السوريون من حملة الجنسية التركية… كيف يتحدثون عن مشاركتهم في الانتخابات؟

السوريون من حملة الجنسية التركية… كيف يتحدثون عن مشاركتهم في الانتخابات؟

تركيا (الحل) – شارك العديد من السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية مؤخراً بانتخابات البلدية، أمس الأحد، في عدد من الولايات التركية، ليترقبوا فيما بعد نتائج الانتخابات التي حسمت بين تحالفي الشعب والأمة اللذين يمثلان أربعة أحزاب هي الأبرز في تركيا.

وتعد هذه الانتخابات البلدية هي الأولى من نوعها التي يشارك فيها عدد كبير من السوريين، وأفاد قسمٌ منهم بأن هذه التجربة أشعرتهم بأنهم يعيشون انتخابية حقيقية للمرة الأولى في حياتهم مقارنة بسير العمليات الانتخابية في سوريا.

يقدر عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية والذين كانوا مؤهلين للمشاركة بالانتخابات البلدية بحوالي 53 ألف سوري نال الجنسية من أصل العدد الكلي (نحو 79 ألفاً) حسب وزير الداخلية، سليمان صويلو.

بالمقابل، استغلت عدد من الأحزاب المعارضة ملف اللاجئين السوريين خلال فترة الدعاية الانتخابية، بعضهم توعّد الأتراك بطرد السوريين وآخرون اعتبروهم خطراً على التركيب الديمغرافي لبعض المدن التركية.

للمرة الأولى

التقينا بمحمد نجار أحد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية مؤخراً وروى لنا ما حصل معه يوم أمس بالقول: “صباح أمس توجهت لمركز اقتراع بعد اطلاعي على رقم الصندوق الذي سأصوت فيه، قرأت عن الموضوع كثيراً قبل التوجه حتى لا أقع في أي أخطاء، ثم ختمت ثلاث مرات على من أريد التصويت له كحزب وكاسم المرشح ومن ثم وضعت ظرفي بالصندوق”.

وتابع قائلاً: “لم أحظ يوماً ما بمثل هذه التجربة في سوريا، كنا نبصم بالدم غصباً ونكتب نعم للقائد الخالد، بالأصل وجود الأحزاب الأخرى بسوريا صوري بحت، أما في #تركيا فالأجواء التنافسية بين الأحزاب حقيقية”.

وأضاف النجار، وأنا في الغرفة السرية انتابني شعوران مختلفان بآن واحد، فأنا سعيد للغاية بمشاركتي ومعايشتي لأجواء الانتخابات البلدية، وفي نفس الوقت أحمل غصة في داخلي كون السوريين لم يعيشوا أجواء كهذه من قبل.

من جانبه قال كريم وهو أحد الشبان السوريين الذين نالوا الجنسية التركية مؤخراً عن مشاركته بالانتخابات: “ذهبنا أنا وأصدقاء لي نالوا الجنسية أيضاً للمشاركة بالانتخابات، كانت المرة الأولى التي أشارك بها بمثل هذه الانتخابات دون خوف أو رهبة، بعد ذلك جلسنا في مقهى ونحن ننتظر النتائج لكن الجميل بالموضوع أننا لم نعرف من سيحصد مناصب البلديات وخاصة الكبرى حتى اللحظة الأخيرة”.

وحول اطلاعه من عدمه على البرامج الانتخابية التي قدمها المرشحون قبيل ذهابهم للمشاركة بالانتخابات أجاب، السوريون بتركيا موجودين منذ أكثر من خمس سنوات، نعرف من الجهات التي تدعم وجودنا ومن يحاول ترحيلنا وكانت اختياراتنا مبنية على ذلك.

هل تؤثر على السوريين؟

توعد عدد من ممثلي الأحزاب التركية في انتخابات البلدية ببعض المدن بسن قرارات من شأنها تغيير مصير اللاجئين السوريين في مدنهم، لكنها لم تكن سوى دعاية لا أثر حقيقي لها في الواقع وفق رأي البعض.

ويبدي كمال العمر أحد السوريين المجنسين في تركيا رأيه حول الموضوع قائلاً: “انتخابات البلدية لن تؤثر على السوريين بشكل كبير خاصة أن جميع الوظائف المناطة برؤساء البلديات هي خدمية تتعلق بتنفيذ مشاريع عمرانية والاهتمام بالشوارع وجانب الزراعة والصناعة ومراقبة الأغذية وغيرها”.

ويتابع، المشكلة الأساسية أن العديد من السوريين غير مطلعين على تفاصيل انتخابات البلدية وليس لديهم خلفية عن ذلك كما لا يعرفون ما أثر هذه الانتخابات عليهم وأيّ منها سيؤثر إيجاباً أو سلباً على وجودهم، يوم أمس اتصل بي العديد من الأصدقاء وسألوني ذات السؤال، ماذا سيحصل إن فازت المعارضة بتركيا؟

وبعد فرز أصوات الناخبين الذين قدر عددهم بحوالي 46 مليون، تبين أن حزب #العدالة_والتنمية تحصّل على نسبة 44،32% أما الحركة القومية فحصلت على 7،31% بينما حصل #حزب_الشعب على 30،11%، أما حزب الجيد فحصل على 7،45%، وتوزعت باقي النسب على الأحزاب الأخرى.

وتمكن تحالف الشعب الذي يمثل حزبي العدالة والحركة القومية من حصد 51،63% من الأصوات مقابل 37،55% كانت نصيب تحالف الأمة الممثل لحزبي الشعب الجمهوري والجيد.

وتحصَّل حزب العدالة على بلديات #عنتاب وبورصة وكيليس وأورفا وقيصري وقونيا ومرعش ومالاطيا وأرض روم وأكسراي ومدن أخرى، بينما تحصَّل حزب الشعب الجمهوري على بلديات #إسطنبول وأنقرة وهاتاي وأضنة ومرسين وأنطاليا وأدرنه واسكي شهير وأزمير ومدن أخرى، أما حزب الشعوب الديمقراطي فقد تحصل على بلديات ماردين وديار بكر وسرت وفان وقارص وغيرها، فيما تحصل حزب الحركة القومية على بلديات #كارابوك والعثمانية ومانيسا وغيرها.

إعداد فراس العلي – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.