تصل لـ 100 ألف ليرة… ثمن زيارة الأهالي لمنازلهم في مدينة ديرالزور

تصل لـ 100 ألف ليرة… ثمن زيارة الأهالي لمنازلهم في مدينة ديرالزور

ديرالزور (الحل) – لايزال النظام والمليشيات الموالية له، يمنعون أهالي أحياء مدينة دير الزور المدمرة، من دخولها، إلا بموجب إجراءات معقدة وموافقات أمنية يصعب الحصول عليها، ليفتح بذلك باب رزق جديد لهم، من خلال إجبار المدنيين الراغبين بزيارة منازلهم وتفقدها، على دفع مبالغ مالية تصل لـ 100 ألف ليرة سورية مقابل ذلك.

خليفة الحسن 44 عاماً (من سكان حي الحويقة) تحدث لموقع «الحل» قائلاً، إن عناصر النظام تمنع أي شخص من أهالي الحي بدخوله إلى الآن، بحجة وجود متفجرات وألغام أرضية فيه، معتبرا إياها “حجة واهية” لأن عناصر النظام ومليشيات أخرى موالية له وعوائلهم، استقروا في غالبية المنازل، وهم يزعمون وجود متفجرات وألغام أرضية لتخويف أصحاب المنازل من دخول المنطقة.

وأضاف المصدر أنه زار منزله مرتين ولم يجد أي متفجرات أو ألغام أرضية به، وذلك بعد دفعه مبلغا من المال قدره 50 ألف ليرة سورية في الزيارة الأولى، و100 ألف ليرة مقابل الزيارة الثانية، وكان برفقته أثناء الزيارة عنصرين من النظام لمنعه من تصوير المنزل أو الحي.

من جانبه تحدث أبو نواف من أهالي حي الرشدية، لموقع «الحل» ، قائلاً، “سمح لي بزيارة منزلي بعد وساطات كثيرة ودفع مبلغ من المال قدره 75 ألف ليرة سورية للضابط المسؤول عن الحي، لأكتشف أن منزلي أصبح مقراً لتجميع المسروقات التي تم إخراجها مؤخراً من بقية المنازل، ليتم بيعها فيما بعد في أسواق الجورة والقصور.

وأكد العديد من أهالي الأحياء المدمرة في المدينة، لموقع «الحل»، تعرضهم للمضايقات والابتزاز من قبل حواجز النظام والمجموعات الموالية له المنتشرة على مداخل الأحياء، حيث يقوم عناصر الحواجز بتخويفهم والضغط عليهم حتى يجبرونهم على دفع النقود للسماح لهم بالعبور لتفقد منازلهم.

وقالت أم علاء 43 عاماً (من سكان الكورنيش ونازحة في القصور) لموقع «الحل»، إننا “نعيش أوضاعا إنسانية قاسية نتيجة غلاء الأسعار وارتفاع إيجار المنازل، في الوقت الذي تمنع فيه قوات النظام عودتنا لمنازلنا إلى الآن بحجة وجود ألغام بها، إلا أن بعض أهالي الحي ممن تمكن من زيارة منزله مؤخراً، أكدوا خلو المنطقة من الألغام، معللين ذلك بأن عناصر النظام ومليشيات إيرانية ينتشرون بداخله وقد اتخذوا من غالبية المنازل مقرات لهم ومنازل لعوائلهم”.

مليشيات إيرانية في البوكمال
لايختلف الوضع كثيراً في مدينة البوكمال (والتي تقع تحت سيطرة المليشيات الإيرانية والفصائل المدعومة من قبل #إيران)، عن الوضع بداخل مدينة ديرالزور، بحسب ناصر الفاضل (من سكان منطقة #الحمدان) والذي أكد لموقع «الحل» ، قيام المدنيين بدفع رشاوى تراوحت بين 35 إلى 50 ألف ليرة سورية، للمليشيات الإيرانية، مقابل السماح لهم بتفقد منازلهم لدقائق قليلة فقط، موضحاً أن عناصر من المليشيات يرافقون الأهالي خلال تفقد منازلهم شريطة عدم التقاط صور.

ولفت المصدر إلى أن الأهالي الذين يرغبون بتفقد منازلهم لم يغادروا مناطق سيطرة النظام، فهم نازحين أما بداخل أحياء المدينة المأهولة أو في إحدى المحافظات السورية الأخرى”، وفق قوله، لافتاً إلى أن المليشيات تدقق كثيراً على المدنيين الراغبين بتفقد منازلهم القريبة من مقرات الفصائل ومليشيا #حزب_الله_اللبناني في داخل المدينة.

الجدير بالذكر أن قوات النظام والمليشيات الموالية له، قاموا بسرقة ونهب منازل المدنيين في كافة المناطق التي سيطروا عليها في ظاهرة ما بات يعرف “التعفيش” منذ بداية سيطرتهم على عموم المنطقة في أواخر 2017.

وقد نشرت صفحة “تواصل ديري” المقربة من النظام السوري، في وقت سابق، صوراً تظهر قيام عناصر النظام والمليشيات الموالية بله بسرقة “تعفيش” منازل المدنيين في أحياء مدينة دير الزور المدمرة، ونهب البنى التحتية من كابلات كهربائية وأنابيب بلاستيكية لنقل المياه لداخل هذه الأحياء، كما قامت بنشر صور أيضاً لأسواق التعفيش بداخل الجورة.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة