كشفت عن نفسها… شركة أمنية روسية خاصة في سوريا

كشفت عن نفسها… شركة أمنية روسية خاصة في سوريا

كشفت صحيفة لاكروا الفرنسية، عن ظهور شركة أمنية روسية خاصة جديدة على ساحة الصراع في سوريا. فقد اكتشف صحفيون مستقلون ومحققون يعملون في مركز Conflict Intelligence Team وجود هذه الشركة، بعد نشر هذه الأخيرة لعدة لقطات لأنشطتها في سوريا على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي يوم الخميس الماضي، كشف هؤلاء المحققون اللثام عن عمل ونشاط شركة فيغا (Vega) في سوريا، وهي شركة أمنية روسية خاصة.

وعادةً فإن الشركات العسكرية الروسية الخاصة، والتي هي ممنوعة رسمياً في روسيا، لا تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا هو حال شركة فيغا بالعادة. إلا أن هذه الشركة قد بدأت ومنذ شهر كانون الثاني من هذا العام بنشر سلسلة لقطات لأنشطتها في سوريا على كلٍ من فيسبوك وانستغرام، كما لو كانت قد قررت فعلاً الترويج لنفسها. وفي الثامن والعشرين من هذا الشهر، كشف محققون تابعون لـ Conflict Intelligence Team هذه المعلومة. وقد سبق لهؤلاء المحققين أن نشروا عدة مقالات بحثية عن شركة وانغر (Wanger) الروسية، أول مجموعة شبه عسكرية روسية تم الإبلاغ عنها في أوكرانيا وسوريا وأفريقيا الوسطى.

وفي أولى اللقطات المنشورة،يمكننا أن نتعرف على مدرب روسي من فيغا وهو يتوجه بالخطاب إلى مقاتلين من لواء القدس، وهي ميليشيا فلسطينية مؤيدة لنظام بشار الأسد وتربطها بموسكو علاقات وثيقة. بينما تظهر صور أخرى تدريبات على الإسعافات الأولية لحالات وهمية أو لتدريبات تجريها شركة فيغا في دير الزور أو حماه أو إدلب أو في منطقة اللاذقية.
وتبيّن لاكروا بأنه سبق وأن اعترف أناتولي سمولين، أحد مؤسسي شركة فيغا، في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الروسية الموالية للحكومة بأن شركته بدأت بالعمل في سوريا في عام 2018. فرسمياً، يقتصر نشاط شركة فيغا الأمنية على حماية منشأة صناعية دولية. إلا أن عسكريين قدامى في مجموعتها يقومون اليوم بتدريب قوات حكومية في عدة دول، كما يتم استخدامهم كذلك في حماية المنشآت الاستراتيجية على غرار الشركات العسكرية الخاصة الأمريكية والبريطانية.

كما تبين الصحيفة كذلك أنه وعلى عكس المرتزقة الروس الذين يعملون في شركة وانغر والذين يقاتلون في الصفوف الأمامية خلال الصراع الدامي في سوريا، فإنه لا يبدو لحد الآن لمحققي Conflict Intelligence Team أن مرتزقة شركة فيغا قد شاركوا في العمليات الحربية. كما أنه ليس هناك أية معلومات حتى الآن عمن يمول أنشطة هذه الشركة في سوريا، بحسب هؤلاء.

وتخلص صحيفة لاكروا إلى القول بأنه وفي كل الأحوال، فإن مجرد وجود هذه الشركة الأمنية الروسية الخاصة في سوريا هو دليل آخر على لجوء نظام فلاديمير بوتين إلى الاستعانة بالشركات العسكرية الروسية، في جميع ساحات الصراع التي يقاتل فيها الجيش الروسي. وحتى يومنا هذا، فقد فشلت جميع مشاريع القوانين الرامية إلى تنظيم عمل الشركات الأمنية الخاصة في روسيا وفقاً للنموذج الأنجلوسكسوني.

تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.