العودة أم البقاء؟ كيف ينظر السوريون لخياراتهم بعد سنوات على لجوئهم في تركيا؟

العودة أم البقاء؟ كيف ينظر السوريون لخياراتهم بعد سنوات على لجوئهم في تركيا؟

تركيا (الحل) – بين أمل العودة الذي لم ينقطع حتى الآن وحلم الحصول على جنسية البلد الجديد، تتوزع آراء السوريين حسب أوضاعهم المعيشية ورغباتهم المختلفة التي أثرت بها الظروف المحيطة والفرص التي وجدوها خلال سنوات من اللجوء في دول أخرى.

في تركيا، ارتفع عدد اللاجئين السوريين ليصل إلى 3.6 مليون متوزعين بين الولايات التركية، وهذا العدد هو ما أفصحت عنه مديرية الهجرة وفقاً لعدد السوريين المسجلين لديها والحاصلين على بطاقة “الكيملك” بينما هناك عدد لا يحصى من اللاجئين الذين لم يتمكنوا من الحصول على البطاقة.

وتختلف أوضاع السوريين المعيشية بحسب عدة عوامل منها فرص العمل التي حصلوا عليها والأوضاع المعيشية والظروف العائلية إضافة إلى أوضاعهم القانونية في تركيا، وهذا العوامل التي جعلت العديد منهم يحدد مصيره بناء على خياراته المتاحة.

خلال إعداد التقرير أجرينا استطلاع رأي مع 20 لاجئاً سورياً يعيشون في ولايات مختلفة بتركيا، وكان محور الاستطلاع حول آمالهم المستقبلية بالعودة إلى سوريا أو البقاء في تركيا والسعي للاستقرار الدائم.

وتناول الاستطلاع أشخاصاً حصلوا على الجنسية التركية منذ وقت قصير وباتوا يحاولون الاندماج أكثر مع المجتمع التركي، بينما تضمن أيضاً الحديث مع آخرين ينتظرون الفرصة الملائمة للعودة إلى سوريا.

مواطنون جدد

بات مصطلح “الأتراك الجدد” يطلق على السوريين الذين نالوا الجنسية التركية مؤخراً، وترتفع أعدادهم مع مرور الوقت، حيث يقدر عدد المجنسين بحوالي 80 ألف سوري وفقاً لوزير الداخلية التركي، سليمان صويلو.

أحمد يلدريم، طالب جامعي سوري نال الجنسية التركية منذ نحو سنتين وكان من بين المشاركين بالاستطلاع، يقول لموقع الحل: “أدرس هندسة الحاسوب في جامعة #مرسين وحصلت على الجنسية التركية كما أنني أتقن اللغة التركية بعد أن اجتزت امتحان اللغة (التومر) بمستوياته الخمسة، لا أفكر بالعودة إلى سوريا حتى لو تحسنت الأوضاع”.

ويضيف، هنا وضع الموظفين أفضل مما هو في سوريا، أخطط أن أتقدم لنيل وظيفة بمجالي بعد التخرج وتأسيس حياتي هنا، ومعظم السوريين الذين مضى على استقرارهم أربع سنوات وأكثر في تركيا سيفعلون ما أفعل.

ويتابع، غيرت الكنية فقط باسمي، وقد سألوني أثناء مراحل الجنسية حول مدى رغبتي بتغيير اسمي وأعطيتهم اسمي الجديد، كما أنني أخطط للمشاركة بالتصويت بانتخابات البلدية.

وحصل معظم الطلاب السوريين الذين يعرفهم أحمد على الجنسية التركية بعد ترشيح أسمائهم من قبل دوائر الهجرة واجتيازهم لمراحلها السبعة.

فاطمة فتاة سورية أخرى حصلت على الجنسية التركية مؤخراً بعد ترشيح عدد من المدرسين لنيل الجنسية، تقول لموقع الحل: “لا أفكر بالعودة إلى سوريا بالمستقبل القريب لكن إن تحسنت الأوضاع لم لا أعود طالما أن الجنسية بحوزتي ويمكنني العودة إلى تركيا متى ما أريد”.

وتغيرت أحوال ورغبات السوريين الحاصلين على الجنسية التركية بعد نيلها، فبعضهم يخططون للسفر إلى خارج تركيا، حيث يقول كريم وهو شاب سوري نال الجنسية التركية: “أفكر بالسفر إلى دولة أخرى يتوفر فيها فرص عمل جيدة، لا زلت أقارن بين قطر والإمارات”.

لجوء مؤقت

لا يمثل عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية من إجمالي العدد الكلي للاجئين سوى نسبة قليلة تقارب الـ 5%، لكن هناك قسم لا بأس من السوريين ينتظر أن يحصل على الجنسية.

فؤاد أحد الشبان السوريين المستقرين في إسطنبول، يقول لموقع الحل: “معظم السوريين يريدون الحصول على الجنسية، هذا واضح من أعداد الذين يتابعون تعلم اللغة التركية ويعملون مع الأتراك”.

ويتابع: “تركيا لن تسمح ببقاء الوضع كما هو عليه، بالنهاية أمامها حلين إما التشديد على السوريين قانونياً بنية إعادة أقسام كبيرة منهم لسوريا أو إعادة توطينهم لحل المشكلة خاصة أن السوريين باتوا ورقة ضغط تحسب للمعارضة على النظام الحاكم”.

طارق أحد اللاجئين السوريين في تركيا، أبدى رأيه قائلاً: “لا يرفض أي من السوريين الحصول على الجنسية التركية إن قدمت له، فالجنسية السورية لا تقدم لمواطنيها أية امتيازات بالإضافة لمعاملاتها القانونية المكلفة، أما أنا من جهتي فأنتظر الفرصة الملائمة كي أعود إلى سوريا”.

ومن بين 20 لاجئاً الذين تواصلنا معهم تبين أن هناك ستة منهم يفضلون الاستقرار في سوريا على البقاء في تركيا لكن الظروف المحيطة بهم لا تسمح لهم باتخاذ القرار والعودة، فيما اختار البقية الاستقرار في تركيا ورسم حياة جديدة لهم.

وأعاد القسم الثاني من السوريين السبب إلى فقدان الأمل بعودة الحياة إلى سابق عهدها بسوريا وإسقاط نظام الأسد، فيما قال أحدهم: “بمجرد التفكير بالميليشيات الأجنبية الموجودة بسوريا لن أعود إليها، هؤلاء من المستحيل إخراجهم خاصة أنهم مدعومين من دول مثل روسيا وإيران”.

وتبقى أحلام السوريين معلقة على مجريات ما يحصل في سوريا بينما اختار قسم منهم الطريق الذي يؤدي لنيل جنسية بلد آخر من أجل تحسين أوضاعه المعيشية وضمان مستقبله ومستقبل ذويه.

إعداد: فراس العلي – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.