خاص (الحل) – اجتاحت موجة سخرية عارمة مواقع التواصل الاجتماعي إثر نشر صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات، مقالاً بعنوان «دمشق تتصدر قائمة أرخص مدن العالم» بعد اختيار العاصمة السورية، دمشق، كأرخص مدينة للمعيشة هذا العام بفارق قليل عن العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وفقا لما نقلته صحيفة «الوطن» عن تصنيف أجرته صحيفة «أكونوميت أنتيليجينس يونيت».

وانهالت التعليقات المهاجمة والناقدة للخبر، فكتب مازن عبد الله على الخبر وقال: «اذا دمشق ارخص مدينة والمواطن مو قادر يعيش معناها المواطن السوري قديش مانو فقير»، وكتبت ميساء صالح «اغلى بلد بالعالم بالنسبه لرواتبنا…عيب».

أما محمد آدم فقال: «إن لم تستحي فافعل ما شئت.. لازم يكون الخبر أرخص الرواتب بالعالم»، وعشرات التعليقات الغاضبة الأخرى، منها ما قاله المواطنون: «جد أنتم لا تخجلون وكأنكم لم تدخلوا مدرسة ولم تتعلموا شيئا فكيف يقاس سعر المادة دون قياسه بالقوة الشرائية للمواطن»… «بالشام اجار البيت حوالي 600$، ومصروف شهري للبيت600$ ،والرواتب بسورية 100$، بكفي هبل لك عمي».. «رجاء حطو هاد الخبر بصفحة الكوميديا.. أو بالأخطاء والعثرات وحاجة استهبال العالم».

وكان مدير إحصاءات التجارة والأسعار في المكتب المركزي للإحصاء بشار القاسم قال إنه «ووفقاً للدراسة الأخيرة التي أجراها المكتب المركزي للإحصاء، إن متوسط الإنفاق التقديري للأسرة السورية لعام 2018 بلغ 325 ألف ليرة شهرياً».

وجاء التقرير الذي نقلته  صحيفة «الوطن» في سياق مغاير تماما لآخر تقرير نشرته الأمم المتحدة، والذي يتحدث عن وجود أكثر من مليوني طفل سوري خارج المدارس، مؤكدة أن أكثر من 80 في المائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال تقديمه للتقرير الأممي حول أوضاع السوريين بعد ثماني سنوات من الحرب، إن صدور هذا التقرير يأتي للتذكير بأن الأزمة لم تنته بعد بالنسبة لملايين الناس في سورية الذين عايشوا ثمانية أعوام من الحرب المدمرة، مشيرا إلى أنه تم خلال العام الماضي تسجيل نزوح نحو 1.6 مليون شخص في حركة نزوح جماعي من منازلهم في مناطق مختلفة من البلاد.

وذكّر بحاجة أكثر من 11 مليون سوري إلى شكل من أشكال المساعدة، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والمياه والصرف الصحي والنظافة، وحتى في سبل عيشهم، لافتاً إلى تأثر نظام الرعاية الصحية في سورية بشكل كبير من الحرب، إذ تبين أن 46 في المائة من المستشفيات والمرافق الصحية الأولية هي غير فعالة إما جزئياً أو كليا، فيما يقدر عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة الصحية بـ 13.2 مليون شخص.

وأوضح دوجاريك أن منظمة الأمم المتحدة وشركاءها يطلبون أن تواصل الجهات المانحة دعم الاحتياجات الحيوية المنقذة للحياة والموفرة للحماية وسبل العيش لأكثر من 11 مليون شخص.

كما أبرز التقرير الأممي، أن النزوح ما يزال يشكل سمة مميزة للأزمة السورية، إذ يقدر عدد المشردين داخليا بـ 6.2 ملايين شخص، مع الإشارة إلى أن حوالى مليون و400 ألف نازح عادوا إلى ديارهم خلال العام الماضي.

 

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.