ملف خاص يحتوي على معلومات لم يتم تداولها في وسائل الإعلام من قبل، وحقائق تكشف للمرة الأولى… عن سامر فوز رجل روسيا المختار

خاص (الحل) – رغم مضي ثلاثة أعوام على ظهوره، ينتشر عدد قليل من الصور لرجل الأعمال السوري «سامر فوز»، وعدد أقل من الفيديوهات، تغيب في جميعها صورة لرأس النظام بشار الأسد، في الوقت الذي اعتاد فيه المسؤولون ورجال الأعمال وحتى رجال الدين والمشايخ أن يظهروا بلقاءاتهم وصورهم وخلفهم صورة كبيرة للأسد.

«فوز» الذي تهيأ سريعاً ليكون بديلاً أو إلى جانب رجل الأعمال الآخر، محمد حمشو، والذي بقي لسنوات طويلة، واجهة اقتصادية لأموال ابن خال الأسد، رامي مخلوف.

وتعمد السلطة الحاكمة في البلاد إلى الارتكاز على رجال أعمال «شوام» ودمشقيين من الطائفة «السنية»، يوكلون إليهم مهام إدارة عدد من الشركات في الظاهر، بينما رأس المال الحقيقي يعود لرجال السلطة والعائلة الحاكمة.

 

الإعلام صوّب سهامه

بدأ تلميح الاستغناء الحكومي عن خدمات «فوز» بعدد من الإشارات الإعلامية المدروسة، إذ نشرت عدد من الصفحات التي يديرها مقربون من العائلة الحاكمة، أخباراً تقول «إن روسيا تنظر بعين الرضا على جهود رجل الأعمال السوري سامر فوز، وترى فيه مرشحاً جيداً لاستلام شيء ما في الفترة المقبلة»، في إشارة إلى إمكانية ترشحه مستقبلاً لاستلام رئاسة الجهورية، أو رئاسة الحكومة على الأٌقل، مع صلاحيات موسعة.

ويعمد إعلام الظل الحكومي على هذه الإشاعة لـ «حرق» أي شخصية يريد التخلص منها، كما جرى سابقاً مع القائد العسكري العميد سهيل الحسن «النمر»، وتعمد إعلام الظل الحكومي على تعويمه ومن ثم نقله من سلك الجيش إلى سلك المخابرات، وإخراجه من القطاع الميداني بشكل كامل، بعد أن تعمدت ماكينة «الدولة العميقة» في سوريا إلى إظهاره بطريقة على أنه «ساذج وغبي»، وأنه قد يصلح لأن يكون قائداً عسكرياً، لكن بكل تأكيد لا يصلح ليكون أكثر من ذلك.

لكن تلميحات إعلام الظل الحكومي لم تكن كافية، فأرسلوا إليه رسالة شبه مباشرة، عبر جريدة «الوطن» المملوكة من قبل ابن خالة الأسد، رامي مخلوف، إذا شنت هجوماً عليه «غير مسبوق» وجاء في عنوان مادة نشرت على صفحاتها الأولى «هل من المعقول أن يقرض بنك سورية الدولي الإسلامي تسعة أضعاف رأس ماله لعميل واحد؟» في إشارة إلى «فوز»، متهمة إياه بشكل واضح باقتراض مبلغ 135 مليار ليرة سورية من بنك واحد هو بنك سوريا الإسلامي أي ما يعادل تسعة أضعاف رأسمال البنك في مخالفة للقانون الذي يمنع اقتراض أكثر من 25 بالمئة من قيمة موجودات البنك.

وطرحت الصحيفة أسئلة غير بريئة، موجهة بشكل مباشر إلى شخص «فوز»، وكتبت في معرض المادة التي لم تذيّل باسم كاتب صحفي، وبالتالي ظهرت وكأنها تعبر بشكل كامل عن توجه الصحيفة ومن وراءها، ومن جملة الأسئلة التي طرحتها الصحيفة: «أين هي الجهة المشرفة على التمويل والإقراض من هذا الواقع؟ أليس هناك قواعد وأنظمة مصرفية تمنع تمويل أشخاص بحدّ ذاتهم؟ ولو أنهم ظهروا بشركات مختلفة إلا أن مرجعهم واحد وهو شخص بذاته؟ ما رأي الجهات التي تشرف على المصارف والتي سمحت بتجاوزات كهذه في المخاطر وهي الحريصة على أموال المودعين الذين وضعوا خلاصة وجنى عمرهم في هذه البنوك رغبة منهم في تحصين أنفسهم من الأيام الصعبة».

وأضافت الصحيفة «ونسأل أيضاً: ما موقف البنك المركزي المسؤول عن هذه التجاوزات في المخاطر في حال إعلان إفلاس هذا الشخص الذي شعب العلاقة بين مقترض من هنا، ومشتر من هناك، وكفالة من هناك، لدرجة تجعل الوقوف على مركز مالي محدد، أمراً بالغ الصعوبة ويصل لحد الاستحالة؟!».

 

ما هي احتمالات اقتلاع الـ «فوز»

تطرح الأوساط المحلية داخل دمشق العديد من التساؤلات عن سبب «الغضبة» على الـ «فوز» ليصبح الولد العاق بعد أن كان الصبي المدلل، وتتعدد الاحتمالات في ذلك، فمنهم من يقول أن لـ سامر فوز دور محدود، أدّاه خلال الأعوام القليلة الماضية، وانتهى مع تجميده بشكل كامل إثر ادراج اسمه بكل العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، إذ كان الوسيط الذي يؤمن الغاز والمشتقات النفطية، كما سافر عدة مرات شخصياً إلى الخليج العربي لعقد صفقات اقتصادية تحت الطاولة، قبل أن يتفشى اسمه ويُعرف للعلن.

ويذهب آخرون إلى رأي مخالف، إذ يعتقدون أن الـ «فوز» كبر أكثر من اللازم، وحان الأوان لإيقاف تمدده وتوسعه، وهذه أصلاً سياسة السلطة الحاكمة، بأن لا يكون هنالك منافس أو شريك أو كبير يقارع العائلة الحاكمة.

وهناك رأي ثالث يقول إن النظام بالفعل اكتشف دوراً يحاول أن يلعبه «فوز» مع روسيا، من أجل مكانة لاحقة له في مرحلة ما خلال الأشهر أو السنوات المقبلة، على الساحتين الاقتصادية والسياسية، ويخشى نظام الأسد أن يواجه صعوبة في اقتلاعه إذا ما تمدد أكثر من ذلك.

والرأي الرابع يقول أن «فوز» جاء كـ «كفركة أدن لحمشو ليس إلا»، وتأدب الأخير، وعرف حدوده، وسيعود إلى مكانته دون أن «يتطاول على أسياده».

ولا يخفي الرأي الخامس احتمالية أن تكون تصريحات جريدة «الوطن» المقربة من دمشق سوى محاولة لخلط الأوراق وإيهام الشارع بأن السلطة ليست راضية على فوز، من أجل صفقات جديدة، أو تصفية حسابات بين رجال الأعمال والسياسية.

أما الرأي السادس والأخير فيميل إلى أن «الدولة العميقة» في سوريا ستحافظ على ابنها المدلل، وستسامحه إذا ما ارتكب أخطاء صغيرة، لأنها بحاجة دائماً لتأييد «الشارع السني» من خلال تعويم رجال دين ورجال أعمال محسوبين على الطائفة «السنية» ذات الأغلبية في سوريا.

 

«تاريخه أحمر»

لا تخفي وسائل الإعلام التركية اسم رجل الأعمال السوري سامر فوز، لكنه مدوّن في السجل «الأحمر»، بسبب اتهامه بارتكاب جريمةَ قتل بحق رجل أعمال أوكراني من أصل مصري، في إسطنبول، واعتقاله على إثر ذلك، إلى أن تم إطلاق سراحه لعدم كفاية الأدلة، والحقيقة إن تمكن من الخروج من هذه القضية بعد أن دفع مبلغ تجاوز الـ 350 ألف دولار، كرشاوى للقضاة والمسؤولين الأتراك.

وفرّ بعد ذلك إلى لبنان حيث يقيم الآن بشكل رئيس، بالإضافة إلى مقرّ سرّي له في دبي، وعمل على جلب العديد من المواد التجارية والأساسية إلى سوريا من خلال لبنان، وتهريبها إلى دمشق برّاً، إذ اشتهر باستئجاره سفناً ترفع علم دولة أجنبية، وتنزل البضاعة في الموانئ اللبنانية، ومن ثم يقوم بترحيلها إلى دمشق.

 

الصراع مع حمشو

عمل «فوز» على إنشاء مملكته الخاصة، فأسس شركات تجارية وصناعية، ومحطات تلفزيونية، ومعامل ومصانع وعشرات مشاريع البناء، في خطوات مشابهة تماماً لما فعله «حمشو» قبل أكثر من عشر سنوات، لتحلّ قناة «لنا» محل قناة «سما»، ويحتل الفوز في آخر نسخة من معرض دمشق الدولي، الأماكن التي كانت مخصصة لـ «حمشو» الذي «كبر راسه زيادة» بحسب تعبير المقربين من السلطات.

ويُحسب محمد حمشو بشكل مباشر على ابن خال الأسد، رامي مخلوف، بينما يرجح أن تبعية سامر فوز هي لماهر الأسد.

وفي الوقت الذي يعادي فيه محمد حمشو أي مشروع إيراني، ويميل بشكل كامل للحليف الروسي، ترك فوز طريقاً مفتوحاً مع طهران، واشتهر بزياراته وتحالفاته مع أجهزة الحكم الإيرانية.

وعمل حمشو على دعم مستمر ومتواصل لفرق عسكرية مثل لواء «صقور الصحراء»، المعروف بالذراع الروسي في سوريا، أما فوز فقد عمل على دعم «لواء القدس»، الذراع الإيراني، ولا سيما في حلب وريفها.

ـ وبزعت تلميحات خلاف، بين محمد حمشو ومن خلفه رامي مخلوف وبين الوجود الإيراني، بعد أن هاجمت صحيفة الوطن التي يملكها مخلوف، الحكومة الإيرانية مرات عدّة، إذ نشرت، في 15 تموز/ يوليو 2018، مقالًا بعنوان «عذرًا علي أكبر ولايتي..»، جاء فيه: «كان ليسقط العالم وسورية لن تسقط»، ردًا على تكرار وسائل إعلام إيرانية أهمية وقوف إيران إلى جانب النظام السوري.

 

تعرف على عمره وطوله ومكان دراسته

ينحدر فوز من عائلة دمشقية عريقة، اشتهرت بالتجارة والاستثمارات منذ العام 1988، لكنها لم تتخطّ يوماً حدود الشركات الصغيرة، والمشاريع المحدودة، إلا أنه تمكن من النهوض بتجارة والده، ليحظى بدلال السلطة الحاكمة في سوريا، والتي حصرت فيه قطاع إنتاج السكر في سوريا، واستيراد السيارات، والاقتراض من البنوك العربية والأجنبية، وتملك حصة الوليد بن طلال في فندق فور سيزن وسط دمشق، وإنشاء أكبر شركة قابضة.

يبلغ عمر سامر فوز اليوم 48، وطوله لا يتجاوز الـ 169 سم، لذلك يعمد في أغلب لقاءاته الإعلامية على الجلوس بدل الوقوف، لكي لا يظهر طوله الحقيقي، وهو من مواليد مدينة اللاذقية، لكن أصله دمشقي، من والدين ولدا في دمشق، ودرس الحقوق في سوريا، قبل أن يسافر إلى فرنسا.

وحصل سامر فوز على بكالوريوس إدارة الأعمال الدولية من الجامعة الأمريكية في باريس، ثم أكمل تخصصه في الولايات المتحدة الأمريكية لينال درجة الماجستير.

ويتحدث فوز اللغتين الفرنسية والإنكليزية بطلاقة، بالإضافة لإتقانه أيضاً اللغة الإسبانية.

وأجرى فوز على مدى ثمانية أشهر دورات مكثفة للظهور الإعلامي والعلاقات العامة، وهناك فريق متخصص يهتم بصورته وشكله ومظهره، ويمتنع عن الإدلاء الإعلامي إلا ما ندر.

ويحمل فوز حالياً بالإضافة لجنسيته السورية، جنسية تركية، وأخرى إسبانية، ولديه إقامات دائمة في الإمارات ولبنان وإيران.

إعداد: رائد جباصيني – تحرير: سامي صلاح

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.