دمشق… سنوات الحرب تبعد مأكولات شهيرة عن تفكير السوريين

دمشق… سنوات الحرب تبعد مأكولات شهيرة عن تفكير السوريين

دمشق (الحل) – قليل من #السوريين لا يعرف (بوظة بكداش)، أو (كوكتيل أبو شاكر) وغيرها من محلات تقديم الحلويات والبوظة والوجبات الشعبية، التي تعدت شهرتها من مدينة دمشق، إلى كل المحافظات السورية، وإلى دول أخرى أيضاً.

وباتت الوجبات والمحلات المعروفة، أحد أوجه شهرة مدينة دمشق إضافة إلى الأسواق القديمة والمساجد والقلعة وغيرها، وكانت مقصد السوريين وكذلك السياح الأجانب الذين يزورون دمشق.

بعد انطلاق الثورة السورية وما تبع انطلاقتها من سنوات حرب، تغير نمط استهلاك أهالي دمشق لتلك المأكولات، إذ أن غلاء #الأسعار حرم الكثيرين من تلك المأكولات وجعلها في متناول فئة قليلة فقط.

ماذا تعرف من مأكولات دمشق الشهيرة… “بوظة بكداش”؟

في دمشق، عدّة أماكن تقدّم وجبات وأطعمة ومشروبات منذ عشرات السنين، وباتت أسماؤها مرتبطة مع شهرة المدينة.

ومن أبرزها، (بوظة بكداش) وهو مصنع ومتجر مثلّجات شهير في سوق الحميدية، وشهرته تعدت دمشق والمحافظات السورية إلى الدول العربية وأيضاً الأجنبية، وزيار (بوظة بكداش) أصبحت جزءاً من زيارة دمشق.

لكن الوضع اليوم اختلف تماماً، إذ أن سعر عبوة المثلّجات العربية التي يقدّمها هذا المحل، كان لا يتعدّى ٦٠ ليرة في عام ٢٠١٠، وأصبح اليوم بـ ٤٠٠ ليرة سورية، الأمر الذي خفَّض من إقبال سوريين كثر على شراء (بوظة بكداش).

كروسان القيمرية… من ١٥ليرة إلى ٢٠٠ ليرة

وفي حي القيمرية بدمشق القديمة، تتجمّع عدّة مطاعم وأماكن “سهر” سياحية، وبينها مخبز صغير تم بناؤه على الطراز القديم، لا يبيع سوا “كروسان” وهي شطيرة فرنسية يتم صنعها في دمشق.

للكروسان التي يقدّمها هذا المخبز مذاق سحري، وشكل تصميمه الحميمي، نافذته لا تتوقّف ليلاً نهاراً عن الأيادي التي تمتد وتطلب شراء الكروسان، وبات هذا المخبز أحد وجوه حي القيمرية الشهير، بحسب أحد أبناء الحي.

وذكر أحد أهالي الحي لموقع “الحل” أن شراء الكروسانة لم يكن يحتاج لأي اعتبارات اقتصادية أو تكاليف، لأن ثمنها لم يكن يتعدّى ١٥ ليرة سورية في 2011، لكنه بات اليوم يُباع بـ ٢٠٠ ليرة، أي أنّه ارتفع نحو ١٥ ضِعفًا، بحسب أحد أهالي الحي.

يقول نور حمادي، (أحد سكّان القيمرية)، إن “دفع مبلغ ٢٠٠ ليرة مقابل تناول كروسانة لا تسمن ولا تغني من جوع لن يكون سهلاً بالنسبة لمواطنٍ لا يتعدّى دخله الشهري ٥٠ ألف ليرة سورية”.

وأضاف “عندما كنتُ صغيراً كنت أشتري مرّة واحدة أو أكثر من هذا المحل يوميًا ولكن اليوم قد يمضي شهراً كاملاً دون أن أشتري أي قطعة، بسبب الوضع المعيشي وغلاء الأسعار”.

أبو شاكر وأبو عبدو… محلي كوكتيل

في ساحة عرنوس، وفي حي الصالحية القريب منه بدمشق، يوجد محلان عرفهما الدمشقيون وهما (أبو شاكر) و(أبو عبدو)، ويشتهران كثيراً في بيع أنواع الكوكتيلات والعصائر وسلطات الفاكهة والشوكولا بأنواعها.

محل (أبو شاكر) تأسس عام ١٩٥٣ وتوارث على المهنة عائلة أبو شاكر من الأجداد إلى الأحفاد، وبات معروفاً لدى كل سكان العاصمة.

الأسعار عند (أبو شاكر) قفزت بطريقة جعلت الدخول لشرب الكوكتيل أو العصير أمراً محصوراً بطبقة الأغنياء، في حين بات الأمر غير متاح أمام معظم السوريين.

وبحسب ما رصد “موقع الحل” فإن سعر كأس العصير العادي بلغ ٥٠٠ ليرة بعد أن كان لا يتعدّى ٦٠ ليرة، في حين أن كأس الكوكتيل مع الفاكهة والقشطة المعروف محلياً باسم “امبراطور” بلغ ثمنها ٨٠٠ ليرة، بينما بلغ سعر كأس الكوكتيل من الحجم العائلي “آظان” ١٠٠٠ ليرة، وعبوة سلطة الفاكهة الفاخرة الكبيرة ١٣٠٠ ليرة.

إعداد: منار حداد – تحرير: مهدي الناصر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.