الدوريات التركية في المنطقة منزوعة السلاح… انعدام ثقة ومصدر خوف لدى السكان

الدوريات التركية في المنطقة منزوعة السلاح… انعدام ثقة ومصدر خوف لدى السكان

حماة (الحل) – رغم التفاؤل الذي كان قد عبر عنه بعض المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة عامةً والتي يخضع القسم الأكبر منها لسيطرة #هيئة_تحرير_الشام (النصرة سابقاً) بتسيير القوات التركية لدورياتٍ عسكرية ضمن المنطقة منزوعة السلاح، التي اتفقت عليها كل من #روسيا و#تركيا في مؤتمر #سوتشي في أيلول العام الفائت، إلا أن تلك الدوريات باتت تشكّل مصدر خوف لدى السكان، حيث أنه وبعد انتهاء الدوريات من تفقد المناطق الموكلة إليها، تباشر قوات النظام بتكثيف القصف عليها.

ويرى الكثير من سكان مناطق الشمال أن تلك الدوريات باتت تجلب القصف وسقوط المزيد من الضحايا، خاصةً بعد أن بدأ الطيران الحربي الروسي، باستهداف العديد من مناطق الشمال لا سيما ريف #إدلب الجنوبي، والذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، فضلاً عن دمار واسع لحق بالممتلكات.

مناطق نزحت بالكامل بعد تسيير الدوريات

يقول خالد الحسن (من أبناء قرية #الحويز في منطقة #سهل_الغاب بريف #حماة الغربي) لـ«الحل السوري»: «كان أملنا من تسيير الدوريات التركية على خط التماس في المنطقة منزوعة السلاح إيقاف القصف بشكلٍ كامل وعودة النازحين إلى مناطقهم، إلا أن ذلك أتى بنتيجة عكسية».

ويتابع: «بعد انتهاء جولة الدورية التركية في المنطقة، استهدفت قوات النظام والمليشيات المساندة لها القرية بأكثر من 320 قذيفة صاروخية ومدفعية، الأمر الذي أدى إلى نزوح جميع سكان القرية عنها إلى مناطق أكثر أمناً كالمخيمات الحدودية مع تركيا».

ويوضح «الحسن» أن بعض «الأهالي كانوا متفائلين بالدوريات التركية، لدرجة أنهم رافقوا الدورية التركية من سهل الغاب وحتى نقطة المراقبة التركية في منطقة #جبل_شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي، إلا أنهم وبعد الاستهداف المكثف لتلك المناطق تمنّوا لو أن الدوريات التركية لم تأتِ إلى المنطقة كونها لم تفد سكانها سوى بمزيد من سقوط الضحايا والنزوح والدمار» بحسب تعبيره.

تزامن القصف مع الدوريات يفقد الناس ثقتهم بالأخيرة

فقد السكان في المنطقة منزوعة السلاح، بالشمال ثقتهم بشكلٍ كلي بالدوريات التركية كون القوات التركية طرف ضامن لاتفاق سوتشي من جهة مناطق المعارضة المسلحة، وذلك بسبب كثافة القصف بعد تسييرها، بحسب ما أكد خالد الراشد (مدرّس في منطقة جبل شحشبو) لـ«الحل السوري».

وبيّن «الراشد» أن عائلات نازحة بجانب النقطة التركية في قرية «شير مغار» كانت تبني الخيام بجانب نقطة المراقبة آملين بالعودة إلى منازلهم في منطقة الغاب الجنوبي بعد تسيير الدوريات، إلا أن ذلك لم يتحقق بل على العكس فبعد كثافة القصف لم يعودوا على ثقةٍ لا بدورياتٍ تركية ولا غيرها، إذ باتت الدوريات التركية مصدر خوف لدى السكان نتيجة كثافة القصف بعد تسييرها، بحسب وصفه.

عزوف الناس عن أعمالهم بعد تسيير الدوريات

يشير مهند الصالح (مربي أسماك في منطقة سهل الغاب)، إلى أنه والكثير من أصحاب المهنة عزفوا عن زراعة الأسماك على الرغم من أن هذه الأيام هي الوقت المناسب لزراعة الأسماك، وذلك بسبب تسيير الدوريات وكثافة القصف على المنطقة. مشدداً على أن «الكثير من المربين كان عندهم ثقة بأن تسيير الدوريات التركية في المنطقة منزوعة السلاح ستهدئ الحال ليتمكنوا من ممارسة أعمالهم من جديد، ليكون الواقع مختلفاً تماماً فخسروا تجهيزاتهم ونزحوا عن مناطقهم».

وبدأ الجيش التركي تسيير دوريات في منطقة #خفض_التوتر بمحافظة إدلب في بداية آذار/ مارس الجاري، وذلك في إطار اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا و#إيران في منتصف شباط/ فبراير الماضي، حيث شملت تلك الدوريات المنطقة منزوعة السلاح في الخط الممتد من شمالي إدلب، إلى جنوبي محافظة #حلب.

وتوجد لدى القوات التركية 12 نقطة مراقبة لوقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر بإدلب، في حين يوجد لدى الجيش الروسي عشرة نقاط تم الاتفاق عليها في مباحثات #أستانة حول#سوريا.

وتواصل قوات النظام شن هجماتها على مناطق خفض التوتر في إدلب، بما فيها المنطقة منزوعة السلاح، رغم جميع الاتفاقيات المبرمة بهذا الخصوص، إذ وثق ناشطون في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بالشمال مقتل 120 مدنياً على الأقل وإصابة 350 آخرين بجروح، جراء الهجمات التي شنّها النظام منذ مطلع العام الجاري.

إعداد: هاني خليفة – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.