ديرالزور: انكشفت حقيقة المصالحات وبانت نوايا النظام

ديرالزور: انكشفت حقيقة المصالحات وبانت نوايا النظام

ديرالزور (الحل) – بدأت الآثار السلبية لما يسمى “المصالحة الوطنية أو التسوية” مع قوات النظام، تظهر جلية لأبناء محافظة #دير_الزور الذين عادوا مؤخراً إلى مناطقهم الواقعة تحت سيطرته، من خلال حملات التجنيد الإجباري والاحتياط المستمرة، إذ طالت آثارها أيضاً من فضل البقاء منهم في تلك المناطق ولم ينزح عنها فيما مضى.

ويعمل النظام والقوات الرديفة له، على استغلال ظروف النازحين من أبناء المنطقة، لدفعهم للانضمام له أو لصفوف إحدى المليشيات الموالية له، مقابل السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم، وذلك من خلال عقدهم لمصالحة معه.
وتتم المصالحات برعاية وضمانة الجانب الروسي، من خلال إشراف ضباط روس على كافة لجان المصالحة المنتشرة في عموم مناطق سيطرة النظام جنوبي نهر الفرات، وبحضور وجهاء عشائر وشخصيات اجتماعية لها حضورها في أوساط المنطقة؟

السوق إلى الخدمة
وقال ملحم العمير 37 عاماً (من ريف ديرالزور الشرقي) لموقع «الحل»، إن غالبية أبناء الريف الشرقي الذي عادوا إلى مناطقهم خلال الشهرين الماضيين بعد تسوية وضعهم مع النظام، جرى سحبهم من قبل الأخير إما طوعاً أو إكراهاً لأداء الخدمة الإلزامية والاحتياط، بعد فترة وجيزة من إجرائهم المصالحة، حيث تنصل النظام من جميع تعهداته لهم بعدم ملاحقتهم أو اعتقالهم حتى انقضاء فترة الستة أشهر التي منحها لهم بموجب تلك الاتفاقيات.

وأضاف: إن النظام يزج بأصحاب المصالحات في جبهات القتال مع بقايا عناصر التنظيم في منطقة البادية السورية، حيث قضى قسم كبير منهم خلال المعارك مع التنظيم في المنطقة المذكورة وقسم آخر لايزال في عداد المفقودين”، مشيراً إلى فقدان قرابة 18 عنصراً من الدفاع الوطني في بادية #بقرص في مطلع الشهر الفائت”.
ولفت كذلك إلى أن قوات النظام تقوم بحملات دهمٍ وتفتيش مستمرة في غالبية مناطق سيطرتها في الريف (الغربي والشرقي)، بغية اعتقال المزيد من الشبان فيها وسوقهم إلى الخدمة الإلزامية.

نقاط المصالحة
تضمنت معظم “المصالحات” بنداً ينص على خدمة أبناء القرية أو المدينة ضمن منطقتهم بعد إجرائهم المصالحة أو التسوية، ووفقاً لما أشار إليه يوسف الطلق (من سكان الريف الغربي) في حديث لموقع «الحل»، فإن “النظام نكث وعده بالسماح للشبان بتأدية خدمتهم في الحدود الإدارية لمدنهم، وقام بزجهم في جبهات القتال في بادية #السويداء”.

وعن تعداد نقاط المصالحة في عموم المنطقة، أفاد الطلق، بتواجد قرابة 14 نقطة منقسمة إلى “لجان فرعية” تقع على مقربة من المعابر النهرية الواصلة بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) ومناطق سيطرة النظام جنوبي النهر، وأشهرها نقطة المصالحة في بلدة #الصالحية، وأما عن القسم الآخر هو “لجان رئيسية” وتقع بداخل الأحياء المأهولة في المدينة (حي غازي عياش) والمشرف الرئيسي على تلك النقاط عامة هم ضباط روس، وضباط من كافة أفرع مخابرات النظام، إلى جانب الوسطاء المحليين.

عمل لجان المصالحة
يقول عصام الشويخ (من سكان مدينة ديرالزور)، لموقع «الحل»، إن لجان المصالحات، توجه بعض الأسئلة للشخص الماثل أمامها عن التهم الموجهة إليه في حال وجدت، وتطلب منه صورة لهويته الشخصية مرفقة بصورتين شخصيتين أيضاً، حيث يحصل بعدها على ورقة تثبت تسويته، ويتم تنبيهه بعدم السفر لأي مكان، لحين صدور ورقة “كف البحث” عنه والتي تتطلب قرابة عشرة أيام لصدورها، ليحق له التنقل بعد ذلك ضمن مناطق سيطرة النظام” وفق قوله، لافتاً إلى أن “تسوية أوضاع المدنيين تختلف عن تسوية أوضاع عناصر الامن والجيش المنشقين، حيث يتم إعطائهم مهلة تتراوح ما بين (25 – 30 يوماً) لترتيب أوضاعهم قبيل سحبهم لاستكمال خدمتهم سواء في سلك الأمن أو الجيش أو نقلهم لأماكن جديدة”.

عادل 24 عاماً (من سكان مدينة الميادين) وهو منشق عن الجيش منذ العام 2012، قام بإجراء “مصالحة” وتم سوقه لاستكمال خدمته الإلزامية في ريف #السويداء بالرغم أنه كان يخدم في ريف #الحسكة.

بدورهم لم يسلم قادة وعناصر فصائل المعارضة المسلحة ممن قاموا بعمل تسوية مع النظام، حيث تعرضت غالبيتهم للاعتقال بعد فترة وجيزة من المصالحة، بحجة وجود دعاوى قام برفعها مدنيون ضدهم لقيامهم بانتهاكات بحقهم أثناء سيطرتهم على المنطقة في وقت سابق، وفقا للشويخ.

حيث اختتم حديثه، قائلاً إن المصالحات الوطنية أو التسويات هي عبارة عن أوهام يهدف النظام من خلالها للاستفراد في كل منطقة خرجت عن سيطرته لفترة من الزمن، وإجبارها على الخضوع والاستسلام لكافة شروطه ومتطلباته، حسب وصفه.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.