لبنان (الحل) – صرح القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أن “الصواريخ التي يتمتلكها #حزب_الله في #لبنان تطال جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة” فما مدى صحة مضمون هذا التصريح، وما هي أبرز الصواريخ التي يمتلكها حزب الله؟

قبل الخوض في تفاصيل الترسانة الصاروخية لحزب الله، لا بد من العودة إلى الحرب الأخيرة بين الحزب وإسرائيل سنة 2006، والتي كانت واحدة من أبرز المحطات التي بنى عليها الحزب شعبيته في الأوساط العربية ما بعد الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان سنة 2000، وهي الشعبية التي ما لبث أن فقدها عقب تدخله في صف النظام السوري بعد قيام الثورة عام 2011.

حرب الـ2006

حرب 2006 التي بدأت إثر اختطاف حزب الله جنديين إسرائيليين طالت 33 يوماً وحاول خلالها حزب الله استعمال كل ما بحوزته من أصناف أسلحة في وجه رد إسرائيلي عنيف ومركز غير متوقع على عملية خطف الجنديين، وتقول المصادر المتوفرة أن مجموع ما أطلقه حزب الله من صواريخ خلال الحرب لم يتجاوز حد 4000 صاروخ، قسم منها استعمل أصلاً داخل الأراضي اللبنانية كصواريخ “خفيفة” أو محمولة على الكتف مضادة للدروع مثل آر بي جي (RPG)، وكورنيت (Kornet)، وقسم آخر كان موجهاً بكثافة إلى داخل الأراضي الفلسطينية والمقصود هنا الكاتيوشا (katyusha)، التي لم يصل بعضها إلى هدفه بل وقع داخل الأراضي اللبنانية لسوء في النوعية والتخزين، الأمر الذي أوقع ضحايا لبنانيين مدنيين بنيران حزب الله دون أن يأخذ الكلام عن هذا الأمر طريقه إلى الإعلام.

الصواريخ الأخرى التي استعملت كانت إما نادرة الاستعمال  بسبب وجهة وطبيعة استعمالها مثل (C 801) المختصة باستهداف القطع البحرية، وهو الذي استعمل في استهداف الفرقاطة الإسرائيلية ساعر خلال الحرب، أو بسبب قلة عددها بيد حزب الله في ذلك الحين وصعوبة إطلاقها في ظروف الحرب التي كانت قائمة مثل صواريخ فجر3 أو رعد1 والتي كان الأحزب يمتلك قرابة 30 منصة إطلاق متحركة لها منتشرة شمال نهر الليطاني.

قيل خلال وعقب الحرب أن الصواريخ النوعية لم يكن من السهل إطلاقها لأنها تحتاج إلى زمن من أجل أن تنصب وتضبط قبيل إطلاقها، ما كان يجعل كشفها سهلاً من قبل طائرات الإستطلاع الإسرائيلية من دون طيار ومن ثم ضربها في أرضها قبل أن تطلق.

انقضت الحرب وعاود حزب الله تعويض مخزونه من الأسلحة والصواريخ، وتطويرها كماً ونوعاً، حتى صارت خلال السنوات القليلة الماضية محط نقاش متكرر من قبل الصحافة الإسرائيلية، وتهديد مقابل من طرف حزب الله ومشغله الإيراني.

مم تتكون ترسانة الحزب الصاروخية اليوم؟

اليوم يعتقد أن حزب الله يمتلك الصواريخ الآتية:

  • كاتيوشا (katyusha): الصاروخ الأضعف فاعلية ولكن الأشهر، قديم المنشأ من الحرب العالمية الثانية، سوفييتي الأصل، يتوفر بعيارين رئيسيين 107 و122 ملم لدى الحزب مشكلاً أغلب ترسانته الصاروخية، ويعتقد أنه مخزن بالآلاف لديه (أكثر من 10000 صاروخ بحسب مصادر غربية). الكاتيوشا الذي صار اسماً عاماً لكل الضواريخ الخفيفة لدى الحزب، مداه بين 4 و40 كلم وبشحنة متفجرة قد تصل إلى 20 كلغ، ضعيف الدقة. يصعب اعتراضه إذ يطير على ارتفاع منخفض، بالإضافة إلى أن اعتراضه من خلال منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية مكلف جداً قياساً بكلفة تضنيعه المتدنية. وتنطبق أغلب هذه المواصفات على صاروخ فجر1 والذي يعد صاروخاً خفيفاً صيني الأصل من عيار 107 ملم.

 

  • فالق: صاروخ أرض-أرض غير موجه إيراني المنشأ، منه فالق 1 بمدى 10 كلم وشحنة متفجرة من 50 كلغ، وفالق 2 ذو المدى نفسه ولكنه بشحنة متفجرة من 120 كلغ، والطرازان يعملان بالوقود الصلب.

 

  • شاهين 1: صاروخ ثقيل غير موجه أرض- أرض من تطوير إيراني، مداه 13 كلم وشحنته المتفجرة كبيرة 190 كلغ.

 

  • فجر: صاروخ أرض- أرض من تطوير إيراني، طراز فجر 3 يبلغ مداه 45 كلم بشحنة متفجرة من 45 كلغ، أما طراز فجر 5 فمداه 75 كلم بشحنة من 90 كلغ. يقدر مخزون الحزب من هذه الصواريخ بالمئات، وهي نفسها الصواريخ التي يعتقد أنها استعملت في استهداف ميناء حيفا خلال حرب تموز 2006.

 

  • رعد: منظومة إطلاق صواريخ سوفييتية الأصل (Uragan) وصلت إلى حزب الله أصلاً عن طريق النظام السوري، يتراوح مدى الصواريخ بحسب طرازها بين 60 و70 كلم بشحنة متفجرة من 50 كلغ محشوة بالكرات الفولاذية المضادة للأفراد. استعمل حزب الله هذا الصاروخ للمرة الأولى في رابع أيام حرب تموز 2006

 

  • خيبر: صاروخ سوري التطوير بناء على تقنيات صينية، غير موجه، مداه 100 كلم وشحنته المتفجرة من 150 كلغ، غير موجه ولكن دقته لا بأس بها، استعمله حزب الله بدءاً من أواخر تموز 2006.

 

  • زلزال: هو النسخة الإيرانية من الصاروخ السوفييتي فروغ (Frog)، مداه في طرازه الأول 160 كلم وشحنته كبيرة تبلغ 600 كلغ، ويحافظ في طرازه الثاني زلزال 2 على ذات الشحنة لكن بمدى 220 كلم. يعتقد أن حزب الله يمتلك عشرات من هذه الصواريخ الضخمة التي يزيد طولها عن 8 أمتار.

 

  • الفاتح 110: صاروخ إيراني باليستي، مطور عن صاروخ زلزال 2، ومزود بأنظمة توجيه، وله نسخة سورية تحمل اسم تشرين. مدى الصاروخ قد يصل إلى 300 كلم بشحنة متفجرة من 500 كلغ موجه عن طريق نظام GPS، ويبلغ طول الصاروخ 9 أمتار، ويعتقد أن حزب الله يمتلك المئات من هذه الصواريخ.

 

  • سكود (Scud): يظن أن النظام السوري قد نقل إلى حزب الله قبل ثورة 2011 صواريخ سكود من طرازات بي وسي ودي، مداها من 300 إلى 500 كلم وحمولتها المتفجرة القصوى 1000 كلغ، ويكاد يبلغ طول الصاروخ منها 30 متراً. ويعتقد الخبراء أن هذه الصواريخ ليست عملية أو مفيدة في حالة حزب الله نظراً لضخامتها ودقة تشغيلها والوقت الذي يتطلبه إطلاقها.

بالإضافة إلى الصواريخ المذكورة، يمتلك الحزب صواريخ أخرى مضادة للقطع البحرية ومضادة للمدرعات.

تقرير: رجا أمين – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.