خاص ـ الحل العراق

لم تُعلن #الحكومة المحلية في محافظة #البصرة، أغنى مدن العراق الغنية بالبترول، لغاية الآن عن خسائرها المادية، جراء السيولُ التي جرفت مناطق عدة في المدينة، ولكن أبرز ما اشتاط لأجله الأهالي، هو مصرع طفل صغير في قضاء #أبو_الخصيب، راح ضحية #الغرق بمياه وافدة من الشمال، وحدث ذلك بعد يومين من #فيضان ضربَ خمس قرى في شمالي المحافظة بعد امتلاء #نهر_دجلة، حيث غمرت المياه المنخفضات والأراضي الزراعية، وليس الطفل وحده، إنما المواشي ومزارع الطماطم والخضروات، ناهيك عن هجرة عشرات الأسر في الأرياف إلى أحياء مركز المحافظة، بعد أن تدمرت بيوتهم واشتدت بهم الحياة، وأرهقتهم الظاهرة الطبيعية القاسية.

وكشفت سيولُ البصرة ضعف الاستعدادات المحلية والميدانية للكوارث الطبيعية في المدينة، وعدم توفرِ الآليات والمعدّات الكافية لمواجهة أي طارئ، بالإضافة إلى بروز مشكلةٍ جديدة، تمثلت بغيابِ وحدات الصرف أو يُعرف بالمجاري التحتية، وهذا باعتراف مسؤولين في مديرية البلدية، فضلاً عن تخبطِ القرارات #السياسية والخدمية، إذ لم يتمكن مجلس محافظة البصرة طيلة 48 ساعة من التصرف مع #الكارثة، إلى أن دعا المحافظ أسعد العيداني إلى زيادة الجهود الميدانية لتصريف المياه التي اجتاحت الشوارع، في ما ذهب المجلس إلى مخاطبة #الحكومة المركزية في #بغداد، لمناشدتها وانتظار معالجاتها.

ولعل غياب السدود الصناعية لتخزين #المياه، أبرز ما تساءل عنه ناشطون وصحافيون من المدينة، فضلاً عن انسداد غالبية “البالوعات” وهي بوابات المجاري الأرضية التي تسحبُ المياه في حالات هطول الأمطار الغزيرة والسيول، بل أن “الدوائر المعنية مثل البلدية والدفاع المدني، بقيت تنتظرُ الأوامر العليا، مع العلم أن مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام نشرت عشرات المقاطع التي أظهرت السيولُ الجارفة وهي تجتاح مناطق #القرنة وأبو الخصيب و#السيبة وغيرها”، بحسب الصحافي من البصرة #سلام_محمد_البدري.

وقال البدري لـ”الحل العراق“، إن “العجلات الخاصة بسحب المياه من الشوارع في قرى قضاء أبو الخصيب لم تكن كافية قياساً بحجم الكارثة، الأمر الذي دعا إلى الإستعانة بسيارات أخرى من أقضية ومناطق ثانية”، مشيراً إلى أن “هذا التخبط وعدم الاستعداد لمثل هذه الكارثة المتوقعة، خصوصاً أن وزارة الموارد المائية العراقية كانت قد تحدّثت قبل أكثر من أسبوع عنها، لاحظهُ المواطنون، وتسببت بغضبهم أكثر، خصوصاً بعد حادثة مصرع الطفل”.

إلى ذلك، لفتت عضو تيّار “#الحكمة” في البصرة #حنين_أسمر، إلى أن “الجهود السياسية طيلة السنوات الماضية من عمر الحكومات السابقة لم تتمكن من اتخاذ قرارات مهمة بحق حياة أهالي المحافظات الجنوبية، لا سيما في ما يتعلق ببناء #السدود، التي تتحكم بالإطلاقات المائية من مناطق الفرات الأوسط (محافظات الوسط)، والاستفادة منها في المحافظات الجنوبية، وخلال السنوات الماضية، ضاعَ من الجنوب حصص مائية كبيرة بسبب الإهمال”.

وأكملت في اتصالٍ مع “الحل العراق“، أن “الكارثة التي تحصل حالياً في البصرة تتحملها كل الطبقة السياسية في البلاد، والطفل الذي لقي مصرعه في أبو الخصيب، فضّحَ الادعاءات الكاذبة بشأن الإصلاحات التي كان رئيس الحكومة السابق #حيدر_العبادي يتحدث عنها، وحتى الحالي #عادل_عبد_المهدي”، مبينةً أن “المطالبة بتحسين المجاري والسدود الصناعية، قد تكون مستقبلاً ضمن مطالب المتظاهرين في المدينة”.

إلى ذلك، أصدرت لجنة التخطيط والمتابعة في مجلس محافظة البصرة، أمس الثلاثاء، سلسلة قرارات تضمّنت “تخصيص أموال لمواجهة السيول والتقليل من الأضرار الناجمة عن ارتفاع مناسيب المياه في #شط_العرب.

وبحسب رئيس اللجنة نشأت المنصوري الذي تحدّث لوسائل إعلام محلية، عقب اجتماع جمعه بأعضاء المجلس، بيَّن أنه “تم تخصيص مليارين و500 مليون دينار عراقي لدعم الدوائر الخدمية على أن تُستخدم هذه الأموال عند الطوارئ، كما تقرر تكليف خلية الأزمة المحلية ومديرية الطرق والجسور باتخاذ الاجراءات الوقائية والقيام بأعمال الفحص الدوري والصيانة للجسور في مختلف مناطق المحافظة”.

وإلى جانب السيول التي غمّرت مساحات كبيرة من الأراضي في البصرة، وتحديداً المحاذية لضفاف شط العرب، مثل #الفاو وأبي الخصيب، أطلقت وزارة الموارد المائية العراقية، حزمة من القرارات الشبيهة بمخرجات اجتماع مجلس محافظة البصرة، وأكدت عدم وجود أي مخاطر على العاصمة بغداد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إعداد ـ ودق ماضي

تحرير ـ وسام البازي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.