالبات، جميع الجامعات أصبحت تحت سيطرتهم، ونحن مجبورون على اتباع التعليمات، وإلا سنحرم من إكمال تعليمنا».

إعداد: فتحي سليمان – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.