معتقل سابق عند “داعش”: رأيت سجاني مستسلماَ ذليلاً في مقطع “فيديو”

معتقل سابق عند “داعش”: رأيت سجاني مستسلماَ ذليلاً في مقطع “فيديو”

ديرالزور (الحل) – يتذكر نزار الحمادة (اسم مستعار)، وهو شاب من ريف #دير_الزور الشرقي، بمرارة أصناف التعذيب التي طالته إبان سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) على قريته وذلك لارتدائه قميصاً عليه علما صغيرا لإحدى الدول الغربية.

“حبسوني ثلاثة أيام تعرضت خلالها لضرب قاس، وجلدت 40 جلدة. لم يطلقوا سراحي إلا بعد أن دفعت غرامة 25 ألف ليرة سورية، يقول نزار لموقع (الحل ). نبه عناصر التنظيم الحمادة قبيل إطلاق سراحه بوجوب ارتدائه الزي الإسلامية والمقصود به (اللباس الباكستاني) والالتزام به وإلا سيتعرض للعقوبة والتغريم مرة أخرى”.

حظ عاثر يصف الحمادة لحظة اعتقاله آنذاك، قائلاً لقد كان حظي عاثراً في ذلك اليوم، فعند خروجي لفتح باب المنزل لشقيقي الأصغر، وإذ بعناصر الحسبة أمام منزل جارنا الداعشي والذي كان عنصراً معهم، حيث لاحظ قائد الدورية والملقب (أبو يوسف المغربي) القميص الذي كنت أرتديه، نادى على إثرها لعناصر الدورية الذين اقتادوني بدورهم إلى السيارة وبعدها إلى مركز الحسبة في مدينة #الميادين”.

ويدخل ما جرى للحمادة في إطار الانتهاكات الكثيرة والمتنوعة لما يسمى بجهاز الحسبة إبان سيطرتهم على معظم محافظة ديرالزور في وقت سابق جلد ورجم حتى الموت، يتابع الحمادة، حديثه لموقع الحل قائلاً إن “عناصر الحسبة قتلوا رجلاً مسناً يدعى محمود السليمان من مدينة #البصيرة بعد جلده قرابة 200 جلدة، بتهمة الإتجار بالسجائر”، مشيراً إلى أن “السليمان كان يعاني من مرض السكر والكلى، حيث قضى بعد إخراجه من السجن بيوم واحد”.

وفي حوادث أخرى مشابهة، روى الحمادة، بأنّ التنظيم كان قد نفذّ حدّ “الرجم حتى الموت”، بحق فتى يبلغ من العمر (17) عاماً، في مدينة الميادين، وذلك في أكتوبر 2015، عقب اتهامه بأنّ عناصر الحسبة عثروا على فيديوهات مصورة على هاتفه المحمول، تظهر قيامه بأفعال “منافية للحشمة”، مشيراً إلى أن “عناصر التنظيم نفذوا به “حد الرجم” (الرمي بالحجارة حتى الموت) عند دوار الحزب في وسط المدينة، وسط تجمهر عشرات الأهالي ومن بينهم أطفال، إضافة إلى حضور أعداد كبيرة من عناصر التنظيم”.

مسؤول الحسبة أسيراً لدى “قسد”

بعد مرور قرابة خمسة أعوام، وأثناء تصفح الحمادة للأخبار الواردة عن محافظته، وما يخص الجيب الأخير المتبقي للتنظيم، لفته مقطع مصور لأحد عناصر التنظيم المستسلمين لقوات سوريا الديمقراطية (#قسد)، “أبو يوسف المغربي”، أمير الحسبة في مدينة الميادين سابقاً، وهو أسيراً ذليلاً بين جموع المدنيين الخارجين من المخيم، والذي عرف بعنجيته وتسلطه وتباهيه بجلد المدنيين في الساحات العامة بحجج واهية، منها عدم دخول المسجد أثناء الصلاة أو لباس مخالف إلى جانب لسانه السليط على النساء في المنطقة.

قوانين الحسبة

فرض جهاز الحسبة قوانينا صارمة أثناء سيطرة التنظيم على مناطق شاسعة في سوريا (#الرقة و#دير_الزور و ريف #إدلب) ومنها
1- منع الأعراس وإقامة العزاء، وعدم تعظيم بعض الأوقات أو الأماكن غير المنصوص عليها شرعاً، أو الاحتفال بالأعياد، والمناسبات البدعية غير الإسلامية، وفق وصفهم.

2- فرض الزي الأسود على النساء بحيث يكون فضفاضاً، مع تغطية الوجه بشكل كامل.

3- اجبار المسيحين على توقيع عهد ذمة، يقضي بدفع “الجزية” تبدأ بـ13 غراماً من الذهب بالنسبة للأثرياء وربعها بالنسبة للمسيحيين الفقراء، ومنعهم من رسم الصليب أو استخدام مكبر الصوت في صلواتهم، بالإضافة لمنعهم من امتلاك أو حمل سلاح ولا حتى للدفاع عن النفس.

4- عدم الاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن العامة ودوائر العمل وعدم خروج المرأة من منزلها من دون محرم (رجل).

5- عدم عرض الصور المجسمة، أو الخليعة، أو شعارات الملل غير الإسلامية كالصليب، أو نجمة داوود، أو صور بوذا، أو ما ماثل ذلك .

6- عدم صنع المسكرات أو ترويجها، أو تعاطيها اشتراكاً مع الجهات المعنية .

7- منع عرض، أو بيع الصور، أو الكتب، أو التسجيلات المرئية، أوالصوتية، المنافية للآداب الشرعية، أو المخالفة للعقيدة الإسلامية.

إعداد : علي الحسين- تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة