التعليم في الشمال السوري “إسعافي”.. ورواتب المدرّسين مرتبطة بتبعية المدرسة وداعمها

التعليم في الشمال السوري “إسعافي”.. ورواتب المدرّسين مرتبطة بتبعية المدرسة وداعمها

حماة (الحل) – يعتبر قطاع التعليم في مناطق سيطرة المعارضة المسلّحة بالشمال السوري من أكثر القطاعات التي تضرّرت نتيجة الأوضاع العسكرية والسياسية التي تشهدها المنطقة، إلا أن معوّقات كثيرة تهدد استقرار العملية التعليمية واستمرارها بدءاً من احتياجات المدارس والتلاميذ، ووصولاً إلى الاستقرار الأمني وشح الدعم، الأمر الذي من شأنه إضاعة مستقبل آلاف الطلّاب في الشمال.

يواجه أهالي التلاميذ صعوباتٍ عديدة وأبرزها تبعية المدارس لجهات معينة ونقص اللوازم المدرسية في ظل تردي أوضاعهم الاقتصادية، الأمر الذي يجعلهم يتخوّفون على مستقبل أبنائهم، فضلاً عن القصف والنزوح وعدم الاستقرار والانقطاع عن #التعليم.

مدارس تابعة للنظام وأخرى للائتلاف

تنقسم المدارس في الشمال السوري، الذي يضم محافظة #إدلب ومناطق من ريف #حماة، بين مدارس تابعة للنظام يتكفل فيها بدفع الرواتب لبعض المعلمين فقط، دون مسؤوليته عن صرف مبالغ مالية لعمليات الصيانة والمستهلكات لتلك المدارس، ويتقاضى المعلمين فيها رواتبهم من مدينة حماة الخاضعة لسيطرة النظام، ومدارس أخرى تابعة للائتلاف، ويتقاضى العاملين فيها رواتبهم من منظّمات إنسانية.

ويقول عبد الله الحسن (والد لثلاثة تلاميذ في إحدى مناطق الشمال)، لـ “الحل السوري” إنه عمل منذ بداية العام الدراسي على تسجيل أبنائه في مدرسة تابعة للنظام، وذلك كونها حكومية وليحصلوا على شهادات معترف عليها حكومياً، فالمدارس التابعة للائتلاف حتى الآن لم يتم الاعتراف بها، واصفاً التعليم في الشمال السوري بـ “التعليم الإسعافي”، هدفه العناية بالطفل والتركيز على النشاطات الترفيهية من أجل إبعاده عن أجواء الحرب والدمار ليس إلّا.

من جانبه، يرى إياد السعيد (والد لخمسة تلاميذ)، أنه من المعيب وبعد ثماني سنوات من الاحتجاجات المناهضة للنظام أن يدرّس الأهالي أبناءهم في مدارس تابعة للنظام، فهو نظام قاتل ويجب علينا ألّا ننشئ الأطفال في مدارسه على الرغم من عدم الاعتراف بالشهادات الصادرة عن #الائتلاف، إذ “لا نريد شهادات معترف بها إذا كانت على حساب كرامتنا” بحسب تعبيره، مؤكداً أن أطفاله الخمسة يدرسون في مدارس تابعة للائتلاف.

تفاوت في الرواتب.. ومدرّسون لا يجدون عملاً في نطاق اختصاصهم

يقول الناشط الإعلامي مصطفى الشيخ، “إن المنظمات الداعمة لقطّاع التدريس في الشمال تُعطي رواتب متفاوتة للمدرّسين فمثلاً منظمة مرام تعطي راتباً 200 دولار أميركي أما منظمة الكومونيكس فتعطي راتب 125 دولار أميركي، ما من شأنه خلق نوع من الضيق عند المدرّسين الذين تدعمهم الأخيرة وعدم إعطائهم للحصص المدرسية بالشكل المطلوب”، بحسب تعبيره.

وبيّن الشيخ أن المدرّسين في المدارس التابعة للنظام يتقاضون حوالي 40 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل حوالي 85 دولار أميركي، إلا أنهم لا يبذلون الجهد الكافي لتدريس التلاميذ فالمهم عندهم قبض الراتب من مدينة حماة في نهاية الشهر، فجميع الطلّاب تقريباً ينجحون في المواد دون تدقيق على مستوى الطلّاب أو على علاماتهم في المواد.

المدرّس عدنان الحاج، يعمل في محل موبايلات، يوضّح لـ “الحل السوري”، أنه سعى كثيراً من أجل أن يزاول عمله في مجال التعليم إلا أنه وبعد أن عجز عن الحصول على وظيفة بإحدى المدارس بالشمال لجأ إلى العمل في محل موبايلات، من أجل تلبية متطلّبات أسرته المؤلّفة من زوجته وأربعة أطفال، وذلك في ظل الظروف المعيشية الصعبة. مبيناً أنه كان يأمل أن يجد عملاً في قطّاع التعليم ويتقاضى راتباً ولو بسيطاً فهو بحاجة له في ظل “الغلاء غير الطبيعي الذي تشهده مناطق الشمال”، بحسب وصفه.

يشار إلى أن التصعيد العسكري، المستمر منذ منتصف شباط الماضي وحتى اليوم، من قبل قوات النظام والطيران الروسي على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في الشمال السوري، أدى إلى إغلاق الكثير من المدارس وامتناع الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس حرصاً على حياتهم، ليبقى مستقبل أبنائهم مرهوناً بالمفاوضات الدولية حول منطقة الشمال السوري، فتارةً تشهد هدوءاً نسبياً وأخرى يعود القصف إليها من جديد.

إعداد: هاني خليفة – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة