إيزيدية محررة: اختطفنا «داعش» في سنجار واستعبدنا في العراق وسوريا

إيزيدية محررة: اختطفنا «داعش» في سنجار واستعبدنا في العراق وسوريا

(الحل) – «زيان» شابة عراقية إيزيدية تم تحريرها مع صديقاتها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) في آخر جيب بقي لهم في أقاصي شرق #دير_الزور قبل أيام قليلة من قبل قوات سوريا الديمقراطية (#قسد)، حيث تم نقلهن إلى البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة لأجل عودتهن إلى عوائلهن في #شنكال العراق.
روت «زيان» والتي رفضت نشر اسمها بالكامل، لموقع «الحل» تفاصيل تجربتها المرّة، منذ أن هاجم مسلحو التنظيم المتشدد قريتها في سنجار في صيف 2014. وقالت «زيان» والتي تبلغ من العمر 21عاماً، إن «مسلحي التنظيم حاصروا القرية في الثالث من آب/أغسطس 2014 عندما حاول مئات السكان الهرب باتجاه سفح جبل سنجار، إذ أعدموا الرجال والشبان، فيما وضعوا النساء والأطفال في سيارات نقلتهم إلى قرية أخرى في سنجار خاضعة لسيطرتهم، ثم إلى قضاء البعاج في #نينوى حيث بقوا لساعتين تقريبا، ومن هناك إلى مدينة #الموصل التي سيطر عليها التنظيم في حزيران/يونيو 2014».

نقل وفصل
تابعت زيان حديثها قائلة: «احتجزنا المسلحون في قاعة أعراس كبيرة في مدينة الموصل، وبعد قرابة الأسبوع فصلوا المتقدمات في السن عن الفتيات، كما فصلوا الأطفال فوق سن تسعة أعوام عن أمهاتهم أيضاً، بحجة تعليمهم القرآن وأمور الدين الإسلامي.
وأضافت بأنه تم نقل الفتيات والشابات إلى بناء حكومي كبير في ذات المدينة، «حيث مكثنا فيه قرابة الأربعة أيام، قبل أن يتم فصل الفتيات والشابات دون سنة 20 من العمر عن المتزوجات، والتي تجاوزت أعمارهن 20 و 30 سنة».
أعقبت عمليات الفصل هذه، زيارة «أمير» للتنظيم برفقته عشرات العناصر، إذ «خيرنا بين البقاء في بيوت مقاتلي التنظيم كـ(سبايا) أو اعتناقنا للدين الإسلامي لنصبح حرات يمكننا الزواج؛ أو رفض من يتقدم لنا»، وفق تعبيرها، فما كان أمام غالبية الفتيات إلا الرضوخ، وإعلان اعتناقهنّ «الإسلام».

«مسلمة أم جارية»
بعد ذلك، تتابع «زيان» حديثها عن الواقعة: «كان الأمير يمر علينا مرتين في اليوم الواحد، ويأخذ معه عدداً من الفتيات ما بين 13 و16 عاماً، ويوزعهن على عناصر يأتون برفقته، بدورهم يقومون باصطحابهنّ إلى منازلهم»، مشيرة إلى أن «كل الانتهاكات البشعة والتصرفات الوحشية مورست على غالبية الفتيات اللواتي رفضن اعتناق (الإسلام)».
وجاء اليوم الأسود، الذي يشبه راياتهم السوداء، إذ بعد قرابة 17 يوماً، كان دوري في الاختيار، لمرافقة أحد مسلحي التنظيم، تقول «زيان» والدموع تنهمر من عينيها، وتتابع «إن مسلحاً سوري الجنسية يبلغ من العمر قرابة 45 عاماً اختارني وصديقتي، واصطحبنا معه إلى مدينة #البوكمال في رحلة استمرت يوماً كاملاً».

اغتصاب
لم تستطع «زيان» الخوض في تفاصيل وطبيعة الممارسات التي أرغمت على القيام بها وصديقتها عند وصولهما مدينة البوكمال لبشاعتها، لكنها كشفت «بأنهما أجبرتا على العمل كخادمتين، وأن أبو عبد الرحمن (المسلح الذي اقتادهما) كان يعتدي عليهما يومياً».
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق بأن «عشرات النسوة الإيزيديات اللواتي وقعنّ في قبضة التنظيم في العراق، أرغمن على اعتناق (الإسلام) قبيل بيعهنّ بغرض تزويجهنّ قسراً لعناصر من التنظيم في سوريا».
وأوضح المرصد أيضا أن التنظيم «وزع على عناصره في سوريا، نحو 300 فتاة وسيدة أيزيدية، ممن اختطفنّ في العراق بحجة أنهن سبايا من غنائم الحرب مع الكفار». وأشار إلى «إقدام مقاتلين على بيع مختطفات لعناصر آخرين من (داعش) بمبلغ وصل إلى 1000 دولار أميركي عن كل فتاة».

قتل وانتحار
نوهت «زيان» في حديثها لموقع «الحل» عن حالات الانتحار التي نفذتها بعض الإيزيديات للخلاص من العبودية التي رضخن لها من عناصر «داعش»، وذكرت حادثة انتحار لفتاة إيزيدية تبلغ من العمر 18 عاماً في مدينة #موحسن (شرقي ديرالزور)، إذ استطاعت مغافلة العنصر المغربي، وقتلت نفسها بمسدسه، حيث تم دفنها في قبر منفرد بأطراف المدينة.
فيما أقدمت «شابة أيزيدية أخرى في مدينة #الميادين وتبلغ من العمر 21 عاما على قطع معصمها، عند خروج العنصر من المنزل، حيث وجدها جثة هامدة في داخل الحمام عند عودته».
وأضافت «زيان» أن «شابة أخرى حاولت الانتحار في المدينة ذاتها، بشنق نفسها في داخل المنزل الذي كانت محتجزة بداخله، لكن لم يحالفها الحظ، حيث أوقفها العنصر التونسي قبيل تنفيذها ذلك، ليقوم بمعاقبتها وكسر ذراعها وحرمانها من الطعام والماء ليومين متتالين».

قتلى هنا… وتحرير هناك
لفتت «زيان» إلى أن «غارات للتحالف الدولي قتلت إيزيديات وأطفالهنّ بقصف استهدف مقر للتنظيم في قرية #الشعفة قبيل تحريرها، وكذلك عدد من عناصر التنظيم أيضاً بالضربة ذاتها».
وقال مصدر مقرب من «قسد» رفض الكشف عن اسمه، لموقع «الحل» إن «قوات سوريا الديمقراطية، تمكنت من تحرير عشرات الإيزيديات المحتجزات في مخيم الباغوز خلال الأيام القليلة الماضية، حيث كانت الأخيرة (نادية بركات قاسم)، من أهالي #شنكال، كما تم تحرير 14 طفلاً إيزيدياً آخراً معها».
وقامت «قسد» بنقلهم إلى البيت الإيزيدي بإقليم الجزيرة على أمل تسليمهم إلى إدارة قضاء شنگال لتتم إعادتهم بعدها إلى ذويهم.
من الجدير بالذكر أنه في الثالث من أغسطس/ آب عام 2014 اجتاح تنظيم «داعش» قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له، ونفذ حرب إبادة وجرائم عنيفة بحق المكون الإيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، بعمليات إعدام جماعية ما بين الذبح والرمي بالرصاص ودفنهم في مقابر جماعية ما تزال تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا لعناصره الذين مارسوا عليهن شتى أنواع العنف والتعذيب دون استثناء، حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.

إعداد : علي الحسين – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.