تركيا (الحل) – من منطقة عادية لا تحمل مزايا اقتصادية إلى مكان حيوي بات مرغوباً لأصحاب المحال التجارية مما جعل قيمة إيجار المحال تزداد أضعافاً بعد أن اتخذها السوريون كمركز نشاط اقتصادي لهم، كان «الشارع الإيراني» شاهداً على التغييرات التي صاحبت مراحل قدوم السوريين إلى مدينة #عنتاب التركية.

بات الشارع المتواجد في مركز المدينة مكاناً مزدحماً بالسوريين من محلات وزبائن الأمر الذي أدى إلى ازدياد قيمة العقارات الموجودة في الشارع بشكلٍ ملحوظ بالإضافة للقيمة الاقتصادية التي اكتسبها المكان.

يمر من الشارع يومياً آلاف السوريين الذين يشترون حاجياتهم من المحال السورية الموجودة في الشارع، وتتنوع خدمات المحال بين المطاعم والأدوات المنزلية ومحال الغذائيات والحلاقة وغيرها.

ساهم السوريون برفع قيمة العقارات في الشارع بعد أن بات إيجار المحال فيه يتراوح بين 1000 إلى 10 آلاف ليرة تركية وأحياناً يزيد عن ذلك، فيما انتقل مواطنون أتراك يملكون محالاً بذات الشارع من العمل إلى تأجير محالهم بمبالغ خيالية.

ويعتبر «أبو ناصر» أحد السوريين العاملين بمحل للغذائيات بذات الشارع، أن السبب يعود إلى ازدحام المكان بالسوريين خلال السنوات الخمس الماضية، ويقول: إن “استطعت إيجاد محل فارغ للإيجار ودون فراغه فهذا من النوادر هنا، أما عن طبيعة المشاريع فمهما كان مجال عملك ستربح هنا”.

ويضيف، أن وجود السوريين ساهم بتنشيط الشارع ليصبح نعمة على السوريين ممن استأجر محلاً في وقت مبكر بنفس المكان، أما الأتراك فقسم منهم استفاد عن طريق تأجير محله وقسم آخر تضرر بسبب اضطراره لإغلاق محله والانتقال لمكان آخر.

تحول بوقت قياسي

خلال إعداد التقرير، التقينا بمحمود ريحاوي أحد أصحاب المطاعم السورية في الشارع الإيراني، حيث قال لـ«الحل»: “قبل تواجد السوريين كان الشارع يشهد ازدحاماً لكن ليس كما هو الحال اليوم، نحن السوريون من أصحاب النشاطات التجارية في الشارع ساهمنا بتنشيط المنطقة وباتت ذات امتيازات اقتصادية”.

وأضاف، تغيرت الكثير من الأمور في الشارع، سابقاً كان إيجار المحل المطل على الشارع الرئيس حوالي 500 إلى 1000 ليرة تركية، أما اليوم فقد زادت الأجرة وهناك محال تصل إيجاراتها إلى حوالي ستة آلاف ليرة تركية بالشهر، (فراغة) المحل كانت سابقاً لا تتعدى خمسة آلاف أما اليوم فهناك محال بلغت قيمة الفراغة فيها حوالي 50 ألف ليرة تركية وووصلت أحياناً إلى 100 ألف ليرة.

ومما عزز نشاط المطاعم السورية في الشارع الإيراني هو نجاحها في استقطاب الزبائن الأتراك، حيث أكد ريحاوي، أن هناك مطاعم ربع زبائنها وأكثر من ذلك هم أتراك أعجبوا بالوجبات السورية.

ورغم تقلبات الليرة التركية وتأثر أصحاب المشاريع الاقتصادية بها في تركيا، إلا أن ذلك لم يؤثر بشكل كبير على أصحاب المحال السورية المتواجدة بذات الشارع.

في المقابل، استفاد أصحاب المحال الأتراك من ازدحام الشارع ونشاطه الاقتصادي عن طريق رفع قيمة الإيجارات، فيما اضطر أتراك آخرون للانتقال من الشارع بعدما باتت معظم المحال تقدم بضائع وخدمات وأغذية سورية.

بضائع سورية

اتخذ «الشارع الإيراني» أهمية بين السوريين لما تحتوي المحال المتواجدة في الشارع من بضائع سورية ليست متوفرة لدى محال الأتراك، فمن المطاعم التي تقدم الوجبات السورية إلى محال الغذائيات التي تحتوي على المواد الغذائية السورية مثل الزعتر والحلاوة والجبن السوري والمنتجات الغذائية الأخرى.

ويقول «أبو إسماعيل» أحد السوريين المطلعين على نشاط المحال بالمنطقة: “يعتبر الشارع الإيراني بالنسبة للسوريين أهم الأماكن التي يمكن لهم التسوق بها في عنتاب، نحن معتادون على شراء حاجيات معينة أحياناً لا تجدها عند الأتراك ولكن ترى أن السوريين وفروها لنا”.

ويتابع، أحياناً أحتاج إلى غرض ما وأعرف أنني لن أجده بمحلات الأتراك فاذهب للشارع الإيراني، هناك غالباً ما أجد احتياجاتي بسبب تنوع الموارد المتوفرة.

وعند المرور بالشارع الذي لا يتجاوز طوله كيلومتر واحد، يمكن للمشاهد أن يلاحظ تنوع المشتريات المقدمة من السوريين، فيما هناك أتراك باتوا يحاولون جذب الزبائن السوريين عن طريق لافتات مكتوبة باللغة العربية ويضعونها على واجهة محالهم التجارية.

وتأتي تسمية «الشارع الإيراني» نسبة إلى توافد الإيرانيين بكثافة لذات الشارع بسبب تواجد أسواقهم وحافلاتهم في المنطقة، لكن مع توافد السوريين وتمركزهم في المنطقة بات فعلياً الشارع السوري في عنتاب ورغم ذلك بقي اسمه الشائع “الشارع الإيراني في عنتاب”.

إعداد: فراس العلي – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.